الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- الغرب مسئول عما يجري في العراق

المانيا- الغرب مسئول عما يجري في العراق

24.06.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏23‏/06‏/14
أثار وقوع بعض المدن العراقية تحت سيطرة المسلحين في مقدمتهم منظمة ما يُطلق عليهم / دولة العراق والشام الاسلامية / قلق خبراء ما يُطلق عليه بقضايا الشرق الاوسط والاسلام ومعهم بعض الفعاليات الامنية في المانيا اذ يعتقد تلك الفعاليات ان يصبح العراق ومعه سوريا معسكرا لتدريب الشباب على السلاح وارسالهم الى المانيا واوروبا لاعمال غوغائية وذلك من خلال مناقشة المحطة الاولى من الرائي الالماني / التلفزيون / في لقاء المذيع / جونتر ياوخ / الاسبوعي  اذ شارك بالندوة رئيس شئون لجان السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين والصحافي الذي اصيب بجروح بالقرب من مدينة حلب السورية جراء اعتداء لمسلحي النظام السوري يورج ارمبروستر  وصحافية عراقية وخبير شئون الخليج العربي بمعهد العلوم والسياسة البرليني جويدو شتاينبيرج  . فبالرغم بأن رئيس لجان السياسة الخارجية روتجين كان اثناء الندوة حذرا من التأكيد على احتمال ارسال المنظمة المذكورة شبابا الى المانيا بعد تدريبهم على   السلاح يؤكد شتاينبيرج خطر هذه المنظمة على الامن العام في العالم اذ بإمكانها السيطرة على جميع أجزاء العراق وسوريا وتهدد امن تركيا والخليج العربي بأكمله مع التأكيد دعم السعودية وقطر لهذه المنظمة بالرغم من وجود صراع على النفوذ بين الرياض والدوحة بينما وصف أرمبروستر عناصر التنظيم والجماعات الاسلامية التي تقاتل على ارض سوريا بالنزاهة . صحيح ان التنظيم خرج عن المألوف الذي يؤكد على حرمة دم المسلم وعدم ايذاء النصارى الذين يعيشون في كنف المسلمين الا ان عناصره يتمتعون ببعض الشعبية والعاطفة لدى العراقيين الذين يرونهم وسيلة للتخلص من حكم نوري المالكي العنصرية فهي كانت وراء تهميش اهل السنة ووراء العداء بين الشعب العراقي وزرع الفتنة بين العرب المسلمين العراقيين والاكراد . بينما حذرت الصحافية العراقية دنيا هيالي / نصرانية /  التي تعمل كمذيعة برامج الصباح بالمحطة الثانية من الرائي / التلفزيون / الالماني من إبادة المسلحين المسلمين لنصارى العراق مشيرة ان النصارى كانوا يعيشون في زمن صدام حسين بأمان مثل ما يعيشونه حاليا بأمن وأمان في ظل نظام بشار أسد والاسلامين الذين يحاربون نظام سوريا وراء الاعتداء على النصارى بالرغم من تكذيب ارمبروستور لادعاءاتها بوجود وثائق تبثت عدم اعتداء اي اسلامي على النصارى في سوريا حتى ان الراهبات اللواتي احتجون بمنطقة معلولا أكدن تعامل المسلحين معهم بالحسنى .
الصحافية وخبيرة الشرق الاوسط فريدريكيه بلوجيه التي تعرف منطقة الشرق الاوسط عن كثب انتقدت ندوة المحطة الاولى من  الرائي / التلفزيون / الالماني حول العراق واصفة الندوة بمثابة تحريض وتخويف من الاسلاميين لنهم لا يعيشون الواقع ولا يعرفون ماساة العراقيين منتقدة بالوقت نفسه الغرب لعدم مبالاته بما يجري في العراق منذ سحب باراك اوباما فرقه العسكرية من تلك الدولة كما لم يهتم مطلقا بماساة الشعب العراقي وخاصة المسلمين من  اهل السنة عندما احتل جورج بوش العراق فهو كان وراء تشجيع الشيعة على اهل السنة لان اكثر المعارضين من شيعة العراق  لصدام حسين كانوا وراء تحريض البيت الابيض على احتلال العراق بحجة امتلاك صدام حسين اسلحة خطيرة مؤكدة ان الخطر الذي يحدق بالغرب عدم مبالاتهم بآلام الشعب السوري الذي كانت بيوتهم مفتوحة للاجئين من العراق ولبنان وقام نظام سوريا بهدم لمدن وتشريد اكثر من ثمان مليون نسمة وقتل اكثر من 250 الف شهيد اضافة الى وجود ألوفا مؤلفة في السجون الى جانب الذين لا يعرف مصيرهم معتبرة تحذير شتاينبيرج من الاسلاميين قراءة رجل لا يعرف السياسة الا من صحف شعبية هدفها الرئيسي تخويف الناس من الاسلام وزحف الاسلاميين على اوروبا وأداة تحريض على حرب يشنها الغرب ضد المسلمين بحجة الحفاظ على امن اوروبا .
وانتقد خبير العراق بجامعة مدينة هومبولدت البرلينية  بيتر هاينه الذي درس العربية بالجامعة المستنصرية ودرَّس بها عضو كتلة التحالف اليساري بالبرلمان الالماني يان فون اكين الذي عمل سابقا خبيرا لشئون الاسلحة بمنظمة الامم المتحدة الذي اشار بأن المعدات العسكرية التي تقوم المانيا بتصديرها الى السعودية وقطر يجب ان تتوقف لان الدولتين المذكورتين ترسل هذه الاسلحة الى المسلحين المسلمين في العراق وسوريا مشيرا ان الغرب خدع وغدر بالشعب السوري ونكس عن وعوده بنصرته فمن ذا الذي ينصر ذلك الشعب اذا لم تقم الدولتين الاسلامينين بدعمه ةوالشعب العراقي وخاصة اهل السنة ضحية الغزو الامريكي لذلك البلد وايران التي تحكم العراق رسميا وتفرض هيمنتها على سوريا بالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية انشاب حرب دينية بالشرق الاوسط على غرار الحرب الدينية التي جرت في اوروبا .