الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- سوريا وراء احتمال انهيار / الناتو / والكيماويات الألمانية لسوريا

المانيا- سوريا وراء احتمال انهيار / الناتو / والكيماويات الألمانية لسوريا

21.09.2013
هيثم عياش


برلين /‏19‏/09‏/13
أجمع خبراء السياسة الاوروبية والشرق الاوسطية خلال ندوة دعت اليها مساء يوم أمس الاربعاء 18 أيلول/سبتمبر الحالي الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية بالعاصمة برلين فقدان الغرب لبريقه الذي يكمن بالقوة السياسية والعسكرية من العالم جراء موقفه المتقاعس تجاه الشعب السوري وانهاء ماساته التي مر عليها منذ انتفاضته ثمان وعشرون شهرا اي منذ آذار/مارس 2011 وبالتالي عدم اتخاذ اي سياسة قوة وصارمة لمواجهة روسيا والصين وايران التي تضع عوائق تحول دون إصدار مجلس الامن الدولي قرارا يدين نظام سوريا .
ويعتقد  خبير شئون لسياسة الاوروبية ومدير قسم الفريد اوبنهايم  لدراسة مستقبل اوروبا ميركاتور فيلوف ان موقف الاوروبيين الضعيف بمواجهة موسكو لدعمها المطلق نظام دمشق خطوة نحو قيام اوروبا الجديدة فالجديد فيها تلاشي قوتها وتأثيرها السياسي على المسرح الاوروبي والدولي فأوروبا لم يعد لها ذلك البريق الذي يكمن اتجاه العالم لصوت الاتحاد الاوروبي وموقفه من قضايا العالم فسوريا التي تعتبر صلة وصل بين اوروبا والشرق الاوسط  جارة طبيعية لاوروبا وعلاقات تاريخية قوية تمتد الى قرون عميقة بالتاريخ الانساني ووزنها الاستراتيجي لا يستهان به بقضايا السياسة الدولية يجب انهاء العنف فيها فمطالب الشعب السوري لنيل حريته من نظام ساهم الغرب بدعمه لسنوات طويلة يعتبر حق من حقوق الشعوب وسياسة الكر والفر والعودة الى مجلس الامن الدولي والتهديدات بتأديب النظام السوري دون تنفيذ اي سياسة حاسمة بحجة موقف موسكو تأكيد قوي بأن الغرب اصبح جديدا بالنسبة لشعوب كثيرة من العالم وخاصة شعوب منطقة الشرق الاوسط فهو مسئول عما آلت اليه الاوضاع السياسية والامنية ببعض دول تلك المنطقة مثل مصر ايضا وفلسطين فهو مارس سياسة عنصرية دينية تجاه الاسلاميين وموقفه المتخاذل لنصرة الشعب السوري بحجة موسكو والخشية على امن الكيان الصهيوني ووجوده على ارض فلسطين هذه السياسة وراء ازدياد ظاهرة التطرف الديني وازدياد ظاهرة العداء والحقد على الغرب . وانتقد فيلوف الحكومة الالمانية على موقفها تجاه المسألة السورية فالاصرار على عدم المشاركة بعمل عسكري ضد النظام السوري  والتأكيد على انهاء ماساة السوري دبلوماسيا  أفقد المانيا سمعتها كوسيط سياسي فالدبلوماسية التي بدأت بمبعوث الامم المتحدة كوفي عنان وانتهت بالابراهيمي لن تستطيع النجاح بدبلوماسية وزيري الخارجية الامريكي والروسي جون كيري وسيرجي لافروف بوقف المجازر وقصف المدن وتشريد الشعب السوري فالدبلوماسية هذه ستزيد من رئيس نظام سريا بشار اسد .
هينينغ ريكه مسئول ملف العلاقات الاوروبية مع حلف شمال الاطلسي / الناتو / رأى ان حلف / الناتو / على شفا الانهيار اذا ما بقي اعضاء هذا الحلف  متنازعين تجاه تنفيذ عمل عسكري ضد نظام سوريا . وعزا ريكه   تراجع تهديدات واشنطن لدمشق بعمل عسكري عقابا لما اقترفه نظام اسد من اجرام بحق شعبه وخاصة قصفه مناطق بالقرب من العاصمة دمشق بالاسلحة الكيمياية السامة يعود لعدم حصول باراك أوباما على تأييد مطلق من شركاء واشنطن الاوروبيين . صحيح ان فرنسا لا تزال مصرة على العمل العسكري وتهديد البيت الابيض لا يزال قائما الا ان العمل العسكري  لن يتم دون اجماع باريس ولندن وبدعم من برلين محذرا من انهيار وشيك للـ /ناتو /  اذا لم يبادر زعماؤه بالابقاء على حلفهم كقوة رادعة بالعالم .
