الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- خمس سنوات على انتفاضة الشعب السوري

المانيا- خمس سنوات على انتفاضة الشعب السوري

16.03.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 15‏/03‏/2016
اعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير للصحافيين قبيل دخوله هذا اليوم الثلاثاء 15 آذار/ مارس مكتبه بالعاصمة برلين قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب عدد كبير من فرقه العسكرية من سوريا بمثابة ضغط كبير يمارسه على رئيس نظام سوريا بشار اسد وإنجاح مباحثات جنيف للتوصل الى حل سياسي ينهي الحرب في سوريا معربا عن ارتياحه لقرار بوتين الذي سيساهم الى حد ما بمرونة ينتهجها بشار اسد تجاه مطالب المجتمع الدولي .
وأعرب شتاينماير عن اسفه وبمناسبة مرور خمس اعوام على انتفاضة الشعب السوري التي بدأت سلمية ومن اجل الحرية والكرامة وضد العنف والرشوة التي ينتهجها نظام أسد وانتقلت من السلمية الى حرب اهلية دينية  ونزاع على القوة والنفوذ في سوريا هذه الحرب التي تجاوز عدد ضحاياها اكثر من 350 الف انسان وشردت اكثر من عشر مليون نسمة وهدمت اكثر المدن والقرى ولا سيما الاثار التي تعتبر ارثا للانسانية واصفا بدء الحرب الاهلية في ذلك البلد والعنف الذي يمارسه اسد ضد الشعب السوري باليوم الاسود ، الا انه وبعد مرور خمسة اعوام على انتفاضة السوريين يوجد امل باحتمال انتهاء هذه الحرب من خلال مفاوضات جنيف  ومباحثات مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين الذي عقد في وقت سبق من شهر شباط / فبراير المنصرم الذي تم التوصل فيه الىضرورة وقف اطلاق النار والعودة الى مفاوضات للتوصل الى حل سياسي ينهي ماساة الشعب السوري مؤكدا وقوف الحكومة الالمانية لمطالب الشعب المذكور من اجل الحرية وانه لا مكان لاسد بسوريا المستقبل على حد قوله .
وعلى الصعيد نفسه فقد أثيرت تساؤلات حول اعلان الرئيس الروسي بوتين المفاجئ بسحب بعض فرقه العسكرية من سوريا خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع بشار اسد مساء يوم أمس الاثنين ، فعلى حسب رأي خبير شئون السياسة الروسية في الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية ميشائيل راهر   / الهاء تكتب ولا تقرأ / ان التدخل العسكري في سوريا كان من الاخطاء الكبيرة التي ارتكبها زعيم الكرملين محذرا بالوقت نفسه من سياسة بوتين اذ من المحتمل ان يرسل الفرق العسكرية التي سيتم انسحابها من سوريا الى اوكرانيا من جديد وذلك جراء فشل المفاوضات السياسية للتوصل الى حل سياسي بالشرق الاوكراني . قرار الرئيس الروسي بوتين بالتدخل في سوريا ساهم بالاساءة الى شخصه وسمعته ايضا فتدخله العسكري في اوركانيا وسلخه شبه جزيرة القرم جعل من روسيا عدوة للغرب والاسلام والمسلمين كما كان وراء وراء ارتفاع نبرة الفتور بين روسيا وتركيا واقتراب هذا الفتور الى مواجهة عسكرية حقيقية بين انقرة وموسكو .
واعلان بوتين سحب فرقه العسكرية من سوريا جاء في وقت غير مناسب وذلك في ظل مباحثات جنيف بين المعارضة السورية وممثلين عن نظام بشار اسد وكان على بوتين التريث باعلانه سحب فرقه العسكرية من سوريا الى ما بعد نتائج ما يجري في جنيف حاليا .  فادعاءات بوتين  بانه ارسل قواته لمحاربة الارهاب والقضاء على تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / واستثناء موسكو التنظيم المذكور وجبهة النصرة من وقف اطلاق النار أثبت كذب ادعاءات موسكو محاربتها الارهاب لانها قامت بمحاربة المعارضة السورية مع جبهة النصرة ولم تقم طائراتها بتوجيه اي ضربة عسكرية ضد معاقل / داعش /  الاعمال العسكرية ضد ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / . واعلان بوتين سحب فرقه من الدولة المذكورة ربما لوجود  حيل جديدة يريد بوتين تنفيذها في الشرق الاوسط واوروبا .
