الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- مناقشات حول التدخل العسكري ضد نظام بشار اسد

المانيا- مناقشات حول التدخل العسكري ضد نظام بشار اسد

29.08.2013
هيثم عياش


برلين /‏28‏/08‏/13
تناقش الحكومة الالمانية خلال اجتماعها الاسبوعي هذا اليوم الاربعاء 28 آب/اوجسطس  تطورات ارتفاع نبرة طبول تأديب النظام السوري عسكريا جراء ما تقترفه ايديهم من جرائم ضد الشعب السوري كان آخرها قصف مناطق بالعاصمة السورية بالاسلحة الكيمياوية السامة راح ضحيتها اكثر من 1400 شخص معظمهم من الاطفال وذلك يوم الاربعاء من الاسبوع المنصرم 21 آب/اوجسطس الحالي . ويأتي مناقشة الحكومة الالمانية المسألة السورية الى جانب مناقشتها قضايا سياسية داخلية جراء اعلان وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه بصراحة  قبل يوم أمس الاثنين 26 آب/اوجسطس امام مؤتمر السفراء الالمان تغيير برلين موقفها الرافض لاي تدخل عسكري اذا ما ثبت استخدام نظام دمشق الاسلحة الكيمياوية وتهديد المستشارة انجيلا ميركيل نظام بشار اسد الضرب على أيديهم الى جانب اعلان الادارة الامريكية الغاء اجتماع مع الروس كان من المقرر أن يتم هذا اليوم الاربعاء 28 الشهر الجاري في هولندا للبحث بالوضع السوري والتحضير لمؤتمر جنيف / 2 / الدولي الخاص بسوريا واعلان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ومعه الرئيس الفرنسي فرانسوا اولند امكانية القيام بعمل عسكري ضد اسد دون العودة الى الامم المتحدة ومجلس أمنها الدولي .
فتوجيه ضربة عسكرية ضد نظام اسد اصبحت حديث الساعة ومسألة وقت فربما تتم خلال الساعات القليلة المقبلة . الا أن الضرورة ملحة توجيه ضربة قاسية لإجهاض ذلك النظام بشكل قوي للحيلولة دون خروج أسد ونظامه أقوى من ذي قبل فهناك دول عربية اضافة الى روسيا والصين ومعهما ايران ومرتزقة الشيعة من العراق والباكستان وحزب الله اللبناني  يقاتلون الى جانب اسد  كما انه من الضرورة مراقبة تحركات اسد والحيلولة دون خروجه من دمشق ومن سوريا اذ ما الفائدة من توجيه أعمال عسكرية وأسد غير موجود في سوريا كما أنه من الضرورة المساهمة عدم وقوع سوريا بدوامة العنف والحيلولة دون تقسيمها على غرار ما يعاني العراق منه على حد رأي عضو شئون السياسة الدفاعية بالبرلمان الالماني اوميد نوريبور . ويؤكد وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية الالماني جونتر جلوزر الحرص على تقاديم اسد واعضاء نظامه وكل مسئول عن قتل الشعب السوري الى المحكمة الجنايات العليا في لاهاي كمجرمي حرب  والاتفاق مع القيادة الجديدة لسوريا ان  تكون سوريا المستقبل بلد الحريات العامة والمجتمع المدني وان يكون جميع اطياف السياسة على شراكة تامة بتحمل عبء مسئولية اعادة بناء الدولة السورية الحديثة اذ عدم مثول اسد بالمحكمة الدولية لمجرمي الحرب يعتبر خزي وعار على المجتمع الدولي فمقل اكثر من مائة الف شخص وتشريد اكثر من ستة مليون سوري اضافة الى اختفاء اكثر من 200 الف شخص يجب ان لا تذهب أدراج الرياح . 
والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا بين اقطاب السياسة ما اذا كانت المانيا ستشارك بعمل عسكري ضد النظام السوري من خلال اعلان وزير الخارجية فيسترفيليه استعداد برلين المشاركة باي اجماع للمجتمع الدولي ضد النظام السوري ، فيعتقد خبير شئون السياسة العسكرية بمبرة برلين للعلوم السياسة ماركوس كايم ومعه مدير الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية سفير المانيا السابق في سوريا باول فون مالتسان  ان المشاركة  العسكرية لالمانيا حتمية ولن تقف مكتوفة الايدي فالمانيا تشارك بحوالي 400 جندي على الحدود التركية السورية  يشرفون على الصواريخ الدفاعية التي اعلن حلف شمال الاطلسي / الناتو / ارسال قواعد صواريخ لتلك المناطق لحاية تركيا من اعتداءات للنظام السوري  عليها . ويطالب رئيس حزب التحالف اليساري  / الشيوعي/ بيرند  ريكسينجر الذي يطالب أعضاء كتلته النيابية بالبرلمان الالماني الغاء حظر العقوبات الاقتصادية ضد النظام السوري سحب المانيا لفرقتها  العسكرية المرابطة على الحدود التركية السورية للحيلولة دون مشاركة المانيا بالحرب  مشيرا ان الحرب لا ينبغي مكافحتها بحرب وانه اذا ما شاركت  فان حزبه سيقوم بتنظيم مظاهرات مناوئة للتدخل العسكري ضد ذلك البلد  مؤكدا ان حزبه وعلى المانيا أيضا ان لا تقف الى جانب الامريكيين فالشعب السوري بحاجة الى الدواء والغذاء وليس بحاجة الى جنود وقنابل معتبرا الاسلحة الكيمياوية السامة التي حصدت الابرياء جريمة بشعة الا انه لا يوجد دليل استعمال النظام السوري لها  واتهامه باستعمالها مثل اتهام الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا  النظام العراقي السابق امتلاكه لاسلحة فتاكة جراء وشاية مناوئي ذلك النظام  تبين فيما  بعد عدم وجود اي اسلحة خطيرة في حوزة صدام حسين .
ويرى خبير شئون الاسلام والشرق الاوسط ميشائيل لودرز تهديدات العمل العسكري ضد النظام السوري اعلان حرب صريحة ربما تمتد الى دول كثيرة بمنطقة الشرق الاوسط  الامر الذي يعني مشاركة صريحة لايران وروسيا  بالحرب الى جانب النظام السوري خوفا على مصالحهما بالمنطقة  المذكورة معربا عن رأيه ضرورة   التريث وتخفيف لهجة الحرب قبل الخوض بمغامرة لا يعرف احد نتائجها .
ويرى بعض السياسيين وخبراء منطقة الشرق الاوسط ان اعلان الولايات المتحدة الامريكية استعدادها لتأديب بشار اسد ونظامه حماقة اذ ان النظام السوري سيأخذ جميع الامكانيات للدفاع عن نفسه وسيساهم ايضا بارتكاب جرائم أكثر ضد الشعب السوري ومن يريد ان ينقذ ذلك الشعب فقد كان عليه اجراء ضربة عسكرية موجعة للنظام المذكور ولكن بشكل مباغت .
واذا ما قررت الحكومة الالمانية هذا اليوم دعمها المطلق لاي عمل عسكري فان البرلمان الالماني سيعقد اجتماعا استثنائيا بالرغم من المعركة الانتخابية التي تشهدها المانيا واذا ما شاركت برلين بشكال فعال فربما ينتج عن ذلك تأجيل الانتخابات العامة التي ستجري يوم 22 ايلول/ سبتمبر المقبل .