الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- الشرق الاوسط واوروبا وداعش

المانيا- الشرق الاوسط واوروبا وداعش

24.10.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين‏23‏/10‏/2015
يناقش وزراء خارجية السعودية وتركيا وقطر وروسيا والولايات المتحدة الامريكية ومسئولة شئون السياسة الخارجية بالمفوضية الاوروبية فريدريسا موجيريني  الوضع في سوريا وتدخل روسيا الى جانب اسد بقتال الشعب السوري والسعي لايجاد صيغة مشتركة تنهي ما وصلت اليه سوريا وشعبها وبالتالي من اجل وضع حد لتدفق اللاجئين على اوروبا اذ ان معظمهم من البلد المذكور .
ومن خلال مؤتمر حول سوريا والشرق الاوسط عقد ببرلين يوم أمس الخميس 22 تشرين اتول /اكتوبر , أعتبر خبراء الشرق الاوسط بندوة حول المنطقة عقدت بتنظيم من معهد فريدريش ناومان للعلاقات والدراسات والمساعدات الدولية / المبرة من اجل الحرية / بالعاصمة برلين  ان المنطقة المذكورة برمتها مع شمال افريقيا تعيش بمخاض خطير للغاية . فعلى حسب رأي المدير السابق للمعهد المذكور  رينيه كلاف الذي كان يشغل سكرتير الجمعية الالمانية لمنظمة الامم المتحدة  ومنوب المنظمة الدولية بالشرق الاوسط وافغانستان ان الحرية التي كان يتشوق اليها شعوب تلك المنطقة وخاصة في مصر ضمن ثورات ما يُطلق عليه بـ / الربيع العربي / قد فشلت وتحاول بعض الدول إفشالها ، فهي قد فشلت بالانقلاب العسكري الذي  قاده عبد فتاح سيسي على الرئيس المصري محمد مرسي واستمرار  انتفاضة الشعب السوري من اجل الحرية التي بدأت عام 2011 ولم تسفر بعد عن نتائج ايجابية هي من اسباب افشال  ثورات الحرية . واعتبر كلاف تونس الدولة الوحيدة من بين دول الربيع العربي التي استطاعت  النجاح  بتحقيق الحرية بالرغم من وجود مخاطر تريد العبث بامنها والمطلوب من المجتمع الدولي في مقدمته الاوروبيين السعي بمساعدة تلك الشعوب لتحقيق حلمها مؤكدا ان السلام في الشرق الاوسط هو سلام لاوروبا واستقراره استقرار  لها .
خبير الارهاب والاسلام من معهد العلوم والسياسة البرليني جويدو شتاينبيرج  عزا تدفق اللاجئين وخاصة السوريين والعراقيين على اوروبا  الى همجية تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / التي كانت تتلقى دعما ماليا من بعض دول الخليج العربي واصبحت تشكل قوة خطيرة على المنطقة  باسرها وعلى المجتمع الدولي تكثيف جهوده لمحاربة هذا التنظيم قبل ان يستفحل خطره ليصل الى اوروبا ويضع دول الخليج تحت سيطرته ، مستطردا ، ان ارهاب التنظيم وخطره يمكن ان يضمحل اذا ما استطاع الشعب السوري تحقيق أهدافه بالحرية التي يتطلع اليها ، الا ان على المجتمع الدولي مساعدة ذلك الشعب لاعادة بناء سوريا من جديد وعدم تركه عرضة للعنف والارهاب وعدم الاستقرار .
السعودية دولة قوية وهي رائدة العالم الاسلامي ورائدة اهل السنة والجماعة وكلمتها مسموعة لدى الكثير من دول العالم الاسلامي وخاصة تركيا وقطر وغيرهما فالتعاون مع الرياض سيساهم بشكل قاطع انهاء ماساة الشعب السوري ووضع حد لمأزق اوروبا من تدفق اللاجئين  على حسب راي كل من مسئول سوريا ولبنان في وزارة الخارجية الالمانية اندرياس كروجر  وميشائيل باور استاذ العلوم السياسية والشرق الاوسط في جامعة مدينة ميونيخ ،  ورأى كروجر بأن ايران تضاهي السعودية بأهميتها الدينية يمكن لها ايضا المساهمة باحلال السلام بالشرق الاوسط ، بينما أعرب باور عن أسفه للتدخل الروسي عسكريا الى جانب سوريا مع ايران التي تتدخل بدول منطقة الخليج العربي وخاصة في اليمن مشيرا بأن هذا التدخل يعتبر عائقا في وجه اي تعاون بين الرياض وطهران من اجل استقرار منطقة الشرق الاوسط وانهاء العنف في سوريا سياسيا .
النظام السوري مسئول عن الارهاب بالمنطقة وهو مع ايران وراء قوة تنظيم / داعش / وتتحمل واشنطن مسئولية قوة هذا التنظيم جاء احتلالها العراق واستضعافها طائفة على طائفة من الشعب العراقي  ويجب على السياسة الدولية الاعتراف بذلك فهي كانت وراء بروز العنصرية والكراهية بين فئات الشعب العراقي والسوري وموسكو بتدخلها العسكري الى جانب بشار اسد هو جراء انزعاجها من الغرب ولا يمكن كسب مودة موسكو والتعاون معها الا بطرح الثقة بين اوروبا وروسيا من جديد اما الولايات المتحدة الامريكية فلم تكن صادقة مع دول منطقة الشرق الاوسط برمته ولم تهتم بانهاء العنف فيه وكل ما قامت به من جهود سياسية لانهاء العنف انما هو دعاية سياسية فقط على حسب راي مسئول الحكومة الالمانية السابق عن ملف حقوق الانسان سكرتير الدولة بوزارة الخارجية ماركوس لونينغ .