الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- العراق بين نابين

المانيا- العراق بين نابين

14.06.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏12‏/06‏/14
نجم عن سيطرة مقاتلي ما يُطلق عليه / الدولة السلامية في العراق والشام/ وعناصر اسلامية اخرى على مناطق بالموصل وتكريت واحتجازهم لاشخاص في القتصلية التركية وبروز قوة هذه الجماعات بالعراق من جديد  قلقا لدى الحكومة الالمانية وتكهنات لدى بعض خبراء الشرق الاوسط . فوزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير أعرب للصحافيين قبيل افتتاحه هذا اليوم الخميس 12 حزيران/يونيو  مؤتمرا اوروبيا حول شبكات المعلومات الدولية / الانترنت / بوزارة  الخارجية أعرب عن قلقه للوضع الامني بالعراق حاليا وان برلين تشارك انقرة بقلقها جول مصير مواضنيها الذين احتجزوا بقنصليتها بالموصل كما ان المانيا تنتظر ما سيقوم به حلف شمال الاطلسي / الناتو / تجاه طلب انقرة النجدة لانقاذ مواطنيها مشيرا الى ضرورة ان ينتهج رئيس وزراء العراق نوري المالكي سياسة تقارب مع الشعب العراقي .
وحث شتاينماير الالمان المتواجدين في العراق عدم السفر الى مناطق في نينوى والموصل وغيرها التي تحت سيطرة الميليشيات الاسلامية ومغادرة العراق ان استطاعوا مطالبا ايضا الالمان الذين يريدون السفر الى تلك الدولة الغاء سفرهم أو تأجيله .
ويشير خبراء الشرق الاوسط في مقدمتهم جويدو شتولتبيرج من معهد العلوم والسياسة البرليني ما يجري في العراق تتمة  لما يجري في سوريا وان منطقة الشرق الاوسط برمتها  في خطر الاسلاميين الذين وجدوا بالعراق وسوريا ارضا خصبة لنشاطاتهم محذرا من وصول خطر الاسلاميين الى اوروبا اذا لم يساهم الاوروبيون اتخاذ سياسة جديدة تجاه سوريا تكمن بانهاء ماساة الشعب السوري ووضع لنظام بشار اسد الذي يقف وراء قوة التنظيم المذكور / دولة العراق والشام الاسلامية / معربا عن اعتقاده عدم دعم طهران النوري المالكي صرف انظار العالم عما يجري في سوريا الى العراق .
وعزا خبير منطقة الشرق الاوسط في مبرة الشرق الاوسط / يهتم هذا المعهد بشكل رئيسي بالاقتصاد اذ ان اكثر اعضاؤه أرباب اعمال / ميشائيل لودرز  الى قوة الميليشيات الاسلامية الى ان الجيش العراقي ضعيف غير قادر بالدفاع عن العراق والبلد المذكور منهار تماما منذ الاحتلال الامريكي له والرئيس الامريكي باراك اوباما يتحمل مسئولية العنف في ذلك البلد لانه سحب فرقه العسكرية قبل ان يستقر العراق سياسيا وأمنيا مثل قول الشاعر :
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
والضرورة هامة ان يكون في ذلك البلد قوات اممية للحيلولة دون سيطرة الاسلاميين على العراق بشكل تام .
العراق وسوريا بين نابين فالعراق تحكمه حكومة شيعية عنصرية تملك حقدا كبيرا على اهل السنة والجماعة بالعراق وقد ساهم رئيس الوزراء العراق المالكي مثل نظيره في سوريا بشار أسد بزرع الشقاق بين أطياف شعب ذلك البلدين واكثر ضباط الجيش العراقي من الشيعة مثل اكثر قادة الجيش السوري من العلويين وساهم المالكي بفرض ايران هيمنتها السياسية والاجتماعية ومالتقاصدية على بلاده مثل فتح اسد ابواب سوريا امام ايران والميليشيات الشيعية الاخرى وعناصر ميليشيات دولة العراق والشام الاسلامية  خرجا من عباءة الملالي الايرانية والنظام السوري فدور المالكي بالنسبة لايران قد انتهى لانه لم يستطع القضاء بشكل تام على اهل السنة والجماعة وفشل بوضع حد لتعاطف الاكراد على مسلمي العراق العرب من أهل السنة والجماعة والتنظيم المذكور يعتبر ردءأ لنظام بشار اسد وحكومة الملالي الايرانية ولا يوجد حرب بالوكالة بين السعودية وايران في العراق وسوريا مثل ما يزعم به بعض خبراء الشرق الاوسط بل حرب مصالح غربية وحرب من اجل الحرية وانهاء الحكم العنصري في سوريا والعراق .
لقد استطاعت الولايات المتحدة الامريكية جراء دعمها لطائفة على طائفة بالعراق جعل الرئيس العراقي السابق صادام حسين بنظر طائفة من شعب تلك الدولة شهيدا وستساهم ايضا بتغيير شعب سوريا نظرته تجاه بشار اسد على حد قول بيتر هاينة خبير مادة الاسلام والشرق الاوسط في جامعة هومبولدت البرلينية الاستاذ السابق لمادة الاسلام في الجامعة المستنصرية ببغداد .
العراق دولة فاشلة وستستمر في دوامة العنف  وخطط تقسيم ذلك البلد الى دويلتين احداهما للشيعة والاخرى للمسلمين جاهزة للتنفيذ بعد ان استطاع الاكراد تأسيس دويلة لهم بمساعدة الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الاوروبية التي تساند الاكراد بتوسيع دويلتهم لتشمل بعض المناطق في تركيا وسوريا ولم يعد هناك أي امكانية لإفشال مخطط تقسيم الشرق الاوسط .