الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- مغازلة ايرانية للسعودية ونزاعات في ميونيخ

المانيا- مغازلة ايرانية للسعودية ونزاعات في ميونيخ

15.02.2016
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
ميونيخ ‏13‏/02‏/2016
أكد وزير الخارجية الايراني جود ظريف بكلمة القاها مساء يوم أمس الحمعة 12 شباط / فبراير امام مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين استعداد بلاده التعاون مع السعودية في الحرب ضد تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / مشيرا انه لن يكون بمنطقة الشرق الاوسط مستقبل واستقرار جيد اذا لم يكن هناك تعاون بين السعودية وايران بالحرب ضد الارهاب وخاصة ضد / داعش / و / جبهة النصرة / معتبرا ان التطرف بالنسبة لـ / لاخويتنا / في السعودية يعتبر تهديد خطير للمنطقة باسرها وعودة الاستقرار الى سوريا يكمن خلوها من التطرف وبالتالي بلد متعدد الاديان والثقافات .
كلمة ظريف هذه ، اعتبرها خبراء يتابعون تطورات الاوضاع بمنطقة الشرق الاوسط وخاصة في سوريا والعراق مغازلة للسعودية  اذ حاول ظريف التقرب من السعودية وتحسين الاجواء بين الرياض وطهران ، وبالتالي تأكيد ظريف على ان تصبح سوريا دولة  يسودها التشيع وتأكيد ضمني دعم طهران ببقاء بشار أسد على رأس نظامه وتفنيدا لتأكيد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير الذي أكد بكلمته التي ألقاها مساء يوم أمس الخميس بأنه لا مستقبل لاسد في سوريا وبالتالي فالقضاء والانتصار على / داعش / يكمن الاطاحة باسد لانه وراء قوة ذلك التنظيم .
ويرى هؤلاء الخبراء بأنه الميليشيات المتطرفة في سوريا لا تكمن فقط من ميليشيات اهل السنة والجماعة فهناك خمس وثلاثون تنظيما شيعيا يحاربون الشعب السوري الى جانب اسد منهم عشرون تنظيما من ايران والعراق اضافة الى حزب الله وميلشيات مرتزقة من افغانستان والباكستان وغيرهم والجميع يتحلون بافكار متطرفة يجب على المجتمع الدولي تصنيفهم ايضا في حانة الارهاب ، وجبهة النصرة التي وصفها ظريف بالتطرف فهي كذلك الا ان عنصرها لا يقاتلون الشعب السوري ولا يتهمون احدا  بالتكفير .
ويعتقد خبير الشرق الاوسط بالمعهد الاوروبي لسياسة الشرق الاوسط ومقره بروكسل اندرباس تسوماخ ان طريف يحاول التقرب من السعودية لاخراج بلاده من عزلة اسلامية تعاني منها وبالتالي فشلها في اليمن والبحرين ومحاولة نشر التشيع بالعالم الاسلامي اضافة الى سحب الكثير من الجماعات الاسلامية ثقتهم من ايران لسياستها في سوريا
ومن ناحيته أكد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بكلمة افتتح بها جلسة اليوم الثاني   لمؤتمر ميونيخ للامن والسلام  هذا اليوم السبت 13 شباط / فبراير ان اوروبا تقف على منعطف طرق خطيرة ، فالمانيا التي استلمت رئاسة المنظمة الاوروبية للامن والسلام والتنمية لعام 2016  جاء استلامها رئاسة المنظمة المذكورة بتطورات خطيرة تشهدها اوروبا والشرق الاوسط واجزاء كثيرة من العالم فبعد مرور اربعون عاما على اتفاقية الاوروبيين الخاصة بحقوق الانسان وحماية الشعوب وصبانة كرامة الانسان التي تم التوقيع عليها في  هلسنكي عام 1976 والسعي لتوحيد اوروبا ومرور خمس وعشرون عاما على الوحدة الالمانية ونهاية الانظمة الشيوعية ببعض دول العضوة بالاتحاد الاوروبي وبالتالي انتهاء الحرب الباردة ظن الكثير  ان السلام والامن قد حل في اوروبا ولا حروب بعد ذلك الا ان ازمة اوكرانيا وازمة تدفق اللاجئين على اوروبا والعنف في سوريا والشرق الاوسط الى جانب بروز قوة القوميين بالبلقان والقومية المتطرفة في ببعض الدول الاوروبية خيبت ظن الكثير من الاوروبيين ولذلك فان هدف المانيا الرئيسي باستلامها رئاسة المنظمة الاوروبية للامن والسلام تكريس سياسة الحوار مع الجميع وخاصة مع روسيا والعالم الاسلامي ، فالحوار  السياسي الناضج يؤدي الى انهاء النزاعات فالجهود التي بذلتها المانيا مع فرنسا والمفوضية الاوروبية لانهاء ازمة اوكرانيا سلميا بالاتفاق الذي تم بعاصمة روسيا البيضاء / مينسك / في وقت سابق من شباط / فبراير عام 2015 الماضي لم يتم تنفيذه بحذافيره ولذلك فاستمرار الحوار بين روسيا والغرب ومعهما اوكرانيا يجب استمراره .
