الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- مناقشات حول الوضع بالخليج العربي واليمن وإيران

المانيا- مناقشات حول الوضع بالخليج العربي واليمن وإيران

22.04.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 21‏/04‏/2015
وصف خبراء منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط والعالم الاسلامي في الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية المملكة العربية السعودية اكثر دول العالم الاسلامي والمنطقة المذكورة       استقرارا بالسياسة والاقتصاد والمجتمع أيضا . صحيح انه يوجد في المملكة معارضة سياسية الا انها لا تعتبر معارضة للحكومة بل تؤازرها من خلال انتقاداتها وتقديم نصائح ، فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود رجل دولة له باع طويل بسياسة بلاده وبالسياسة الدولية التي تُحاك ضد استقرار السعودية وإثر استلامه  مقاليد السلطة ببلاده بعيد وفاة الملك عبد الله  بن عبد العزيز / رحمه الله / يوم 23 كانون ثان / يناير من عام 2015 سارع الى مد يد السعودية مع قطر وتركيا وترسيخ علاقته معهما  لعلمه انه لا يمكن استقرار المنطقة وانهاء معاناة الشعب السوري ووضع حد لغطرسة ايران وأطماعها بمنطقة الخليج العربي وسوريا والعراق الا بتعاون مطلق مع تلك الدولتين  اللتين تقفان بحق وصدق الى جانب السعودية والشعب السوري .
وعلى حد رأي سباستيان زونز من معهد الاتحاد الاوروبي للبحوث  والدراسات الاستراتيجية ان الحكم الملكي والاميري ساهم بضبط واستقرار بلداون دول الخليج العربي بشكل يقيني بينما كان اسباب الربيع العربي هو حكم الفرد والتسلط والكبت وانتهاك حقوق الانسان الذي مارسه حكام مصر وتونس وليبيا ويمارسه رئيس نظام سوريا  ، صحيح ان المؤامرة على الربيع العربي قد نجحت بمصر بالانقلاب على رئيس شرعي منتخب وهو محمد مرسي وعودة العلمانيين الى تونس من جديد ومحاولة عودة العسكر الى ليبيا جراء العنف والفوضى التي تعيشها تلك الدولة الا ان هذه المؤامرات ستبوء بالفشل . وعزا زونز بروز قوة الحوثيين الى عدم اهتمام السعودية وبعض دول الخليج بادئ الامر بهم  بالرغم من تحذير الدوحة من خطرهم وبالتالي رعاية الامارات العربية المتحدة لرئيس اليمن السابق علي صالح الذي يريد العودة الى حكم اليمن عبر الحوثيين الذين استمدوا قوتهم من ايران التي كانت تراقب تطورات الوضع الامني والسياسي باليمن عن كثب وتقوم بتغذية العنف فيه ولولا الحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين لتم احتكاك مباشر بين الرياض وطهران معتبرا اعلان مصر دخولها بالتحالف المذكور هو لتغطية تدخلها بالشئون الداخلية للسعودية زمن الملك الراحل عبد الله / رحمه الله /   وتأثير حليف عبد الفتاح السيسي ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد على السياسة السعودية والتحالف المصري الخليجي هو لحاجة مصر بتلك المنطقة .
السعودية رائدة العالم الاسلامي وبإمكانها إنهاء مأساة الشعب السوري بحرب تقودها بتحالف اسلامي شرط أن يكون حكام تلك الدول مخلصين لإسلامهم ، ضد بشار أسد ونظامه ، صحيح ان روسيا وايران تتربصان بالسعودية وتسعى للحيلولة دون قيام مثل هذا التحالف    الا ان اي حرب تقودها السعودية على  بشار اسد  لن ينتطح من أجله عنزان فقد عارضت طهران وموسكو وبكين ودول اخرى التدخل العسكري ضد ليبيا وضد صربيا وغيرها من الدول ولا تستطيع روسيا وايران مواجهة اي تحالف عسكري اسلامي ضد بشار اسد ، والخطر على منطقة الخليج العربي يكمن بعدم تأديب ايران وحشرها في الزاوية فهي مصدر الاضطرابات والعنف بمنطقة الشرق الاوسط وهي وراء تغذية تنظيم ما يُطلق عليه / الدولة الاسلامية / التي تعتبر طابور اسد وطهران بمنطقة الشرق الاوسط برمته على حسب رأي خبير الشرق الاوسط من معه روبرت بوش للدراسات الدولية جورج شتاين .
لا تستطيع السعودية بمفردها اعادة الهدوء الى اليمن والبحرين وانهاء مأساة الشعب السوري بمفردها وبدون تعاون مطلق مع الدوحة وأنقرة وبالتالي إعادة اللحمة بين دول الخليج العربي  وخاصة الامارات التي تسعى لفرض همينتها السياسية على الخليج العربي فتعاون الامارات مع القاهرة ضد محمد مرسي ووضعها جماعة الاخوان المسلمين بقائمة الارهاب  ساهم الى حد كبير ببلبلة سياسية واجتماعية تعيشها دول الخليج  حاليا والكرة بملعب الرياض التي يجب عليها إثبات مقدرتها على انهاء العنف باليمن وسوريا كملا انها بمقدرتها وضع حد للتأثير  الديني والسياسي الذي تملكه / الدولة الاسلامية / وذلك من خلال اعادة سياستها تجاه جماعة الاخوان المسلمين والحركات الاسلامية التي تعتبر اكثر انفتاحا على السياسة الدولية على حد راي خبيرة الاسلام بمعهد الاتحاد الاوروبي للدراسات الامنية  فلورنس جوب .