الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- الحرب يعود إلى أوروبا وجيرانها من جديد

المانيا- الحرب يعود إلى أوروبا وجيرانها من جديد

06.09.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏04‏/09‏/14
يعتبر مؤتمر زعماء حلف شمال الاطلسي / الناتو / الذي يبدأ أعماله هذا اليوم الخميس 4 أيلول/سبتمبر بمنطقة نيوبورت بمقاطعة ويلز البريطانية  أهم مؤتمر / ناتو / يعقد منذ نهاية الحرب الباردة وقيام هذا الحلف قبل خمس وستون عاما  أي بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية .
تم الاعلان عن هذا الحلف عام 1948 من خلال اتفاقية تمت بين دول اوروبا الغربية تكمن بالتعاون الاقتصادية وقيام حلف عسكري للدفاع عن انفسهم ثم دخلت الولايات المتحدة الامريكية وتركيا وبعد ذلك المانيا تباعا في هذا الحلف الذي اتخذ من واشنطن مقرا له قبل ان ينتقل الى باريس ثم الى بروكسل .
ويعقد هذا المؤتمر في ظل خلاف حاد بين الاوروبيين ومعهم الولايات المتحدة الامريكية وبين روسيا جراء تدخلها في شئون اوكرانيا وضمها منطقة شبه جزيرة القرم الى الاتحاد الروسي وتحريضها انفصاليين بالشرق والجنوب الاوكراني بالانفصال عن اوكرانيا المركزية ودعمها لهم بالمناوشات العسكرية التي تعيشها أوكرانيا حاليا ، فقد ذهبت كل الجهود السياسية التي بذلها الاوروبيون  منذ بدء الازمة نهاية  شهر تشرين أوكتوبر 2013 الماضي  ، تلك الازمة التي نجمت إثر فشل الاتحاد الاوروبي ضم اوكرانيا كشريك استراتيجي للاتحاد ، فرئيس تلك الدولة السابق فيكتور يونتشينكو رفض العروض الاوروبية وقوع بلاده باحضان الاوروبيين معتبرا موسكو الحليف الرئيسي الاقتصادي والسياسي لبلاده ، ذلك الرفض الذي كان وراء انتفاضة شعبية بالغرب والشمال الاوكراني ، اي باوكرانيا المركزية بدعم من اوروبا وخاصة من المانيا اذى الى الاطاحة بالرئيس السابق وضياع القرم من اوكرانيا واعلان المتعاطفون مع روسيا رغبتهم بفصل مناطق شرق وجنوب بلادهم عن اوكرانيا .
الازمة الاوكرانية هذه هي مباحثات زعماء / الناتو / الرئيسية ، اضافة الى خطر قوة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / فالمؤتمر يعقد وطبول الحرب في اوروبا وعلى تنظيم / داعش / تدق .
ومن خلال ندوة حول مؤتمر / الناتو / دعت اليها الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية مساء يوم أمس الاربعاء 3 أيلول/سبتمبر بالعاصمة برلين أكد رئيس مؤتمر ميونيخ للمن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشنجر عودة الحرب الى اوروبا وجيرانها بالشرق الاوسط من جديد متهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانه يدق طبول الحرب ضد اوروبا من خلال صراعه مع الغرب على نفوذ القوة في اوكرانيا وعدم مبالاته بحقوق الشعب الاوكراني وآراؤه حول السياسة الروسية تجاه اوكرانيا واندلاع مناوشات عسكرية حقيقية بين اوروبا وروسيا تعتبر مسألة وقت منتقدا في الوقت نفسه الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو بإثارة روسيا لاستعانته بقوات اوروبية لصد الانفصاليين اضافة الى تصريحات زعيم / الناتو / اندريه فوج راسموسين التي تحمل في طياتها الحرب ضد روسيا .
واستبعد ايشينجر مشاركة الاوروبيين والامريكيين بشكل حقيقي في صد قوة تنظيم / داعش / ومحاولة الرئيس الامريكي باراك اوباما قيام حلف سعودي اماراتي امريكي لصد قوة / داعش / والقضاء على ذلك التنظيم فالولايات المتحدة الامريكية واوروبا فشلت عسكريا وسياسيا في افغانستان والعراق يختلف بطبيعيته وتركيبة سكانه عن الافغانيين فالولايات المتحدة المريكية خرجت من العراق صاغرة ولن تعود اليه مرة اخرى بقواتها وفرقها العسكرية الكبيرة بل سيكون هناك اعمال عسكرية خاطفة كتلك التي تقوم بها طائراتها الخفيفة / بدون طيار / بهجوم مباغت ضد مواقع بافغانستان والعراق واليمن وتعود أدراجها الى مواقعها .
واعتبر خبير شئون السياسة الاوروبية والشرق الاوسط ميشائيل رار من الجمعية المذكورة تهديدات اوباما لروسيا و / داعش / عرض عضلات فقط فالرئيس الامريكي كان قد أنذر رئيس نظام سوريا بالويل والثبور جراء ارتكابه الجرائم ضد شعبه وخاصة إثر قصف اسد لمناطق بالغوطة الدمشقية بالاسلحة الكيماوية الا انه أحال التدخل العسكري على مجلس اليوخ / الكونجرس لأخذ فتوى حول ذلك منه والرئيس الروسي بوتين يعرف تماما ان اوباما وحلف / الناتو / لن ينفذا تهديداتهم ذد بلاده .
ورأى ايشينجر ورار لانهاء الازمة الاوكرانية جذب واشنطن الى لجنة الحوار الثلاثية وهي روسيا واكرانيا والمنظمة الاوروبية للامن والسلام لانهاء الامة الاوكرانية سياسيا الا انهما أعربا عن احتمال نجاح ذلك اذ ان أصوات طبول الحرب  اصبحت عالية بشكل ملحوظ لى حد قولهما .