الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- تطورات الوضع في العراق

المانيا- تطورات الوضع في العراق

13.08.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏12‏/08‏/14
ارتفعت بالآونة الاخيرة نبرات تطالب بتدخل عسكري لالمانيا الى جانب الولايات المتحدة الامريكية بالتصدي لما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش او داعم / كما يحلو للبعض تسمية هذا التنظيم . فوزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي أعرب يوم أمس الاثنين 11 آب/اوجسطس عن ترحيبه وارتياحه اختيار حيدر العبادي  رئيسا لوزراء العراق  خلفا للحالي نوري المالكي معتبرا حاجة العراق الملحة لحكومة  وطنية قوية تساهم بالمصالحة الوطنية لوضع حد لازدياد قوة ما يُطلق عليهم بـ / الجهاديين / والسعي لطرد عناصر / الدولة الاسلامية / من المناطق التي تحت سيطرتهم ، كان شتاينماير قد أعلن اثناء قيام الطائرات العسكرية الامريكية  بقصف مواقع لـ / ادعش / وقيام هذه الطائرات بتوزيع مواد غذائية ومياه للمشردين عبر الجو ، دعمه للاعمال العسكرية للولايات المتحدة الامريكية الا أنه استبعد  مشاركة  المانية عسكرية الى جانب واشنطن ضد / داعش / بينما  أعلنت باريس استعدادها مشاركة واشنطن باي عمل عسكري ضد / داعش / وحماية الاكراد والاقليات المسيحية ومعتنقي الديانة اليزيدية ،أعلنت روما انها تناقش حاليا فكرة مشاركتها بمحاربة / الدولة الاسلامية / وحماية الدويلة الكردية  الى جانب واشنطن .
وقد أعلنت برلين بشكل رسمي عدم ارسالها اي معدات عسكرية للحكومة الكردية كدعم للمتطوعة الاكراد / البشمركة / فقد اشار ناطق الحكومة الالمانية شتيفين زايبرت ان القانون الالماني لا يسمح بإمداد حكومة ما بالاسلحة اذا ما كانت تعيش في حالة حرب ونزاعات اقليمية مضيفا ومعه نائب ناطق وزارة الخارجية الالمانية توماس فيشر الى مراقبة حثبثة لبرلين لتطورات الوضع الامني في الشمال العراقي على اتصال  مستمر مع شركائها الاوروبيين بالاضافة الى واشنطن لاتخاذ الخطط القوية للحيلولة دون اجتياح / الدولة الاسلامية / لمناطق جديدة في العراق اضافة الى حماية الدويلة الكردية . وقد جاءت تصريحات الحكومة الالمانية الرسمية بعدم ارسال اسلحة الى اربيل ردا على مطالب من اعضاء كتلة المسيحيين الديموقراطيين  في مقدمتهم نائب رئيس كتلة المسيحي الحزب الاجتماعي هانس بيتر أوهل  ومسئول ملف سياسة شرق اوروبا والشرق الاوسط لدى كتلة المسيحيين الديموقراطيين كارل جورج فيلمان  إمداد الاكراد بالاسلحة ومعدات عسكرية مختلفة لحماية أنفسهم وحماية المسيحيين واليزيديين واقليات دينية اخرى  ، بل ذهبت عضوة شئون سياس لجان ةحقوق الانسان بالبرلمان الالماني ومسئولة المسيحيين الديموقراطيين عن ملف الاسلام اريكا شتاينباخ الى دعمها لأي عمل عسكري تشارك به المانيا للقضاء على تنظيم / داعش / وارسال فرق عسكرية الى مناطق آهلة بالنصارى في سوريا والعراق لحمايتهم .
وبالرغم من ابراز الرئيس الامريكي باراك اوباما عضلاته جراء أوامره الجيش الامريكي بقصف مواقع لعناصر / الدولة الاسلامية / فلن يكون هناك إنزال بري للولايات المتحدة الامريكية في الوقت الحاضر ، فاوباما وسلفه الرئيس السابق جورج بوش / الابن / وراء الفوضى الذي يعيشها العراق ، فبوش احتل العراق بحجة امتلاكه اسلحة ذات خطر على العالم وأنهى  نظام غشوم  ووراء قيام تنظيمات متطرفة وسحب اوباما جنوده من العراق وو يعيش في فوضى أمنية لا يوجد به جيش وشرطة قوي على مقدرة من تنظيم الامن والدفاع عن العراق اضافة الى حكومة عنصرية كريهة وراء ارتفاع الحقد والعداء بين العرب والاكراد ودعم الشيعة بكل شيء للقضاء على اهل السنة .
ويؤكد خبراء منطقة الشرق الاوسط ان حلف شمال الاطلسي / الناتو / لن يشارك في اعي عمل عسكري الى جانب واشنطن ضد / داعش / وغيرها من المقاومة العراقية كما ان الامم المتحدة لن تصدر قرارات بمحاربة / داعش / على غرار قراراتها بمحاربة الطالبان ، فالانزال العسكري الدولي في افغانستان ضد الطالبان فشل فشلا ذريعا ولا يريد / الناتو / الخوض في رمال العراق الحارقة والمتحركة  ويرتكب أخطاء الادارة الامريكية في ذلك البلد . بل ويعتقد خبراء السياسة العسكرية والدولية قيام واشنطن ودول بالغرب دعم / داعش / لابقاء منطقة الشرق الاوسط وخاصة العراق وسوريا على كف عفريت وبالتالي فان اي عمل عسكري لواشنطن وبمشاركة للـ / ناتو /  ضد / داعش / لن يكون حبا بالاكراد وبغضا للحكومة العراقية والنظام السوري  بل من اجل تنفيذ مخطط تقسيم منطقة الشرق الاوسط .