الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- تطورات السياسة تجاه سوريا وتركيا واللاجئين

المانيا- تطورات السياسة تجاه سوريا وتركيا واللاجئين

06.08.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين واس ,/‏04‏/08‏/2016
رأى قائد الجيش الالماني السابق هارالد كويات الذي يشغل حاليا رئاسة معهد العلوم السياسية العسكرية بجامعة الجيش الالماني بمدينة ميونيخ وعضوية المجلس الاستشاري السياسي بحلف شمال الاطلسي / الناتو/  ان الضرورة اصبحت ملحة لتغيير الاوربيين سياستهم تجاه ماساة الشعب السوري بانتهاج سياسة مستقلة عن واشنطن وموسكو اللتين تعتبران وراء استمرار الحرب في سوريا ، فواشنطن لم تنفذ وعودها بمساعدة المعارضة العسكرية ووضع حد لجرائم بشار اسد بينما تقوم موسكو مع طهران بدعم عسكري مطلق لاسد بالحرب التي يشنها ضد الشعب السوري وعقوبات اقتصادية جديدة ضد موسكو على غرار العقوبات ضدها لتدخلها باوكرانيا اصبح ضرورة ملحة لاذعان فلاديمير بوتين بالتعاون مع المجتمع الدولي  بالرغم من عدم احراز اي نتيجة ايجابية بالعقوبات الاقتصادية فروسيا لم تتأثر كثيرا بالعقوبات جراء تدخلها باوكرانيا ولكن يمكن ان تؤدي عقوبات كرسالة مفادها سخط اوروبا على السياسة الروسية في سوريا وانه لا بد من السعي بمشاركة فعالة لموسكو بانهاء الحرب بسوريا .
جاء ذلك بتصريح له الى محطة / اينفو / الاخبارية التي تذيع بثها من برلين هذا اليوم الخميس 4 آب /اوجسطس .
ومن ناحيته طالب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الامم المتحدة الاشراف مباشرة على معابر آمنة لايصال المساعدات الانسانية الى المحاصرين في حلب وذلك للحيلولة دون وقوع ماساة جديدة لسكان حلب مؤكدا قلقه من تلك المعابر التي يشرف عليها ميليشيات ومرتزقة بشار اسد  مطالبا موسكو التي تدعم اسد وميليشياته اضافة الى المعارضة المسلحة الذين يدافعون  عن المدينة ويحاولون انهاء حصارها وقف اطلاق النار لتمكين وصول المساعدات الانسانية الى المحاصرين .
وكان رئيس لجان شئون السياسة الخارجية الالماني سابقا روبريخت بولنتس الذي يدير حاليا  جمعية خطط ارساء السلام بمنطقة الشرق الاوسط قد اعتبر مندوب الامم المتحدة للملف السوري ستيفان دي ميستورا منحازا للنظام السوري في جهوده التي يبذلها لانهاء الحرب في سوريا والعودة الى مباحثات جنيف مرة اخرى ، فجميع هذه الجهود ذهبت سدى وأدراج الرياح وازدادت به معاناة السوريين ، وعلى الاوروبيين انتهاج سياسة دبلوماسية جديدة مستقلة عن الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية وروسيا .
وأعرب بولنتس بكلمة القاها خلال وقفة تضامن مع اللاجئين أمام وزارة الخارجية الالمانية  عن أسفه لما آلت اليه أوضاع الشعب السوري فاكثر من نصفه مشرد واكثر من ثلثه اصبح في عداد القتلى وكل ذلك جراء خذلان اوروبا لذلك الشعب الذي انتفض من اجل العيش بكرامة .
ورأت زعيمة معهد حقوق الانسان البرليني بيئاتيه رودولف فتور العلاقات الاوروبية التركية وتهديدات الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان الغاء اتفاق اللجوء ان اللاجئين السوريين ضحية تدهور العلاقات الاوروبية التركية مطالبة الاوروبيية انتهاج المصداقية مع تركيا التي تعتبر في مقدمة الدول احتضانا للاجئين السوريين والعراقيين كما انهم ضحية أطماع ايران بفرض هيمنتها السياسية والدينية على منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي وضحايا السياسة الروسية التي تريد تثبيت اقدامها بالمنطقة المذكورة مطالبة الحكومة الالمانية مناقشة صريحة مه الاوروبيين لتغيير موقفهم من سوريا والعمل على غقالة دي ميستورا من منصبه لموالاته النظام السوري على حد قولهما .
