المانيا- الشرق الاوسط والعالم على كف عفريت

كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏19‏/06‏/14
رأى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان جميع الدول الاسلامية في مقدمتها السعودية وتركيا ودول الخليج ومعها المانيا واوروبا مطلوب منهم وضع حد لنزيف دم الشعب السوري والحيلولة دون وقوع حرب اهلية حقيقية بالعراق فنذر هذه الحرب بدأت بالمناوشات وسيطر المسلحين الاسلاميين وغيرهم على بعض المدن العراقية واحاطتهم ببغداد كما يحيط الاسوار بالمعصم وحوار الحكومات المذكورة مع الجماعات الاسلامية التي لا تحمل فكرا متطرفا مطلب هام لانهاء جزء لا يتجزأ من الفكر السياسي للشعوب الاسلامية العربية من الصعب اجتثاثها .
جاء ذلك بكلمة ندوة حول منجزات الربيع العربي مع رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة هذا اليوم الخميس 19 حزيران / يونيو بالعاصمة برلين بتنظيم من معهد بيرتلسمان للدراسات السياسية والاعلامية احد اكبر دار نشر اعلامية باوروبا والعالم .
وأشاد شتاينماير بالشعب التونسي الذي يعتبر قدوة بانتفاضته على حكم بلاده السابق لشعوب ليبيا ومصر واليمن والجزائر اذ ارغمت هذه الانتفاضات حكومتي الجزائر واليمن باصلاحات سياسية واجتماعية وألغت نظام الوراثة الجمهورية كما كانت وراء تشجيع ملك المغرب بأن يجعل من بلاده ملكيا دستوريا الا انه وبالرغم من النكسات التي شهدتها مصر وعدم استقرار ليبيا واستمرار كفاح الشعب السوري ضد نظامه يجب على العالم ان لا يصاب بخيبة أمل مما يجري حاليا بتلك الدول فالديموقراطية يمكن ان تستقر اذا كان هناك حوارا بناءا بين الاطياف السماوية فالشعب اذا أراد الحياة فاالقدر يستجيب له .
وأكد شتاينماير ان الحريات هي وراء الازدهار الاجتماعي والاقتصادي لكل شعب ولا بد من الحوار الجا والتسامحالذي يعتبراساسا للحريات العامة معربا عن أمله انتصارا قريبا للشعب السوري على نظامه ومبادرة الدول الاسلامية بالتعاون مع اوروبا للحيلولة دون وقوع حرب دينية تشعل منطقة الاوسط برمتها وان المانيا مستعدة للتعاون اذ ان الاسلام دين السلام يحث على الحوار بين الاديان وخاصة المسيحية واليهودية وتبيين سماحة الدين الاسلامي يكمن بالشفافية والتسامح بين المسلمين .
ومن ناحيته أكد جمعة ان بلاده بحاجة الى استثمارات المانية تساعد الشباب على العمل مؤكدا ان بلاده ليست بحاجة الى مساعدات مالية بل بحاجة الى التعاون وانه يأمل من المانيا تعاونها مع بلاده لاستقرار الحريات العامة . وأعرب مهدي عن قلقه وقلق حكومته من الانفلات الامني في ليبيا وقلاقل تُحدثها الجزائر ببلاده الا انه أكد حرص حكومته على علاقات قوية مع الجزائر وليبيا التي يتدفق منها عناصر ارهابية تحدث قلاقل امنية اذ ان أمن بلاده مرتبط بشكل رئيسي بأمن دول المغرب العربي .
ومن ناحيتها وصفت رئيسة مجلس ادارة مبرة بيرتلسمان ليتس موهن / الهاء تكتب ولا تقرأ / العالم حاليا ولا سيما الشرق الاوسط واوروبا وبعض الدول الافريقية بأنه على شفا حرب جراء وضعيته على كف عفريت فالازمة الاوكرانية تنذر بحرب جديدة بين اوروبا وروسيا واستمرار مذبحة الشعب السوري التي يندى لها جبين الانسانية يتحمل المجتمع الدولي مسئوليتها والحرب في العراق عامل خطير على احتراق الشرق واوروبا بحروب دينية تعيد العالم الى العصور الوسطى وانه لا بد من الحوار الايجابي بين الاديان السماوية لوضع حد لما تعانية شعوب الشرق الاوسط واوروبا وافريقيا الوسطى ومالي وفي مقاطعة كسيانغ ذات الاغلبية الاسلامية . ان نيل الحرية يكمن بالتعاون مع جميع الحكومات المحبة للسلام حاثة الاقتصاد والصناعة الالمانية مساعدة الشعب التونسي لاستقرار بلاده اقتصاديا فالاقتصاد وراء استقرار الدول سياسيا وازدهارا اجتماعيا على حد اقوالهم .