المانيا- نحو تقسيم سوريا وتركيا

كاتب ومفكر سياسي
برلين / ‏13‏/05‏/2017
أعلنت االإدارة الامريكية يوم الثلاثاء من 9 أيار /مايو الحالي انها تريد تسليح ما يُطلق بحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي يرأسه صالح مسلم بحجة دعمهم لمحاربة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / . هذا القرار كان وراء امتعاض الحكومة التركية التي ترى مثل ما يراه الكثيرون من خبراء منطقة الشرق الاوسط بالحزب المذكور ذراعا رئيسيا لنظام بشار اسد الذي يقاتل الشعب السوري . فالحزب المذكور الذي يرأسه صالح مسلم معروف بمواقفه تجاه ثورة الشعب السوري فالحزب يقف مع بشار اسد رجاء اذا ما تم إخماد الانتفاضة السورية موافقة نظام اسد على قيام دوبلة مستقلة للاكراد بالمناطق الاخلة بهم التي أطلقوا عليها اسم / روجوفا / وبالتالي فان تسليح الحزب المذكور تسليح لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الشعب التركي وحكومته .
فيرى خبير منطقة الشرق الاوسط يالجمعية الالمانية للسياسة الخارجية يوسف رار تسليح البيت الابيض لبعض اكراد سوريا من حزب الاتحاد الديموقراطي الذي يقوده صالح مسلم بمثابة من يصب الزيت على النار لإشعال الحرب في سوريا أكثر إضراما لما هي عليه الان الى جانب دعم خطط تقسيم سوريا وقيام دويلات جديدة بمنطقة الشرق الاوسط .
ويعرب رار عن تشاؤمه أزاء سياسة البيت الابيض تجاه الحرب في سوريا فحزب الاتحاد الديموقراطي يعتبر جناحا عسكريا لنظام سوريا ضد الشعب السوري وتابعا لحزب العمال الكردستاني الذي يعيش في حالة حرب مع تركيا مؤكدا خلو البيت الابيض ووزارة الدفاع الامريكية / البنتاغون / من خبراء شعوب منطقة الشرق الاوسط وطبيعتهم مشيرا بأن حصول أكراد سوريا على اسلحة متطورة دعم كبير لبشار اسد وايران وروسيا بحربهم ضد الشعب السوري وبالتالي تقسيم سوريا ، عدا عن ذلك فان البيت الابيض يثبت بسياسته الجديدة عدم مصداقيته الذي يؤكد الحفاظ على وحدة سوريا وشراكة استراتيجية مع تركيا .
ويعتبر تسليح البيت الابيض لاكراد حزب الاتحاد الديموقراطي تنفيذا لمخطط سايكس بيكو الذي من بنوده الرئيسية قيام دويلة للاكراد . وقد كاد هذا المخطط ان يشهد النور عندما تقاسمت فرنسا وبريطانيا منطقة الشرق الاوسط بينهما ، الا انه تم تأجيل ذلك ليقظة الاكراد من ذلك المخطط اذ رأى حكماء الاكراد بان قيام دويلة لهم يعني القضاء عليهم وعلى كيانهم . كما ان تسليح اكراد سوريا وتسليح جيش العراق / البيشمركيه / من قبل المانيا وبعض الدول الاوروبية مقدمة لدعم زعيم دويلة اكراد العراق مسعود بارزاني باعلان دويلة مسقلة له بالرغم من رفض ظاهر لاوروبا لطموحات بارزاني .
إعلان الادارة الامريكية تسليح اكراد صالح مسلم دليل ناصع بان العلاقات الامريكية التركية سيئة للغاية وبالتالي إشارة واضحة على ان الدبلوماسية التركية لم تعد قوية كما كانت قبيل المحاولة الانقلابية التي استهدفت تركيا في الخامس عشر من تموز / يوليو عام 2016 الماضي ، فالإدارة الامريكية لم تكن لتجرأ أن تُقدِم على هذه الخطوة لو لم تلمس ضعف الدولة التركية واستغلالها للانتقادات التي تتعرض لها من اوروبا ، فالعلاقات الاوروبية التركية متدهورة للغاية يمكن ان يسفر عنها قيام تحالف اوروبي امريكي حقيقي ضد تركيا الامر الذي يعني احتمال اعلان انقرة الغاء عضويتها من حلف شمال الاطلسي / الناتو / فهناك من يطالب بطرد انقرة من الحلف من بينهم قادة عسكريون سابقون كانوا يشغلون مناصب ادارة الخطط العسكرية للـ / ناتو / من بينهم قائد الجيش الالماني الالماني كلاوس ناومان الذي يرى بتركيا دولة اسلامية تشكل خطرا على اوروبا بالرغم من عضويتها الهامة بالحلف . ويحذر آخرون من بينهم استاذ علوم سياسة تاريخ الحروب والعلوم السياسية قائد الجيش الالماني السابق جيرهارد راينهاردت الذي يرى بعضوية تركيا بـ/ الناتو / دحض لتأكيدات اسلامية بان / الناتو / حلف صليبي حاثا الاوروبيين انهاء خلافاتهم مع تركيا معتبرا القرار الامريكي بتسليح اكراد سوريا اعلان حرب ضد تركيا وعلى اعضاء حلف شمال الأطلسي / الناتو / اقناع الادارة الامريكية بالعدول عن قرارها .
ربما يكون مؤتمر زعماء حلف شمال الاطلسي / الناتو / الذي سيعقدونه يوم 25 من أيار /مايو ببروكسل انهاء الخلاف بين انقرة وواشنطن والدول الاوروبية فمن المقرر أن تعقد قمة اوروبية تركية لانهاء الخلاف وربما تكون نتيجة المؤتمر ازدياد حدة التوتر .