الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- مؤتمر جنيف/2/ حول سوريا

المانيا- مؤتمر جنيف/2/ حول سوريا

23.01.2014
هيثم عياش


برلين /‏22‏/01‏/14
تشهد منطقة مونتروكس القريبة من جنيف ومن بعدها جنيف ابتداء من هذا اليوم الاربعاء 22 كانون ثان/يناير وحتى يوم الجمعة المقبل 24 الشهر ازدحاما سياسيا واعلاميا ضخما لتغطية وأخذ نتائج اجتماع اكثر من 40 وزيرا يمثلون دولهم المدعوة الى مؤتمر جنيف/ 2/ الدولي حول سوريا للسعي لوضع أوزار الحرب التي أعلنها رئيس نظام سوريا  بشار أسد ضد شعبه الذي يريد فقط الحريات العامة من خلال مظاهرات سلمية بادئ الآمر  جوبهت بالعنف والقتل والتشريد وقصف المدن وتسوية أكثرها بالأرض ثم أصبحت حربا فعلية لدخول ايران وروسيا والصين الى جانب أسد وبالتالي استعانة أسد  بميليشيات شيعية  كانت وراء قيام مجموعات اسلامية بعضها متعصبة مثل تلك التي تسمي نفسها بتنظيم دولة الشام والعراق الاسلامية واخرى  تحظى بدعم من الشعب السوري مثل جبهة النصرة التي وضعتها امريكا ضمن لائحة منظمات ارهابية .
ويؤكد مراقبون ان الميليشيات الاسلامية ومعها الجيش الحر تقود معركة على جبهتين جبهة لمقاتلة وطرد افراد تنظيم الدولة المذكورة / داعش / وضد مرتزقة  بشار أسد  ولولا تنظيم / داعش / لاستطاع الجيش السوري الحر والميليشيات الاسلامية الاخرى السيطرة على الكثير من المدن السورية وتنظيم / داعش / ساهم بإعاقة تحقيق الكثير من الانتصارات  وساعد التنظيم المذكور قوات اسد بقصد او بدون قصد ، على تحقيق بعض الانتصارات على الشعب السوري والميليشيات المناوئة له ،  بينما تخوض ميليشيات ومرتزقة اسد حربا على جبهة واحدة فقط وهي مقاتلة المناوئين لنظام اسد على حد سواء من الميليشيات والشعب بينما لم يقم جيش نظام سوريا بمهاجمة اي موقع لتنظيم الدولة / داعش  الذي يعتبره هؤلاء المراقبون بطابور خامس لأسد .
وهناك خيارات كثيرة  للمعارضة السورية بمؤتمر جنيف /2/ ، فعلى حسب راي أحد سفراء المانيا بمنطقة الشرق الاوسط والولايات المتحدة الامريكية وروسيا سابقا / طلب عدم ذكر اسمه / من ان المؤتمر ضياع للوقت واستمرار لماساة الشعب السوري .  ومن هذه الخيارات خياران رئيسيان  أحدهما ، إما ان ترضج المعارضة لمطالب واشنطن التي تكمن  موافقتها على اتفاق مع بشار أسد تشكيل حكومة تحت إشرافه ومشاركة أقطاب منها وهذا الخيار يعني استمرار للحرب التي لن يحقق فيها أحد اي انتصار بل سيؤدي الى ازدياد  قوة أسد وضعضعة  المعارضة عسكريا وسياسيا وانهيارها والقضاء بشكل تام على انتفاضة الشعب السوري . أما الخيار الثاني موافقة المعارضة على بنود اجتماع سري  تم على ضفاف بحيرة جنيف في وقت سابق من نهاية شهر تشرين أول/اكتوبر  2013 استمر على فترات الى أوائل شهر كانون ثان/يناير الحالي وبعيد عن الضوضاء في قصر / شاتيه دو بوسي/ بالقرب من جنيف تحت إشراف / مركز الحوار الانساني / الذي يشرف عليه رئيس شئون لجان الاتحاد الاوروبي سابقا خافيير    سولانا بمشاركة الاخضر الابراهيمي ونائب سكرتير عام المنظمة الدولية جيفري فيلتمان  اتفقوا من خلاله تشجيع النظام والمعارضة المشاركة بمؤتمر جنيف /2/ مع عدم المساس بمستقبل بشار اسد السياسي في سوريا مع القبول بدعم موسكو ترشيح اسد لفترة ثالثة من خلال انتخابات رئاسية تشرف عليها منظمات دولية هذا الرأي الذي وافقت عليه واشنطن وايدته مع لندن للحيلولة دون استلام اسلاميين حكم سوريا  اذ رأى المجتمعون من المعارضة وممثلي النظام ان بقاء أسد بالسلطة سيساهم بإعادة الامن الى سوريا من جديد وعدم وقوع منطقة الشرق الاوسط بفوضى حرب أهلية لأن باستلام الاسلاميين حكم سوريا سيؤدي أيضا الى إثارة الكيان الصهيوني ودول غربية ربما تشن حربا على منطقة الشرق الاوسط لحماية الكيان الصهيوني من أي خطر يداهمه من قبل الاسلاميين وبقاء أسد بمنصبه بالنسبة لواشنطن  وموسكو ضرورة ملحة لأنه سيحافظ على مصالحهما بالمنطقة وستسند اليه مهمة البطش بالاسلاميين بشكل أكثر من ذي قبل .
ويؤكد المراقبون لهذا المؤتمر بأنه لن يتم من خلاله  الجديد بل انه فاشل قبل ان يعقد وانعقاده تم  لحفظ ماء وجه سكرتير عام المنظمة الدولي بان كي مون الذي كان وراء تحديد موعده ومحاولة لإعادة هيبة  واشنطن وموسكو كقوتين سياسيتين عظميين بالعالم .