الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- حول اجتماع الناتو مع روسيا

المانيا- حول اجتماع الناتو مع روسيا

23.04.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 21‏/04‏/2016
عقد في بروكسل يوم أمس الاربعاء 20 نيسان /ابريل اجتماع  لمجلس استشارية حلف شمال الاطلسي / الناتو / مع الروس ولاول مرة منذ عام 2014 ، اي منذ بدء الازمة الاوكرانية وسلخ موسكو اقليم شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا وضمه الى الحظيرة الروسية . ولعل وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير كان اول مسئول دولة عضو بحلف / الناتو / من يعرب عن ارتياحه وترحيبه للقاء الذي يعتبر وعلى حد رأيه اعادة لكسب ثقة الطرفين فاوروبا و/ الناتو / بحاجة الى تعاون موسكو بانهاء الازمات الموجودة في اوروبا والعالم أيضا بينما وصفت وزيرة الدفاع الالمانية اورزولا فون در لاين الاجتماع خطوة ايجابية نحو ازالة الجليد بين / الناتو / والكرملين .
وبالرغم من الاجتماع والترحيب فان زعيم / الناتو / ينس شتولتنبيرج قيَّم الاجتماع بالبرودة فالهوة واسعة والحفرة عميقة بين الجانبين خال من التفاهم   ولن يكون هناك تقارب طالما وموسطو لا تحترم القوانين الدولية الخاصة بحقوق الشعوب وبالتالي استمرار تدخلها في الشرق الاوكراني وتهديدها لأمن دول  بحر البلطيق اضافة الى بولندا وغيرها .
ويعود سبب الاجتماع ، وعلى حد خبراء سياسة / الناتو / وروسيا ، بان موسكو كانت المبادرة للاجتماع فالكرملين يسعى للخروج من العزلة الاوروبية له منذ تدخله العسكري بالشرق الاوكراني اضافة الى حشوده العسكرية ببحر البلطيق والبحر الابيض المتوسط والتحرش بتركيا عبر تدخله الى جانب النظام السوري ، فقد وقعت في المياه الدولية ببحر البلطيق مناوشات بسيطة من خلال اقتراب طائرات حربية عسكرية وبشكل هجومي على باخرة حربية امريكية على متنها طائرات استطلاع وصفت وزارة الدفاع الامريكية / البنتاجون / اقتراب الطائرات الروسية بانه لم يكن مناورة بل شبه هجومي كادت البارجة الامريكية العسكرية اطلاق النار على الطائرات الروسية لولا اوامر مباشرة من البيت الابيض وقيادة / الناتو / بعدم الرد .وبالرغم من التحرش الروسي بتركيا بين الحين والآخر ولا سيما اختراق طائرة عسكرية روسية الاجواء التركية في وقت سابق من اواخر عام 2015 واسقاط المقاتلات التركية الطائرة الروسية وما نجم عن تلك الحادثة من تطورات خطيرة الا ان / الناتو / لا يريد الاحتكاك بموسكو للدفاع عن تركيا نظرا لخطورة الوضع بمنطقة الشرق الاوسط فـ / الناتو / يريد البقاء بعيدا عن الصراع في سوريا والتالي لا يريد إثارة طهران التي تنتظر فرصة الاعلان عن قيام تحالف عسكري مع روسيا لمواجهة التحالف الاسلامي الذي اعلنت السعودية عنه اضافة الى تحالفات عسكرية روسية مع دول وسط آسيا . أما دفاعه عن دول بحر البلطيق / ليتوانيا وليتلاند واستونيا / اضافة الى بولندا فللحيلولة دون تنامي قوة موسكو في اوروبا .
الا انه بالرغم من وصف زعيم / الناتو / شتولتنبيرج  الاجتماع بالبرودة والهوة عميقة ومتسعة ، رأى رئيس العلاقات الخارجية لدى كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين بالبرلمان الالماني روف موتسينيش الذي يعتبر ايضا خبير سياسة الشرق الاوسط بالاجتماع ضرورة هامة  ربما يؤدي الى تقارب الثقة بين الطرفين المذكورين واحتمال موسكو تعاونها مع المجتمع الدولي لانهاء الازمة السورية سلميا وبالتالي انهاء التوتر القائم بين تركيا وروسيا وطمأنة دول بحر البلطيق من عدم غزو روسي لها والحكومة الالمانية التي بذلت جهودها لترتيب الاجتماع ترى انه لا بد من الحوار بين / الناتو / وموسكو كاشارة ايجابية من الغرب حرصه على ثقة وتعاون مع روسيا لتجاوز الازمات الاوروبية وغيرها فاوروبا بحاجة روسيا مثل حاجة روسيا الى اوروبا ولا يمكن لاوربا وحدها انهاز الازمات بدون تعاون موسكو التي كانت وراء اقناع طهران بالموافقة على المقترحات الاوروبية والامريكية لانهاء ملفها النووي .
ويعتقد رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر انه لن يكون اي تقارب بين / الناتو / وموسكو على مدى الاشهر والسنوات القليلة المقبلة فكلا الطرافين يمارسان سياسة قوة النفوذ وروسيا فلاديمير بوتين تختلف عن روسيا بوريس يلتسين وميخائيل جورباتشوف  اللذين كانا وراء استهزاء الغرب بروسيا .