الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- تأييد وانتقاد لتسليح برلين الاكراد

المانيا- تأييد وانتقاد لتسليح برلين الاكراد

23.08.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏‏22‏/08‏/14
يسود الجو السياسي بالعاصمة برلين حالة من الغموض حول ماهية المعونات العسكرية التي سترسلها الحكومة الالمانية الى حكومة كردستان العراق حتى يستطيع جيشها الذي يطلق عليه / البيشمركة / وهم عناصر متطوعة  لمواجهة خطر تنظيم / الدولة الاسلامية / وحماية دويلتهم واللاجئين من النصارى واليزيديين الذي لجئوا الى مناطق الاكراد خوفا من / داعش / . فوزيرة الدفاع اورزولا فون در لاين اشارت بالمؤتمر الصحافي الذي عقدته مع وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير قرار الحكومة الالمانية اثناء اجتماعها قبل يوم أمس الاربعاء 20 آب أوجسطس  ارسال معونات عسكرية  الى الاكراد لم تفصح جليا حول تلك المعونات اللهم الا انها اشارت بتقديم خوذات / قبعات / ومعاطف واقية للرصاص مع ذخيرة وسيارات مصفحة أما ارسال دبابات وأسلحة / بنادق عسكرية سريعة الطلق مثل / الكلاشينكوف / غير معروف . وتحديد وقت ارسالها ايضا غير معروف اذ من المقرر أن يناقش البرلمان الالماني  في وقت لاحق من الاسبوع المقبل تطورات الازمة العراقية كما سيناقش الاوروبيون ، وعلى حسب ما أكده وزير الخارجية شتاينماير ، الازمة العراقية وامكانية مشاركة دول اوروبية بعمل عسكري ضد / الدولة الاسلامية / .
ومن خلال مؤتمر صحافي عقده وزير الخارجية شتاينماير مع نظسيره الصربي ايفينسا داجيتش هذا اليوم الجمعة 22 آب/اوجسطس طرق شتاينماير الى قرار الحكومة الالمانية تسليح اكراد العراق للدفاع عن أنفسهم وصد هجوم تنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / مشيرا ان هذه الاسلحة لن تُرسل قبل أخذ حكومة كردستان على عاتقها عدم استغلالها لتحقيق طموحات الاكراد بقيام دولة مستقلة لهم عن العراق بالمنطقة معترفا باخطاء الاوروبيين  التي تكمن برفضهم ارسال اسلحة الى الجيش السوري الحر  عندما الغى الاوروبيون في أيار/ مايو من عام 2013 قرار حظر تسليح سوريا واعلان وزير الخارجية السابق جويدو فيسترفيليه رفضه تسليح المعارضة خشية وقوع تلك الاسلحة بأيد غير أمينة وان هذا الرفض كان وراء قوة / داعش / وارسال المانيا فرقة عسكرية الى العراق غير وارد حاليا ويجب التنسيق مع الاوروبيين .
وااعتبرت وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الالمانية لشئون افريقيا وآسيا والعلاقات الثقافية ماريا بوهمر حماية النصارى في العراق وسوريا  الذين يعيشون بتلك الدولتين ودول الشرق الاوسط منذ الفجر الاول للنصرانية والعصور الاسلامية بطمأنية وأمان ولهم الحق بممارسة شعائرهم  دون خوف او وجل
جاء ذلك أثناء استقبالها لوفد من نصارى العراق وسوريا يوم أمس  الخميس  21 آب / اوجسطس بمبنى وزارتها  بالعاصمة برلين . ووصفت بوهمر مضايقة واضطهاد  تنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / للنصارى  واليزيديين واخراجهم من أراضيهم بالبربرية والاجرام ولا يمت للاسلام الذي يعطي الاقليات الدينية حقوقها بصلة معربة عن قلقها الشخصي ؤقلق الحكومة الالمانية  على النصارى بالعراق وسوريا وقضيتهم موضوع مناقشة مكثفة باروقة السياسة والاجتماع والعلوم  الالمانية  كما ان الحكومة الالمانية تريد اثارة موضوعهم لدى الاتحاد الاوروبي واثناء اجتماع منظمة الامم المتحدة السنوي الذي يبدأ عادة في شهر ايلول/ سبتمبر المقبل ، مؤكدة لهذا الوفد الذي اشتكى بان المساعدات الانسانية التي ارسلتها المانيا الى مناطق النصارى بالعراق لم تصلهم بعد ، استمرار ارسال المساعدات وبشكل عاجل الى مناطق الاكراد حيث يتواجد لاجئين نصارى فيها وايضا الى مناطقهم مضيفة ان الحكومة الالمانية تتعاون بشكل فعال مع الكنيسة ومنظمات انسانية مستقلة من اجل وصول المساعدات الانسانية الالمانية الى نصارى العراق بشكل فعال .
