الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- العراق وسوريا والغرب و/ داعش

المانيا- العراق وسوريا والغرب و/ داعش

16.08.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏‏15‏/08‏/14
تغادر طائرتين  نقل بضائع  تابعة لسلاح الجو الالماني هذا اليوم الجمعة 15 آب /اوجسطس مطار منطقة / هون / العسكري  الواقعة بولاية شلسفيغ هولشتاين / شمال /  الى مناطق الشمال العراقي / جبل سنجار / واربيل ، المناطق التي يأوي اليها نصارى ويزيديون للالقاء مساعدات انسانية ، غذائية وطبية / للاجئين بتلك المناطق ومساعدتهم بالوصول الى مناطق آمنة بالشمال العراقي  وايضا الى اربيل حيث ستتولى منظمة الامم المتحدة ومنظمات انسانية دولية توزيعها.
وكانت وزيرة الدفاع الالمانية اورزولا فون در لاين قد أوضحت  للصحافيين ببرلين يوم أمس الخميس 14 الشهر الجاري انه لن يكون هنا معدات  عسكرية لجيش الاكراد / البشمركة /  اللهم عدا سترات وقبعات وقائية من الرصاص كاشفة النقاب الى ةووجود خلاف بين اعصاء الحكومة الالمانية حول تقديم مساعدات عسكرية للاكراد او التدخل عسكريا او مساعدة عسكرية تقوم الحكومة الالمانية بتقديمها الى الجيش الامريكي . وتعتبر  وزيرة الدفاع ومعها وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير من مؤيدي  تدخلا عسكريا ضد تنظيم / الدولة الاسلامية / بينما يرفضها وزير التنمية جيرد مولر واعضاء بالبرلمان الالماني بينما يؤيد ذلك اعضاء آخرون . و يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي هذا اليوم الجمعة 15 آب /اوجسطس ببروكسل اجتماعا استثنائيا يبحثون من خلاله تطورات الازمة العراقية من خلال بروز قوة ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / وتهديد هذا التنظيم عاصمة دويلة كردستان العراق / اربيل /  بعد ان استولى على الموصل وسحب تهديده بالانقضاض على بغداد لأسباب لا تُعرف حاليا اضافة الى قلق معتنقي الديانة اليزيدية من إبادة التنظيم لهم اضافة الى مضايقات يتعرض لها نصارى العراق وخاصة القرى المسيحية المتاخمة للموصل ، كما ويبحث الوزراء تطورات الازمة الاوكرانية بعد ان تبين وجود قوافل عسكرية روسية دتخل اوكرانيا اضافة الى تطورات الوضع في سوريا .
الازمات المذكورة هذه ولا سيما صعود قوة / داعش / المفاجئ ساهمت الى حد كبير بطرح سؤال يراود  الكثيرين كيف استطاع هذا التنظيم تحقيق انتصارات ويثير الفزع جراء خطره على العراق وسوريا ومنطقة الشرق الاوسط برمته واوروبا ايضا . والجواب على هذا التساؤل يكمن بأن دوائر المخابرات الغربية  وضعت هذا التنظيم الذي يعرف / بدولة العراق والشام الاسلامية /  تحت المجهر  منذ احتلال الولايات المتحدة الامريكية العراق عام 2003 وتراقب نمو قوته عن كثب وحصوله على مساعدات معنوية مالية وعسكرية من شخصيات وحكومات دول تدعم المعارضة العراقية المسلحة لإخراج المحتل الامريكي وشركائه  من العراق واختفاء هذا التنظيم بعد مقتل / ابو مصعب الزرقاوي/ ليظهر بقوة منذ انتقال انتفاضة الشعب السوري من السلمية الى السلاح معتنما بذلك قيام ميليشيات اسلامية وغير اسلامية للدفاع عن الشعب السوري  وانضمام مرتزقة حزب الله اللبناني ومرتزقة شيعية عراقية وغيرها الى مرتزقة نظام بشار أسد لقتال الشعب السوري ليدخل على الساحة في سوريا ويثير الخلافات بين فصائل المقاومة ويسيطر على مناطق كانت تابعة لما يُطلق عليه بائتلاف قوى المعارضة السورية والجيش الحر وتنظيمات اسلامية اخرى بينما لم يواجه مرتزقة النظام السوري الا لمما ويمارس اضطهاد سكان تلك المناطق التي اصبحت تحت سيطرتهم في العراق وسوريا  ويمارس العنف مثل الفتل والقطع والتشريد وارغام معتنقي الديانات الاخرى على اعتناق الاسلام وبحجة تحكيم الشريعة  الاسلامية .
ويصف رئيس جهاز المخابرات الخارجية الالمانية جيرهارد شيندلر التنظيم بأنه اكثر تطرفا من القاعدة فهو لا يعادي الشيعة والنصارى واقليات دينية اخرى موجودة بسوريا والعراق بل يعادي علماء اهل السنة الذين لا يعتنقون أفكارهم فهم قاموا بحملة اغتيالات طالت شخصيات عراقية من اهل السنة لتأسيسها  ما يُطلق عليه بـ / مجالس الصحوة / وقد استطاع هذا التنظيم كسب شباب متطرفة من جميع انحاء العالم الاسلامي هذا الشباب الذي يرى بأن ما يعانيه العالم الاسلامي من تفتت وانقسام وخلاف يقف الغرب وراءه وان حكام الدول العربية كلهم عملاء للغرب .