وتعتقد صحيفة / زود دويتشيه تسايتونغ – صحيفة جنوب المانيا / ان سبب اعلان بوتين الانسحاب من سوريا احتمال قيام التحالف الاسلامي الذي تقوده السعودية بزحف بري ضد / داعش / وغيرها داخل الاراضي السورية فمواجهة عسكرية حقيقية بين الدول الاسلامية وروسيا ستكون لصالح التحالف الاسلامي فروسيا دولة معتدية  على الشعب السوري ويجب تأديبها .
وعلى الصعيد نفسه ، فقد  طالب رئيس فرع المانيا لمنظمة حماية الطفولة / اليونيسيف / كريستيان شنايدر المجتمع الدولي بانهاء مأساة أطفال سوريا بانهاء الحرب ببلادهم التي مر عليها خمس اعوام حصدت اكثر من 700 الف قتيل مشيرا بندوة صحافية عقدتها المنظمة هذا اليوم الثلاثاء 15 ىذار//ارس بالعاصمة برلين بمناسبة خمسة اعوام على انتفاضة الشعب السوري ، انه لا يمكن للحرب ان تنتهي اذاما اصر الداعمون لبشار اسد البقاء على راس نظامه فالانتفاضة هدفها الحرية والكرامة ويجب ان تنال بغيتها ، معربا عن أسفه لماساة اطفال سوريا وخاصة اولئك الاطفال الذين ولدوا في ظل الحرب وبمخيمات اللاجئين اذ وصل عدد مواليد مخيمات اللجوء الى حوالي 3 مليون و700 الف طفل اضافة الى وجود حوالي 8 مليون و 500 الف طفل بعداد اللاجئين اضافة الى اطفال بدون معيل دون سن البلوغ والامر الذي يعني ان اكثر هؤلاء الاطفال لا يعرفون سوى الحروب والهروب وان سوريا اصبحت لا مكان للاطفال فيها . خمس اعوام على الحرب في سوريا ، يعني ان الاطفال لم يعرفوا غير العنف واليتم والجوع والفقر اضافة الى الرعب والخوف بدون مستقبل وبدون امل بالعودة الى منازلهم وقراهم والى المدارس ايضا  ولا يعرفون سوى القنابل والبراميل الحارقة وغيرها من أساليب القتل التي يمارسها نظام بشار اسد ضد الشعب السوري منتقدا المجتمع الدولي لعدم اهتمامه بشكل صحيح  بماساة اطفال سوريا وعلى هذا المجتمع ان يتحلى بمسئولياته التي تكمن بانقاد ما تبقى من اطفال سوريا ومساعدة اللاجئين منهم ببارقة من الامل من اجل كسب الثقة بانفسهم بان الحرب ستنتهي .
وحث شنايدر ذوي القدرة من الشعب الالماني مساعدة منظمته ومنظمات الاغاثة الدولية بتحسين وضعية الاطفال في مخيمات اللجوء خارج سوريا والسعي لتحسين وضعيتهم بالداخل السوري على حد قوله .
وأشارت المنظمة الى وجود اطفال دون سن البلوغ  بجيش النظام السوري وان جيش ذلك النظام أرغم الكثير ممن يترواع اعمارهم ما بين الخامسة عشر والسابعة عشرة  الدخول بالجيش لمحاربة المعارضة كما ان هناك من    الميليشيات من يستخدم الاطفال كدروع بشرية والخدمة لديهم وعلى المجتمع الدولي وضع حد لهذه الظاهرة المخيفة .