الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- قلق الغرب على نصارى الشرق فني

المانيا- قلق الغرب على نصارى الشرق فني

29.10.2013
هيثم عياش


برلين /‏27‏/10‏/13
ما ان استطاع الاسلاميون بمصر النجاح في انتخابات برلمان تلك الدولة بعيد الإطاحة برئيس مصر السابق حسني مبارك ثم بعد ذلك فوز الاسلامي محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية التي جرت في حزيران /يونيو من عام 2012 ببلاده الا وبادرت منظمات كنسية دولية تتدعي ان هدفها الاول تحقيق للانسان حقوقه بحمل راية الانتقادات للاسلاميين في مصر وغيرها من دول منطقة الشرق الاوسط وخاصة تلك الدول المعروفة بـ / الربيع العربي / . صحيح انه لا يوجد اي انتقادات كنسية ضد التوانسة والليبيين تذكر اذ ان تلك الدولتين  لا يوجد فيهما اقلية نصرانية تُذكر. وقد استطاعت المنظمات الكنسية تأليب الكثير من محدودي الثقافة والاطلاع على شعوب العالم       الاسلامي على الاسلاميين والمسلمين بشكل خاص حتى اصبح  المسلمون بأكثر بلاد الغرب وخاصة المانيا  بعبعا يُخشى منه وإعطاء اولئك المغفلين  عن المسلمين صورة / دراكولا /  ذلك الرجل الذي يمص دماء ضحيته ليبقى على قيد الحياة /  تلك القصة الخرافية التي لا تزال تعشعش في عقول المغفلين من الغرب علما انه يوجد بمنطقة بران الرومانية قصرا يحمل اسم / دراكولا / تدور اساطير خرافية وبعضها حقيقية عن صاحبه .
ومنذ استلامه حقيبة الرئاسة والى آخر يوم بدوامه بمكتبه يوم 30 حزيران 2013 قبل ان ينقلب الجيش عليه كان محمد مرسي عرضة لانتقادات المنظمات الكنيسة هذه التي أتخذت من نصارى الشرق الاوسط في سوريا ومصر قميص عثمان يتباكون عليه وساهمت بمطالبة منظمات انسانية وشخصيات سياسية ايواء نصارى سوريا ومصر والعراق الى المانيا واوروبا لحمايتهم . وما أن حطت اول طائرة المانية  تقل لاجئين  سوريين من لبنان الى مطار مدينة هانوفر الا وهاجمها الصحافيون لاجراء مقابلات مع نصارى سوريين الذين أكدوا ان المسلمين في سوريا يفترسونهم ويستولون على بيوتهم وقراهم وان الاسلاميين لم يكونوا ليقدموا على هذه الاعمال بدون دعم من السعودية وقطر وتركيا .
ويؤكد خبير الشرق الاوسط والعالم الاسلامي الصحافي المخضرم بيتر شولا تور بندوة دعت اليها اكديمية الفنون بالعاصمة برلين هذا اليوم الاحد 27 تشرين أول/اكتوبر احتفاء بشولاتور لقرب بلوغه التسعين من عمره ان هذه عاطفة الغرب تجاه نصارى الشرق غير اصلية وبالتالي خداع اذ ان المجتمع الغربي يفتقر منذ اكثر من مئين من السنين للعاطفة تجاه النصارى في الغرب . والنصرانية في اوروبا وايضا ببعض الدول العربية رمز فقط فقدت روحانيتها ومعناها الحقيقي ومن يعتقد بأن النصارى في الشرق مضطهدون فهو مثل القسيس بيرنهارد فون كليرفاوكس / 1090- 1153/ الذي أكرمه المسلمون عندما زارهم في القدس وحسد النصارى فيها على عيشهم وحقوقهم الرغيدة وعاد الى اوروبا لينشر الاضاليل   ويحرض على استعادة القدس وغيرها من المسلمين الذين وصفهم بأكلة  البشر وكانت نتائج الحرب الصليبية هزيمة اوروبا وعدم مقدرتها على النهوض من جهالات القرون الوسطى لقرون كثيرة مؤكدا ان النصارى في الشرق الاوسط يعيشون الى جانب المسلمين منذ ظهور الاسلام وحافظ المسلمون على حقوق النصارى ويهود ايضا حتى انهم شاركوا المسلمين بثوراتهم ضد الاحتلالين الفرنسي والبريطاني وساهموا ببناء بلادهم ووقوفهم الى جانب الانظمة الحالية بل هناك مشاركة فعالة من نصارى سوريا بانتفاضة ذلك الشعب ويساهمون بمد الشعب الشعب السوري بمعونات انسانية وغير انسانية وينافحون عن المسلمين .
وأكد شولاتور ان الوعي الاسلامي قد عاد الى شعوب تلك المنطقة منذ سنين طويلة ولا علاقة للاخوان المسلمين وغيرهم من الاسلاميين بانتفاضة / الربيع العربي / كما انهم لم يكونوا وراء تحريض تلك الشعوب على انظمتهم السابقة فالاسلام دين من الصعب تحييده عن السياسة اذ يضم جميع نواحي الحياة الانسانية فقد فشلت الانظمة العلمانية والاشتراكية والشيوعية على تحقيق اهدافها التي تدعو اليه بالحرية والرخاء والدعاوى بنصرة نصارى الشرق تأييد ودعم للابواق التي تنادي بحرب دينية تأكل الاخضر واليابس .
وصدق شولاتور بما ادعاه فحزب البعث الاشتراكي العربي الذي يحمل أهدافا مثل الحرية والوحدة والاشتراكية كان وراء تمزيق  الدول العربية وصادر الحريات العامة في سوريا والعراق وجعل من أذلة تلك الدولة كرام الناس وأعزتها أذلة إضافة الى الفقر المدقع ووقوع العراق تحت احتلال اجنبي أرضه مثل سوريا مهددة بالتقسيم اضافة الى زرعه البغضاء بين الاقليات العرقية  وغيرها .