وعلى الصعيد نفسه فقد  أثارت مسألة تصدير المانيا مواد كيمياوية الى النظام السوري بين عامي 2002 و 2006 ضجة في المانيا ، هذه المسألة التي اشارت اليها صحيفة الـ / بيلد / الشعبية الواسعة الانتشار يوم أمس الاربعاء  18 أيلول/ متزامنة مع اعلان زعيم منظمة الامم المتحدة بان كي مون مسئولية النظام السوري على قصفه مناطق بالقرب من دمشق بالاسلحة الكيمياوية السامة يوم 21 آب/اوجسطس المنصرم راح ضحيتها اكثر من 1400 شخص معظمهم من الاطفال ، فوزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه أعلن بالمؤتمر الصحافي الذي عقده بعيد افتتاحه حفلا بمناسبة مرور اربعين عاما على عضوية المانيا بالمنظمة الدولية يوم أمس الاربعاء استياؤه من تصدير الكيماويات وتأييده بضرورة مراقبة ما تقوم المانيا بتصديره من مواد كيمياوية واسلحة . الا ان المستشارة انجيلا ميركيل اشارت هذا اليوم الخميس 19 أيلول/ سبتمبر ان الكيمياويات الى الصالح المدني والحكومة الالمانية لم تكن على علم بان تذهب هذه المواد لتطوير اسلحة نظام سوريا عسكريا كما ان الكيمياويات المصدرة الى سوريا تمت في فترة  ما قبل انتفاضة الشعب السوري متهمة بالوقت نفسه حكومة المستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر / الديموقراطيين الاشتراكيين والخضر /  بأنها أرسلت مواد كيمياويات الى سوريا مع علمها التام استخدامها  للصالح العسكري . وقد جاءت اتهامات ميركيل للديموقراطيين الاشتراكيين والخضر علمهم بتطوير اسد لاسلحته ضمن حملتها الانتخابية .
وكانت وزارة الاقتصاد الالمانية قد أشارت من خلال س استفسار اعضاء شئون السياسة الخارجية من كتلة التحالف اليساري بالبرلمان الالماني حول تصديرها مواد كيمياوية الى سوريا  ان نظام اسد طلب تلك المواد للصالح المدني والعلمي ولم تكن للوزارة على معرفة بنوايا النظام السوري استخدامها للصالح  العسكري ضد شعبه او غيره مضيفة من خلال ناطقتها الصحافي كاترين شفارتس ان وزارتها رفضت جميع طلبات النظام السوري بتوريده مواد كيمياويات وغيرها منذ بدء انتفاضة الشعب السوري عام 2011 .
واعتبر ناطق شئون السياسة الخارجية لكتلة التحالف اليساري يان فون اكين الذي شغل عضوية لجنة مختصة تابعة لمنظمة الامم المتحدة لمتابعة اتلاف وقضايا الاسلحة البيولوجية توضيح ميركيل ووزارة الاقتصاد تصديرهما مواد كيمياوية من نوع سارين الى سوريا بانه عديم المسئولية  اذ انه من المعلوم ان نظام تلك الدولة  معروف بقسوته منذ زمن الرئيس السابق حافظ أسد اذ لم يكن يوجد في سوريا مراقبين للامم المتحدة حول تطوير نظام تلك الدولة لاسلحته وادعاءات ميركيل ووزارة الاقتصاد شبيهة بتلك الحجج حول توريد كوريا الشمالية اليورانيوم  للصالح العلمي بينما تذهب الى الصالح العسكري مطالبا الحكومة الالمانية عدم تصدير اي مواد كيمياوية ويورانيوم وغيره الى اي دولة في الشرق الاوسط لان حكوماتها لا تعتبر اهتماما بمطالبة الامم المتحدة الحد من انتشار الاسلحة البيولوجية وغيرها .