الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- ماذا بعد اتفاق كيري - لافروف بكيماويات أسد ؟

المانيا- ماذا بعد اتفاق كيري - لافروف بكيماويات أسد ؟

16.09.2013
هيثم عياش


برلين /‏15‏/09‏/13
أعربت الحكومة الالمانية المستشارة انجيلا ميركيل ووزير خارجيتها جويدو فيسترفيليه عن ترحيبها للاتفاق الذي يتم يوم أمس السبت 14 ايلول/ سبتمبر بين وزيري الخارجية الامريكي والروسي جون كيري وسيرجي لافروف حول الوضع في سوريا ذلك الاتفاق الذي يكمن اعطاء نظام دمشق مهلة اسبوع للكشف عن مخزونه من الاسلحة الكيمياوية واتلافها تحت رقابة الامم المتحدة ، فقد أكدت ميركيل اثناء مهرجان انتخابي دعمها لاتفاق كيري - لافروف  بينما وصف فيسترفيليه الاتفاق خطوة نحو انهاء مأساة الشعب السوري سياسيا ودبلوماسيا بدل اللجوء الى عمل عسكري يؤدب نظام بشار اسد .
الا ان ناطق شئون السياسة الخارجية لدى كتلة الديكزقراطيين الاشتراكيين جيرنوت ايرلر الذي شغل وزارة الدولة بوزارة الخارجية الالمانية رأى ان الاتفاق اعطاء فرصا جديدة لاسد بالمضي بقتل الشعب السوري وتشريده فالمهلة لاتلاف هذه الاسلحة حتى منتصف عام 2014 المقبل موافقة ضمنية امريكية لموسكو ببقاء اسد بمنصبه حتى انتخابات رئاسة تلك الدولة في عام 2014 وهو انتصار لايران التي تريد بسط هيمنتها على  منطقة الشرق الاوسط مؤكدا فشل السياسة الغربية لانهاء ماساة الشعب السوري واحباط للمعارضة السورية المنضمة تحت ائتلاف قوى المعارضة مشيرا ان تصريحات الرئيس الامريكي باراك اوباما واعلان وزير خارجيته كيري الابقاء على العمل العسكري فقاعات هوائية .
لقد جاء اتفاق كيري ولافروف حول اعطاء اسد فرصة اسبوع كشفه عن مخزون  أسلحته الكيماوية متزامنا مع اعلان زعيم منظمة الامم المتحد بان كي مون قبل يوم أمس الجمعة 13 أيلول/سبتمبر  ان الاسلحة الكيمياوية التي قصفت مواقع بغوطة دمشق يوم 21 آب/اوجسطس المنصرم  كان مصدرها النظام السوري ، الا ان اتفاق المذكوران جاء خلال تعاطيهما الخمرة وربما لاحظتم ذلك اثناء مباحثاتهما وتناولهما الطعام كيف كانت الخمرة تدور بينهما وذلك قييل خروجهما  الى الصحافة  للاعلان عن الاتفاق الذي تم بينهما . وهذه مأساة الشعب السوري الكبرى اذ ان الغرب يتداول قضيته وهو شبه ثمل واقطاب الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية في سبات عميق تراودهم الاحلام بدعم الغرب لانتفاضة شعبنا الذي مضى عليها ثمان وعشرون شهرا ساهمت بارتفاع نبرة التململ من بعض السوريين وباقتراحات تُحْدِث هياجا بالأعصاب  جراء تشاؤمهم ، فقد اقترح احدهم مؤخرا  وصاية دولية على سوريا لمدة عامين من اجل ايقاف العنف وتساعد على تشكيل ادارة وطنية وغير ذلك من الاقتراحات التي منها ايضا اعلان احدى زعيمات  الائتلاف الوطني   بالعاصمة برلين في وقت سابق من عام 2012 الماضي ضرورة ارسال الامم المتحدة قوات لحفظ السلام بسوريا . هذه الاقتراحات تسيء الى سمعة الشعب السوري وانتفاضته وتساعد الغرب بوضع خطط تلو الخطط لابقاء اسد في منصبه . ان الشعب السوري ليس بحاجة الى وصاية دولية وقوات من الامم المتحدة بل بحاجة الى شخصيات وطنية حق وطنية ترعى شئون انتفاضته وتنوب عنه على المسرح الدولي شرط ان تكون هذه الشخصيات على دراية واسعة بخطط الغرب وتواجهه بصراحة .
ان ما حدث في جنيف منذ يوم الخميس 12 وحتى يوم أمس 14 أيلول/ سبتمبر كان لعبا على الشعب السوري وضحكا على شخصيات الائتلاف الوطني التي تأمل من امريكا الخير ومن يأمل الخير من تلك الدولة لا يأمل الخير من نفسه . والمقترحات التي اثيرت مؤخرا بوصاية دولية عبارة عن الهزيمة فالهزيمة تبدأ بالنفس قبل ان تبدأ في ساحات الوغى .