ويؤكد ناطق وزارة الخارجية الالمانية مارتين شيفر ان تنظيم / الدولة الاسلامية / قوي للغاية ويكسب الى صفوفه عناصر متطرفة ترى ان القوة والبطش والتنكيل الامر الذي اساء لانتفاضتي الشعبين العراق والسوري واساء أيضا للاسلام ليثبت بذلك ان الاسلام دين عنف مؤكدا ان الوضع الانساني للسوريين اذا ما تم قياسه مع الوضع الانساني للشعب العراقي أكثر مأساة منهم ومن أي شعب آخر .
ويرى سفير المانيا السابق في سوريا والعراق سكرتير عام  الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية / البارون / باول فون مالتسان بندوة حول تنظيم / الدولة الاسلامية / عقدت يوم أمس الخميس 14 آب/اوجسطس بالقرب من العاصمة برلين  ان الغرب هو الذي مهَّد الطريق لتنظيم / الدولة الاسلامية / بالسيطرة على مناطق في العراق وسوريا موضحا ان امريكا تركت العراق  اسودا وأبيضا فمن جهة شعور الاقليات الدينية والعرقية بان وجودها مهدد اضافة الى وجود الاكراد المسلحين ومن جهة اخرى الارهابيين وكلاهما مدعوم من الغرب وبعض الدول العربية وذلك لتأجيج الحرب الطائفية والاهلية في العراق وسوريا مؤكدا مسئولية الغرب للحالة التي وصلت اليها سوريا من وجود العشرات من التنظيمات المسلحة الامر الذي كان وراء تعقيد الامور بشكل اكثرومن الصعب الحكم على التنظيمات الجيد والسيء منها ، أي ان الامر اصبح مختلطا من الصعب التمييز بين الخيط الابيض والخيط الاسود من الفجر .
ويعتقد صحافي مسلم يراقب تطورات الوضع  بمنطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي  واوروبا ان تنظيم / الدولة الاسلامية / التي خرجت من عباءتي نظامي دمشق والملالي الايرانية ، يريد جراء عنفه الذي يمارسه في العراق وسوريا ضد الاقليات العرقية والدينية إرغام الغرب بالتفاوض مع بشار اسد الذي يرفض وجود قوى اجنبية اوروبية وامريكية لانهاء ماساة الشعب السوري وبالتالي فان روسيا وايران اللتين تحميان اسدا تقفان بالمرصاد وراء كل دولة تطالب بالتدخل عسكريا لأنهاء مأساة السوريين ، وتنتظر ايران فرصة اي تدل عسكري للانقضاض على دولة بمنطقة الخليج العربي ، بينما يرغم هذا التنظيم وبمساندة ايران ونظام دمشق العراق الاستعانة بامريكا واوروبا من جديد عسكريا للقضاء على ما يُطلق عليه بالتنظيمات الارهابية مثل ما فعلته حكومات برهان الدين رباني وحميد كرزاي الافغانية  الاستعانة بالغرب لطرد الطالبان ، مضيفا ان الحرب التي شنها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني في غزة كان هدفها الاول دعة الكيان الصهيوني الغرب للتفاوض مع بشكر اسد لاقناع حماس بوقف اطلاق صورايخهمعلى المستوطنات ، الا ن هذا المخطط باء بالفشل ليقظة من الدبلوماسية الاوروبية تجاه نوايا الكيان الصهيوني .
وتعتقد خبيرة منطقة الشرق الاوسط والحركات الاسلامية من معهد واشنطن للعلاقات الخارجية جانين ديفيدسون  اه لا احد في العراق وواشنطن وحلف شمال الاطلسي / الناتو / بمقدرته محاربة تنظيم / الدولة الاسلامية / طالما ويتخذ التنظيم من الرقة / سوريا /  قاعدة ومركز حماية له فالمناطق الحدودية السورية العراقية تعتبر للتنظيم أمكنة آمنة له كما ان التنظيم يعتقد تماما انه اذا ما قامت امريكا وشركاء لها بمهاجمة تلك المناطق فان شعوبها سيساهمون بدعم / التنظيم / ضد اي هجوم مباغت مؤكدة ان واشنطن التي يحمها باراك اوباما  لن تهاجم / داعش / بشكل حقيقي اذ لا تريد واشنطن الارتماء بافغانستان ثانية فالانزال العسكري الدولي بتلك الدولة باء بالفشل وسوريا والعراق تختلفان عن وضعية افغنستان وطبيعة أهلها .
الغرب وتقاعس العالم عن نصرة الشعب السوري وإنهاء ماساته بإنهاء نظام بشار أسد بالقوة العسكرية والدعوات الى حل سياسي مثل جنيف /1 / و / 2 / وراء قوة / داعش / التي استغلت انقسام المعارضة  السورية وعنصرية حكومة نوري المالكي مشيرا انه لا حاجة لالمانيا ارسال اسلحة الى الميليشيات الكردية / البيشمركة / فتوريد اسلحة الى الاكراد والحكومة العراقية تستطيع امريكا القيام به ، ان الامر بحاجة الى تدخل عسكري وفي مقدمتها هجوم بري على حد أقوالهم .