ورأى شتاينماير بازمة تدفق اللاجئين على اوروبا جس نبض للاتحاد الاوروبي والقيم الاوروبية التي تكمن بالمحفاظة على حقوق الانسان وا تكون اوروبا ملجئا لمن يطلب الامن فرفض بعض دول الاتحاد الاوروبي استيعاب لاجئين والركون الى المانيا لاستيعابهم وبالتالي عدم تعاون اوروبي اوروبي لتجاوز الازمة المالية والاقتصادية لليونان وغيرها ينذر بخطر شديد يحدق بالاوروبيين وبدون تعاون وتضامن مع اللاجئين الذين شردهم العنف والحرب من بلادهم وخاصة سوريا جراء الحرب التي يشنها النظام السوري ضد شعب انتفض من اجل الحرية والكرامة  يعتبر ضربة موجعة وخرق لاتفاقيات الاتحاد الاوروبي الخاصة بحقوق الانسان وانه لا يمكن لاحد في اوروبا وقف تدفق اللاجئين بدون التوصل الى حل سياسي لانهاء الحرب في سوريا  يكون الاتفاق على وقف اطلاق النار اول خطوة لانهاء مأساة المانيا/ نزاع في ميونيخ ومغازلة ايرانية للسعودية
 
وكان وزير الخارجية الالماني شتاينماير قد أعلن للصحافيين هذا اليوم السبت بعيد لقاءه مع وزيري الخارجية الروسي والفرنسي سيرجي لافروف ولورنس فابيوس على هامش مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين ، انه منذ الاتفاق الذي تم في يوم 13 من شباط / فبراير عام 2015 الماضي في عاصمة روسيا البيضاء / مينسك / الذي شاركت فيه المستشارة انجيلا ميركيل والرئيسين الفرنسي والروسي فرانسوا اولند وفلاديمير بوتين  بشأن تهدئة الاوضاع بالشرق الاوكراني الذي يكمن بوقف اطلاق النار وسحب الاسلحة الثقيلة الا ان تنفيذ هذه الاتقاقية بحذافيرها لا يزال بعيدا مضيفا انه تم الاتفاق خلال اجتماعه مع المذكورين عقد اجتماع آخر خلال الايام القليلة  المقبلة   من اجل تكثيف اعمال المنظمة الاوروبية للامن والسلام التنمية التي تراسها المانيا حاليا ، في اوكرانيا مثل تنظيم الانتخابات المحلية بمدن الشرق الاوكراني التي يسيطر عليها المتعاطفون مع روسيا مؤكدا ان مسئولية انهاء العنف في اوكرانيا والتوصل الى حل سياسي يقع على عاتق موسكو وكييف ويكمن بعدم تحريض كل على الآخر بانهاء الدعايات المضادة مؤكدا حرص الحكومة الالمانية  على امن واستقرار اوكرانيا ووحدة  أراضيها على حد قوله .
وكان الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو الذي اجتمع مع المستشارة ميركيل قبل ايام قليلة في برلين اتهم موسكو باثارة القلاقل بلاشرق الاوكراني وان هناك فرقة عسكرية روسية لا تزال داخل بلاده  مع معداتها العسكرية الثقيلة وانه لا بد من الضغط على موسكو لتنفيذ اتفاقية مينسك بحذافيرها معربا عن ارتياحه تمديد الاوروبيين عقوباتهم الاقتصادية ضد موسكو .
ومؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين يعتبر للمناقشات وبالتالي تراشقا للدول بين بعضها البعض واتخاذ قرارات فيه تعتبر قليلة ، فقد اتخذت الادارة الامريكية قرارها بغزو العراق عام 2003 من المؤتمر المذكور وذلك بعيد شبه عراك كاد ان يقع بين وزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشر ووزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد لاتهامه المانيا بالجبن ووصفه اياها وفرنسا باوروبا العجور التي تريد فرض هيمنتها على احفادها.
وتخيم  الازمة السورية موضع الساعة حاليا وموضع مناقشات المؤتمر المذكور ، فقد تم ليلة الخميس الجمعة / 11 و 12 / شباط / فبراير التوصل بين مجموعة الدول المعنية بسوريا ، وذلك في ميونيخ التوصل الى اتفاق احتمال وقف  لاطللاق النار خلال الأيام القليلة المقبلة على ان تستثني روسيا جبهة النصرة وتنظيم ما يُطلق عليه بـ/ الدولة الاسلامية /. وكان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي زف الينا خبر الاتفاق صباح يوم أمس الجمعة ، قد اعرب عن تحفظه ما اذا كان الاتفاق على وقف اطلاق النار سيتم وان مدينة حلب ستكون جس نبض الاتفاق .
