الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- تطورات العراق باجتماع الحكومة الألمانية

المانيا- تطورات العراق باجتماع الحكومة الألمانية

14.08.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏13‏/08‏/14
تبحث الحكومة الالمانية  هذا اليوم الاربعاء 13 آب/اوجسطس جلستها الاولى بعد استراحة  الصيف برئاسة المستشارة انجيلا ميركيل تطورات الازمة الاوكرانية والعراق. وكانت ميركيل قد أشارت للصحافيين قبيل دخولها مبنى المستشارية الالمانية ان اجازتها قصيرة وبدون فائدة  للاتصالات المستمرة التي اجرتها مع قادة اوروبيين والرئيسين الروسي والامريكي  فلاديمير بوتين وباراك اوباما   والتي تكاد يومية لمتابعة تطورات الازمة الاوكرانية التي دخلت شهرها العاشر دون تحقيق خطوة تنهي تلك الازمة سياسيا والسعي لابقاء اوكرانيا موحدة .
وتريد الحكومة الالمانية خلال اجتماعها تداول تطورات الاوضاع الامنية والسياسية التي يشهدها العراق حاليا ولا سيما إمكانية مشاركة عسكرية  المانية بأي عمل عسكري ضد ما يُطلق عليه /الدولة الاسلامية / وسط مطالب تدعو الى التدخل فوزيرة الدفاع اورولا فون دِرْ لاين ألمحت خلال استقبالها نظيرها البريطاني الجديد ميشيل فالون يوم أمس الثلاثاء 12 آب/اوجسطس بالعاصمة برلين ان الحكومة الالمانية لا تريد مساعدة العراقيين انسانيا فحسب بل على استعداد تقديم معونات عسكرية للامريكيين وغيرهم وإمداد الجيش العراقي بآليات عسكرية حديثة تساعده وايضا للاكراد للتصدي لتنظيم / داعش / المخيف / على حسب وصفها له للاعمال الاجرامية التي يقترفها بالرغم من تأكيد الحكومة الالمانية خلال مؤتمرها الصحافي المعتاد  قبل يوم أمس الاثنين 11 الشهر الجاري بأنه لا اسلحة للاكراد لعدم سماح الدستور الالماني امداد دولة ما تعيش في حالة نزاع مع دولة اخرى او تنظيم مسلح  ، إضافة  الى جانب مطالب  أعضاء بكتلة المسيحيين بالبرلمان الالماني يطالبون بتدخل عسكري الماني لحماية النصارى ومعتنقي اليزيدية / اليزيدية وليس الايزيدية نسبة ليزيد بن معاوية رحمهما الله تعالى / .
الا أن رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين أعرب عن رفضه إمداد الجيش العراقي والاكراد اسلحة ومعدات عسكرية الماني  فالوضع بتلك الدولة قاتم للغاية ولا يوجد اي امكانية مراقبة المعدات العسكرية الالمانية اذا ما ذهب الى العراق الى أي ايد تستلمها فلا يوجد في العراق حكومة قوية ووطنية إضافة الى وجود مناطق خارجية عن سيكرة الحكومة المركزية وإمداد الجيش العراقي والاكراد باسلحة يعيق الجهود السياسية التي تبذل  لقيام حكومة عراقية قوية ووطنية تشارك فيها بشكل متساو وعادل جميع الاطياف السياسية والدينية بتلك الدولة .
ولن يكون هنا برلين اي قرار لتدخل عسكري او تقديم معونات عسكرية قبل عودة نائبة رئيس البرلمان  الالماني كلاوديا روت التي غادرت برلين هذا اليوم الاربعاء 13 الشهر الجاري الى اربيل لأخذ صورة واضحة حول تطورات ما يجري بتلك المناطق والالتقاء مع زعماء نصارى ويزيديين اضافة مباحثات تجريها مع رئيس دويلة كردستان مسعود بارزاني .
لمحة عن اليزيدية ، كان مروان بن محمد بن مروان بن الخكم / آخر خليفة أموي / قد تزوج من الاكراد فلما غلب العباسيون على الامويين واستباحوهم هرب عبد الله وعبيد الله بن مروان بن محمد / الذي يلقب ايضا بمروان الحمار/ ومهم بقية من ابناء يزيد بن معاوية وغيرهم ممن نجا من مذابح العباسيين  الى أخوالهم الاكراد فمنعوهم من بني العباس والمسودة ، وكان من ذريتهم  رجال صالحون ليس لهم الا انه ومع مرور قرون وجراء بقية من تعاليم دين زرادشت والمجوس الذين يعبدون النار كانت لا تزال باقية لدى بعض الاكراد تم الامر باتخاذ الصالحين من بني امية اولياء . وكان مسافر بن عدي بن عبد الله بن خالد بن مروان بن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية رجلا صالحا تقيا الامر الذي وصل به ان يجعله الاكراد وليا وجعلوا فبره حجا . ويعتقد اليزيديون بان الخليفة يزيد بن معاوية / قال الذهبي في كتابه سير اعلام النبلاء أما يزيد بن معاوية فلا نبغضه ولا نحبه  لافتراءات الرافضة عليه / كان مظلوما ، ثم رأوا عدم سجود ابليس لعنه الله لآدم امتحان من الله اذ عدم سجوده تقرير بعبوديته لله تعالى ، فاتخذوه وليا وان النار التي يعبدونها مقدسة قال شاعرهم وهو بشار بن برد :
والارض مظلمة والنار مشرقة والنار معبودة مذ كانت النار
ثم كان اليزيديون يعتقدون بأنفسهم الاسلام  الى ان جاء أحد زعماءهم وأعلن استقلال اليزيدية عن الاسلام وانه دين منفرد بحد ذاته .