الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- تناقضات بالرأي حول روسيا وأوكرانيا

المانيا- تناقضات بالرأي حول روسيا وأوكرانيا

05.04.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏04‏/04‏/14
نفى وزير المالية الالماني فولفجانغ شويبله بلقاء مع برامج حوار / بيكمان /  الذي تبثه المحطة الاولى من الرائي / التلفزيون / الالماني كل يوم خميس  تشبيهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالزعيم النازي أدولف هتلر ، اذ ان هتلر جراء احتلاله بولندا والاحتكال بدول اوروبا الشرقية كان وراء اندلاع الحرب العالمية الثانية ، إقدام بوتين  على ضم شبه جزيرة القرم الى الحظيرة الروسية وارساله فرقه العسكرية الى حدود بلاد مع اوكرانيا وتشجيعه المؤيدين لبلاده من سكان شرق اوكرانيا بالاننفصال عن الغرب الاوكراني شبيه بما فعله هتلر . وأكد شويبله ان تصريحاته لتلاميذ احدى المدارس الابتدائية بالعاصمة برلين في وقت سابق من الاسبوع المنصرم شابها تحريفا واستغلت اطراف اعلامية للاساءة اليه .
جاء ذلك جراء شكوى الحكومة الروسية على شويبله قدمتها للمستشارة انجيلا ميركيل  مطالبة الحكومة الالمانية في مقدمتها وزير المالية شويبله بالاعتذار لأنه رأى ايضا دعم بوتين لرئيس نظام سوريا بشار اسد كدعم هتلر لنظام الزعيم الاسباني فرانكو  ولحكام العراق السابقين مثل بكر صدقي وغيره بضربه ثورة العشائر بمنطقة الفرات الاوسط عام 1935 ، مشيرا ان دعم بوتين لاسد من جرائم الحرب والضرورة ملحة تشكيل محكمة خاصة بمجرمي الحرب على غرار محاكم نورنبيرج التي حاكمت مجرمي الحرب العالمية الثانية . وأوضح شويبله انه اشار للتلاميذ بأن ما يجري في اوكرانيا والقرم شبيه تماما لوقائع الحرب العالمية الثانية الا انه لم يقارن بوتين بهتلر .
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد استدعت يوم أمس الخميس 3 نيسان/ابريل  السفير الالماني بموسكو روديجر فرايهير فون فريتش للاحتجاج على تصريحات شويبله .
الا أن المستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر اعتبر تصريحات شويبله ونفيه مقارنته بوتين بهتلر بمثابة التحريض على استمرار تدهور العلاقات بين برلين وموسكو والاوروبيين للصحافيين في برلين صباح هذا اليوم الجمعة 4 نيسان/ابريل  انه بالرغم من استيائه دعم بوتين لبشار اسد اذ ساهم هذا الدعم وضع روسيا بقائمة الدول المعادية لحقوق الشعوب ومساعدتها على المذابح التي يرتكبها اسد ونظامه ضد الشعب السوري الا ان التشبيه لا يعتبر منطقيا فالغرب وفي مقدمتها الحكومة الالمانية كان وراء ما آلت اليه تطورات الاوضاع السياسية والدفاعية باوروبا جراء تحريض الاوكرانيين على حكومة الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش اثر رفضه تقارب بلاده مع الاوروبيين مثل تحريض واشنطن رئيس جورجيا السابق ميشائيل ساكاشفيل على موسكو الامر الذي أدى ضياع ابخازيا وغيرها من جورجيا معتبرا السياسة الغربية تجاه روسيا وعدم الاخذ بشعور واستياء موسكو من استهجان الغرب بروسيا التي تعتبر شريكا رئيسيا لاوروبا من اجل احلال السلام والامن الاوروبي .
وكان رئيس الوزراء الهولندي مارك روتيه قد اشار بمحاضرته التي القاها مساء يوم أمس الخميس 3 نيسان//ابريل بالعاصمة برلين بدعوة من الحزب الديموقراطي الحر انه لا يمكن للاتحاد الاوروبي الاستغناء عن روسيا كشريك استراتيجي هام للاستقرار الاوروبي معتبرا ما انتهجه بوتين تجاه اوكرانيا وضمه القرم للحظيرة الروسية من الاخطاء السياسية الا ان اوروبا تتحمل مسئولية ذلك ايضا لأانها لم تقم بتجربة الاوكرانيين وأخذ آراؤهم اذا ما كانوا يريدون بالفعل التقارب مع الاتحاد الاوروبي أو لا .
وطالب روتيه ضرورة احياء العمل الجماعي المشترك والفغال لاوروبا بسياسته الخارجية والدفاعية والاقتصادية مؤكدا انه لو كان نضامن اوروبي قوي لما كان هناك طبول حرب بين روسيا والغرب ولما استمرت ماساة الشعب السوري المستمرة منذ اكثر من ثلاثة اعوام الى وقتنا هذا معتبرا تبعثر السياسة الاوروبية وراء ماساة السوريين وتدهور العلاقات بين روسيا والغرب وبالتالي وراء اندلاع الحرب الباردة من جديد .
ولا يعتبر المقارنة بهتلر بجديدة لدى السياسين في المانيا فقد قرانت وزيرة العدل الالمانية السابقة هيرتا جميلين  في حكومة سابقة للمستشار السابق جيرهارد شرودر الرئيس الامريكي السابق جورج بو / الابن / بهتلر وذلك جراء عزمه على احتلال العراق مشيرة وقتها ان بوش يريد صرف انظار الامريكيين عن مشاكلهم الداخلية الى مشاكل خارجية مثل ما فعله هتلر . الا أن الوزيرة قامت وقتها بتقديم استقالتها وذلك أواخر عام 2002 .