تسليح الاكراد يلقى تأييدا من اعضاء بالبرلمان الالماني  بينما يرفضه البعض اذ باعتقاده وعلى حسب تأكيد رئيس كتلة الخضر انطون  هوفرايتر اذ سيؤدي ارسال اليات ومعدات عسكرية كبيرة مثل الدبابات والمدافع يعتبر مقدمة لاعلان الاكراد دولة مستقلة لهم ستؤدي الى قيام دويلات كثيرة بمنطقة الشرق الاوسط ووقوع تلك المنطقة بدوامة عنف مستمرة  وقرار التسليح قرار عشوائي لا يستند الى الواقع الميداني لمناطق الاكراد في سوريا والعراق وانه يمكن ان توجه هذا الاسلحة الى الغرب والى تركيا ايضا . ورأى نائب رئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي ، ورئيس هذا الحزب في ولاية شلسفيغ هولشتاين رالف شتيجنر تسليح الاكراد شبيها تماما بتسليح القوى الاوروبية للعناصر القومية لمحاربة الدولة العثمانية ودولة هابسبورج  قبيل الحرب العالمية الاولى تلك الاسلحة التي كانت اسباب اندلاع الحربين العالميتين الاولى والثانية ففمنطقة الشرق الاوسط المليئة بالقوميات والديانات وارسال اسلحة الى كردستان العراق التي تتمتع بحكم ذاتي دعم معنوي ومادي وعسكري لتحقيق طموحاتها بالانفاصل عن العراق بشكل رسمي واعلان دولة مستقلة للاكراد .
وحذر عضو البرلمان الالماني السابق ومستشار شئون السياسة الامنية يورجين تودينهوفر في حكومة   سابقة   للمستشار السابق هلموت كول  وقوع المانيا في فخ  الولايات المتحدة الامريكية التي تريد نصبه لالمانيا ودول اوربية اخرى مثل فرنسا وبريطانيا وايطاليا للوقوع في حفر العراق العميقة ورماله المتحركة اذ ان ارسال الاسلحة اعلان حرب صريحة ضد / داعش / والجماعات الاسلامية التي سترى انه لا بد من وضع يدها مع / داعش / لمواجهة خطر عدو حقيقي وعندئذ فلن تبقى اوروبا بمنأى عن  الصراعات المذهبية والعرقية التي يعاني الشرق الاوسط منها وعلى الاوروبيين اتخاذ الحذر من اي قرار يتخذونه لوضع حد لخطر / داعش  /وغيرها .
ويرى خبير منطقة الشرق الاوسط اودود شتاينباخ قوة / داعش / وتسليح الاكراد نتيجة  تقاعس الغرب وفي مقدمتها المانيا عن نصرة الشعب السوري جراء عدم تدخل اوروبا عسكريا ضد نظام سوريا الذي يعتبر  وايران الداعم الرئيسي لعناصر / داعش / ولو صدقت امريكا واوروبا بتنفيذ تهديدجها نظام اسد بالويل والثبور لجرائمه التي يقترفها ضد الشعب السوري لانتهت / داعش / .