وقد اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مناقشة وزراء خارجية امريكا وروسيا والمانيا وفرنسا وغيرهم الوضع في سوريا هذا اليوم السبت 13 الشهر الحالي روسيا بانها تسعى لانشاب حرب بين الاديان وان القيادة السعودية وغيرها مثل تركيا وقطر حذرت موسكو من هذه الحرب اذا ما بقيت مستمرة بدعمها رئيس نظام سوريا بشار اسد ودعمها للشيعة ضد اهل السنة والجماعة وعلى القيادة الروسية وفي مقدمتها وزير الخارجية سيرجي لافروف ان لا ينسى بان حوالي 20 مليون مسلم من اهل السنة والجماعة يعيشون في روسيا .
هذا التحذير كان وراء اعلان رئيس وزراء روسيا ديمتري ميدفيدوف بالكلمة التي القاها امام المؤتمر المذكور هذا اليوم السبت ، بأن العالم ييش في حرب باردة جديدة لها منأى أخر عن الحرب الباردة التي كانت بين الشرق والغرب ووضعت اوزاراها بشكل رسمي عام 1989، فالعلاقات بين موسكو والاتحاد الاوروبي اصبحت اكثر برودة من الجليد  متهما الاتحاد الاوروبي بانه وراء الحرب في سوريا واوكرانيا وان موسكو تعيش في خلافات على جبهات متعددة مرة مع / حلف شمال الاطلسي / الناتو / ومرة مع واشنطن ومرة مع الاوروبيين مؤكدا انه لا حل لانهاء النزاعات في العالم دون تعاون بين المجتمع الدولي وروسيا بشكل مياداني وواقعي .
الا أن وزير الخارجية الامريكي جون كيري طالب  الاتحاد الاوروبي وبعض دول العالم باستمرار العقوبات الاقتصادية ضد روسيا حتى تنهي تدخلها باوكرانيا والتعاون مع المجتمع الدولي لانهاء العنف في سوريا ، فالتدخل العسكري الروسي الى جانب أسد بحجة محاربة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / واعلان  وزير الخارجية الروسي لافروف موافقته على خطط وقف اطلاق النار في سوريا مستثنيا بذلك / داعش / وجبهة النصرة دليل واضح على عدم مصداقية موسكو  التعاون مع المجتمع الدولي ، بينما عزا  رئيس البرلمان الاوروبي مارتين شولتس خلافات موسكو مع العالم وخاصة مع الاوروبيين و / الناتو / الى عنددا موسكو وشغفها بالتربع على زعامة العالم وإخضاع الاوروبيين لسياستها وتدخلها العسكري في سوريا الى جانب أسد انتهاك صريح لحرية الشعوب واعتداء صارخ على سيادة الشعب السوري على اراضيه وقصف المدن ومحاصرتها وتجويع سكانها ومحاولة اخضاع حلب لسيطرة بشار اسد دليل واضح على مشاركة موسكو بمذبحة الشعب السوري ووراء تدفق اللاجئين ، ومن يريد وقف اطلاق النار في سوريا فعليه ان يشمل الجميع من غير استثناء مؤكدا حرص الاوربيين على التفاوب والتعاون مع روسيا التي تعتبر جزء لا يتجزأ من اوروبا بجسر حيوي يصل اوروبا بآسيا .
وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يعتقد ان تعاونا قويا بين  الاوروبيين والروس بيتهم بانهاء النزاعات في العالم وخاصة في اوكرانيا التي لا تزال اتفاقيات مينسك الخاصة بوقف اطلاق النار بالشرق الاوكراني بعيدة المنأى وانهاء ماساة الشعب السوري يكمن بتعاون ومصداقية روسيا مع العالم منتقدا موسكو لاستمرارها قصف المدن السورية بالرغم من اقتراحها وقف اطلاق النار معربا عن تشاؤمه بمستقبل الاتحاد الاوروبي جراء عدم وجود تضامن اوروبي حقيقي لانهاء ازمة اللاجئين مشيرا انه اذا ما أعلنت بريطانيا الغاء عضويتها بالاتحاد  فان الاتحاد الاوروبي في طريقه الى الانهيار مطالبا  السعي على احياء سياسة الاوربيين من جديد .
الحرب ضد الارهاب مستمرة وتهديد الارهاب اوروبا مستمر على حد اعلان رئيس الوزراء الفرنسي مانوئيل فالس التذي يتوقع ازيداد الهجمات الارهابية ليس ضد  فرنسا  فحسب بل ضد اكثر دول الاتحاد الاوروبي وعلى الاوروبيين التعاون مع الدول الاسلامية لمواجهة الفكر المتطرف الذي يهدد كيان وامن الجميع منوها باعلان السعودية تحالف اسلامي  ضد الارهاب واستعداد تركيا  على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش اوغلو مشاركة السعودية بزحف بري ضد الارهابيين في سوريا مشيرا الى ضرورة تعاون بين الجميع لمواجهة الارهاب .