وقد ارتفعت وتيرة الانتقادات والتهديد بين الاوروبيين والاتراك بشكل ملحوظ منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا يوم الخامس عشر من تموز / يوليو المنصرم فالرئيس التركي رجب الطيب اردوغان يتهم الغرب دعمهم لتلك المحاولة التي لم تقع اعتباطا  فقد سبقها انتقادات واتهامات للحكومة التركية ورئيس تركيا منذ التوصل الى الاتفاق الاوربي التركي حول انهاء ازمة اللاجئين  في آذار /مارس من عام 2016 فتركيا التي اعلنت استعدادها استعياب لاجئي اليونان ومراقبة مهربي بحر ايجه وابمياه الاقليمية والدولية للبحر الابيض المتوسط وضعت شرط ذلك إلغاء تاشيرة دخول الاتراك   الى دول منطقة شينغين ، الا ان بعض اعضاء البرلمان الاوروبي اعربوا عن معارضتهم تعجيل المفوضية الاوروبية مفاوضاتها لادخال تركيا الاتحاد الاوروبي بحجة قضايا حقوق الانسان وحرية الصحافة مع مطالبتهم تأجيل الغاء تاشيرة الدخول من شهر تموز / يوليو المنصرم / قبل وقوع محاولة الانقلاب /  الى شهر تشرين اول /اكتوبر المقبل . وجراء خشية الرئيس التركي اردوغان من عدم تنفيذ الاوروبيين وعودهم هدد بالغاء الاتفاق الاوروبي التركي بشأن اللاجئين اذا لم يف الاوروبيون بوعودهم ، هذا التهديد أثار حفيظة سياسيين في اوروبا من بينهم نائب المستشارية الالمانية وزير الاقتصاد ورئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي ريجمار جابرييل الذي وصف التهديد بالابتزاز وان المانيا واوربا  لن يركعا  أعلن الرئيس التشيكي ميلوس جيمان ورئيس وزراء هنغاريا فيكتور اوربان ان بلادهما لن تستقبلا لاجئا مسلما معلنان رفضهما وبتأييد من سكرتير عام الحزب المسيحي الاجتماعي بيتر زودر دخول تركيا عضوية الاتحاد الاوروبي لكونها دولة مسلمة .
هذه التصريحات كانت وراء استياء من بعض السياسيين في المانيا واوروبا منهم رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي / السياسي الالماني / ايلمار بروك الذي أعلن تأييده تعجيل المفاوضات مع تركيا مطالبا الاوروبيين بعدم خلط أزمة اللاجئين بالغاء تاشيرة دخول الاتراك الى اوروبا بينما طالب عضو لجان شئون سياسة حقوق الانسان بالبرلمان الالماني توم كونيغ تنفيذ الاوروبيين وعودهم بالغاء تأشيرة دخول الاتراك مؤكدا ان ازمة اللاجئين مسألة انسانية بحتة لا يجوز التلاعب بها والاتراك لهم الحق بدخول اوروبا بدون تأشيرة لنها تسمح للاوروبيين دخول بلادها بدون تأشيرة ايضا ، بينما أكد رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني  سابقا روبريخت بولنتس اهمية تركيا بالاتحاد الاوروبي اذ ستساهم بتعايش سلمي اكثر بين الاسلام والمسيحية والسلام بمنطقة الشرق الاوسط باسره . ووصفت زعيمة معهد برلين لحقوق الانسان بيئاتيه رودولف تصريحات الرئيس التشيكي ورئيس وزراء هنغاريا بانها عصوية وتمييز ديني مشيرة الى ان الاوروبيين الذين يطالبون تركيا باحترام حقوق الانسان شرط دخولها الاتحاد الاوربي يجب معاقبتهما قبل معاقبة انقرة الدولة الغير عضوة بالاتحاد الاوروبي مطالبة الاوروبيين والحكومة التركية عدم مزج ازمة اللاجئين بالخلاف بينهما حول تاشيرة الدخول التي تعتبر ايضا من حقوق الشعب التركي على حد أقوالهم .