الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- ضغوط على ميركيل واعتقال مهربين سوريين

المانيا- ضغوط على ميركيل واعتقال مهربين سوريين

21.01.2016
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 20‏/01‏/2016
تعاني المستشارة انجيلا ميركيل حاليا من ضغوط سياسية بسبب سياسة اللجوء اذ يطالبها  حوالي 45 عضوا من كتلة المسيحيين الديموقراطيين  / ميركيل زعيمة الحزب المسيحي الديموقراطي / بالبرلمان الالماني الى جانب المسيحيين الاجتماعيين بوضع حد لتدفق اللاجئين وبالتالي إصدار حكومتها قرارا بتحديد عدد اللاجئين  الذين يُمكن لالمانيا استيعابهم والتعجيل من ابعاد من يرفض طلب لجوءه واصدار قرار يكمن بان كلا من الجزائر والمغرب وتونس ايضا بلادا آمنة لا يوجد فيها انتهاكات لحقوق الانسان وأبعاد طالبي اللجوء من تلك الدول الى بلادهم أسوة بتأكيد  الحكومة الالمانية والاوروبيين ان دول البلقان  آمنة واللاجئين منها هدفهم اقتصادي فقط ، أي استغلال السياسة الالمانية التي تكمن بمنح اللاجئين رواتب شهرية حتى يستطيعوا العيش ، وأعطى الحزب المسيحي الاجتماعي الذي يشارك بوزيرين في الحكومة الالتحادية ميركيل مهلة حتى منتصف شهر شباط / فبراير المقبل للتوصل الى صيغة تنهي تدفق الكثير من اللاجئين على المانيا وإلا فان الحزب سينسحب من الائتلاف الحكومي الذي يشمل الحزب المسيحي الديموقراطي والديموقراطي الاشتراكي اضافة الى المسيحي الاجتماعي  ومطالبة البرلمان بطرح ثقته بسياسة ميركيل الامر الذي يعني اجراء انتخابات جديدة في المانيا اذا سحب اكثر اعضاء كتلة الائتلاف الحكومي ثقتهم من سياسة ميركيل .  
وأعرب رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي / السياسي الالماني / ايلمار بروك للصحافيين هذا اليوم الاربعاء 2 كانون ثان / يناير بالعاصمة برلين عن استياءه للضغوط التي تُمارس على ميركيل مشيرا بأن المستشارة لا تعتبر مسئولة عن سياسة حكومات بعض الدول العضوة بالاتحاد الاوروبي التي ترفض استعياب لاجئين مثل هنغاريا والتشيك وبولندا كما ان لجان شئون سياسة حقوق الانسان بالبرلمان الاوروبي لا يملكون عصا سحرية للاسراع بتسجيل اللاجئين الذين يتدفقون على اليونان من تركيا الى اوروبا مطالبا اعطاء فرصة لميركيل حتى تستطيع من خلال مفاوضاتها مع الاوروبيين  التوصل الى صيغة مرضية لتوزيع اللاجئين في دول الاتحاد الاوروبي مضيفا ان البرلمان الاوروبي سيجتمع أوائل شهر شباط / فبراير لمناقشة رفض بعض الدول الاوروبية استيعاب لاجئين وامكانية معاقبة تلك الدول  معتبرا تدفق اللاجئين مشكلة رئيسية للاوروبيين ربما ستشغل السياسة الاوروبية للعشر السنين المقبلة وانهاء السبب الرئيسي بتدفق اللاجئين السوريين يكمن بانهاء  ماساة الشعب السوري من نظام جبروتي .
 
وعلى الصعيد نفسه فقد اعلن رئيس جهاز الشرطة الالمانية ديتر رومان مع نظيره التركي محمد ليكزيتس بمؤتمر صحافي عقداه بدائرة رئاسة الشرطة الاتحادية بمدينة بوتسدام القريبة من العاصمة برلين  هذا اليوم الاربعاء 20 كانون ثان / يناير الى قيام الشرطة الالمانية والتركية بحملة مداهمات في المانيا وتركيا للحبث عن مهربين للاجئين السوريين تم اعتقال خمسة مهربي في المانيا وعشرة منهم في تركيا . وأوضح رومان ان حوالي 500 عنصر من الشرطة الالمانية بالتعاون مع شرطة خاصة لمكافحة الجريمة قاموا خلال الايام الثلاثة الماضية بتفتيش سبعة عشر منزلا في ستة ولايات المانية من بينها ولاية العاصمة برلين اضافة الى مدينة هانوفر وجميع بيوتات الذين اقتحمتها الشرطة يقيمون يملكها سوريون قاموا بتأسيس عصابة تهريب سوريين عبر تركيا الى اليونان عبر البحر بزوارق قديمة واستئجارهم سائقين قاموا بابتزال الكثير من اللاجئين واصفا المهربين الملقى القبض عليهم بانهم قاموا بتهريب ضحاياهم بالرغم من معرفتهم التامة بان الزوارق لا تصلح للسفر والسائقين لصوص متوقعا ان تصدر النيابة الالمانية اعتقالا رسميا للملقى القبض عليهم الذين قاموا بتهريب ما لا يقل عن حوالي 250 شخصا  والحكم عليهم ما لا يقل عن عشرة أعوام .
وأعلن رئيس جهاز الشرطة التركي ليكزيتس ان المهربين السوريين الذين اعتقلتهم الشرطة تم القاء القبض عليهم في استانبول ومرسين زازمير تقاضوا من كل لاجئ ما بين الـ 4 و 6 آلاف دولارا مؤكدا ان عناصر من حزب العمال الكردستاني وتنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / ساهموا ايضا بالتهريب ودعم المهربين مضيفا ان الشرطة التركية اعتقلت خلال عام 2015 المنصرم حوالي 1150 شخصا يعملون بالتهريب .
ورأى رئيسا الشرطة الالمانية والتركية تعاون شرطة بلديهما لملاحقة المهربية خطوة رائدة  ايجابية لوضع حد لماساة اللاجئين على حد قولهما .