الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- قلق على اليهود من السوريين والعراقيين

المانيا- قلق على اليهود من السوريين والعراقيين

15.03.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 14‏/03‏/2016
اعتبرت المستشارة انجيلا ميركيل بكلمة ألقتها هذا اليوم الاثنين 14 آذار/مارس أمام مؤتمر دولي حول المعاداة للسامية بالعاصمة برلين تحذيرا رئيس مجلس اليهود الالماني الاعلى يوسف شوستر بان ارتفاع ظاهرة المعاداة للسامية والكيان الصهيوني تعود الى انه يوجد الكثير من بين لاجئي سوريا والعراق ودول اسلامية اخرى يعادون اليهود اذ انهم نشأوا على صور الكراهية لليهود وجاؤا بها الى المانيا واوروبا ، بأن تحذيره واقعي ولا مكان للمعادين للكيان الصهيوني والسامية في المانيا مهما كانت ظروف اللاجئ الذي جاء الى هذا البلد اذ انه غير قابل للاندماج مع المجتمع الالماني الذي يؤكد على حقوق المساواة بين الرجل والمرأة وغير ذلك من المساواة .
الا أن ميركيل طالبت بعدم زج الانتقادات لسياسة الكيان الصهيوني بانه معاد للسامية فالانتقادات لسياسة توسعة الاستيطان وسياسة التهويد وممارسات اخرى تأتي من قبل انتقاد صديق لصديق ولا علاقة لها بالمعادة للسامية ولكن اذا كانت هذه الانتقادات تساهم في اشتداد الكراهية والتحريض ضد اليهود فيجب محاربتها بلا هوادة وعلى كل من يعيش على ارض المانيا يجب عليه احترام شعور وكرامة الآخرين ولا سيما اليهود الذين يعتبرون جزءً لا يتجزء من الشعب الالماني .
ومن ناحيته رأى رئيس البرلمان الالماني نوربرت لاميرت ان لالمانيا مسئولية خاصة تجاه اليهود ولذلك فان على الحكومة الالمانية وحكومات الولايات والمجتمع الالماني محاربة ظاهرة المعاداة للسامية  بجميع السبل المتاحة مؤكدا ان المانيا لن تكون بلدا للمهادرين المعادية للكيان الصهيوني ويملكون حقدا وكراهية ضد اليهود  مشيرا ان الشباب السوري والعراقي وغيرهما  الذين لجأوا الى المانيا لا يملكون في في تصوراتهم الا المعاداة للسامية اذ نشأوا على صور المعادة هذه ولذلك فان توعيتهم عن هذا الخطر وتعريفهم باليهود وخلطهم معهم يعتبر من الاسس الاولية لمكافحة المعاداة للسامية وبالتالي تغيير هذه الصورة التي بهم عندما يعودون الى بلادهم ومن يريد ان يعيش في المانيا والبقاء بها يجب عليه الاعتراف بالكيان الصهيوني على ارض فلسطين .
ومن ناحيتهما فقد حذر كل من رئيسي كتلة  الخضر والديموقراطيين الاشتراكيين انطون هوفرايتر وتوماس اوبرمان من تنامي ظاهرة المعاداة للسامية من قبل الاحزاب القومية المتطرفة ولا سيما الحزب البديل لالمانيا الذي أصبح القوة السياسية الثانية والثالثة في المانيا ولا سيما بولايات الشرق الالماني التي كثر بها الاعتداءات على المساجد والكنس اليهودية مؤكدان ضرورة انتهاج سياسة تنبيه وتوعية بمجتمع الشرق الالماني من خطر الدعايات المناهضة للسامية اذ ان هذه الدعايات كانت وراء اندلاع الرحب العالمية الثانية واضطهاد اليهود وعلى المجتمع الالماني والاوروبي عدم السماح لتكرار الاسباب التي كانت وراء مصائب الانسانية على حد قولهم .
وكان  حوالي 150 برلمانيا من 30 دولة اروبية ومن الولايات المتحدة الامريكية وروسيا قد شاركوا  بمؤتمر  حول مكافحة المعاداة للسامية . ويأتي المؤتمر ضمن رئاسة المانيا للمنظمة الاوروبية للامن والسلام والتنمية .