الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- ندم بأوروبا لخسارتهم تركيا

المانيا- ندم بأوروبا لخسارتهم تركيا

16.06.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏15‏/06‏/2016
هناك شعور بالندم ملموس لدى بعض لسياسيين الاوروبيين جراء اساءتهم لتركيا وخاصة بعض البرلمان الالماني الذين شاركوا بالتصويت لصالح ادانة  الدولة العثمانية على تهجير وارتكاب مذابح ضد الارمن  زمن الحرب العالمية الاولى من خلال ادعاءات ارمنية وقوع مثل هذه المجاور . هذا التصويت الذي جرى في وقت سابق من حزيران / يونيو الحالي نجم عنه تدهور العلاقات الالمانية  التركية  وسحب انقرة سفيرها من برلين وتشكيك الرئيس التركي رجب الطيب اردوجان بالاتراك الاعضاء بالبرلمان الالماني ما اذا كانوا من اصول تركية من خلال اجراء فحوص دماءهم .
تدهور العلاقات الالمانية الاوروبية مع تركيا نجم عنها ايضا استقالة سفير الاتحاد الاوروبي بانقرة / الدبلوماسي الالماني / هانس يورج هابر الذي يعتبر سبب تدهور العلاقات الاوروبية التركية ، فقد وصف هابر الاتفاق الاوروبي التركي بشأن انهاء مسألة تدفق اللاجئين بانه اتفاق بين اذكياء واغبياء فالمثل السائر في المانيا يؤكد على غباء الاتراك وذكاء الالمان اما بالاتفاق فقد تبين ان الاتراك اذكياء والالمان والاوروبيين اغبياء وتركيا تريد استغلال اوروبا بالاتفاق المذكور .
المانيا والبرلمان الاوروبي اصبحا بالنسبة للاتراك عدوا رئيسيا فقد أبدى البرلمانين الالماني والاوروبي عن انيابهما بعداوتهما للاتراك جراء معارضة بعض اعضاء البرلمان الاوروبي بمقدمتهم رئيسه مارتين شولتس الغاء تأشيرة دخول الاتراك الى دول الاتحاد الاوروبي ما لم تنهي انقرة اجراءاتها العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني وتنهي سياسة رقابتها للصحافة / حسب ادعاءات صحافيين بذلك / وادانة البرلمان الالماني دلة الخلافة العثمانية بارتكابها مجازر ضد الارمن وتهجيرهم ، تلك الادانة التي لم تكن لتتم الا بتحريض من اعضاء بالبرلمان من اصول تركية اكثرهم ينتمون الى الطائفة العلوية والاكراد في مقدمتهم زعيم الخضر جين اوزدمير ، الذي اعترف بشكل غير مباشر بأخطاءه ضد الاتراك وانه نادم على ذلك اذ لم يتوقع ان يندم عن تشجيعه البرلمان بادانة الدولة العثمانية تدهور العلاقات وغضب الاتراك .
وهذا ما أكده مسئول شئون السياسة الخارجية وخبير الشرق الاوسط لدى كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين بالبرلمان الالماني نيليس آنين الذي أكد لراديو / اينفو / الاخباري الذي يذيع بثه من برلين بأن الاوروبيين بسياستهم التي ينتهجونها حيال تركيا قد فقدوا ثقتهم لدى الاتراك ، فالتأكيد التركي بان اوروبا لا تريد رؤية انقرة عضو ببروكسل بسبب اسلامية شعبها اصبح حديث الشارع التركي بشكل اكثر من ذي قبل وادانة البرلمان الالماني للدولة العثمانية يعتبر اجحافا وظلما فتهجير الارمن ومذابح تعرضوا لها لم تكن الدولة العثمانية المسئولة الوحيدة عن ذلك بل القيصريتين الالمانية والروسية ومعهما دولة هابسبورج  معربا عن أمله أن يبادر الاوروبيون في مقدمتهم الالمان بمصالحة تركيا قبل فوات الاوان .
اوروبا بحاجة الى تركيا وبدون جهود تلك الدولة فان اوروبا ستعيش في دوامة عنف وتدفق كثير للاجئين من جديد وستخسر اوروبا قيمتها التي تكمن بالتسامح وانها لا تحمل حقدا على الاسلام ولا يوجد فيها تمييزا دينيا . وهذا ما يؤكده استاذ علوم السياسة والتاريخ في جامعة هومبولدت البرلينية مانفريد فيبر الذي اعتبر تدهور العلاقات الالمانية الاوروبية مع تركيا من الاخطاء التي لن تعتفر للاوروبيين فهم يريدون ابقاء اتحادهم منتدى مسيحيا قحا ويريدون بذلك اثبات انفسهم بانهم وراء اي سبب للعداء بين الاسلام والمسيحية .
غضب الاتراك من البرلمان الالماني يكمن بغضبهم على شرفهم وشرف دولة الخلافة العثمانية الاسلامية التي كانت منذ بداية العصور الحديثة / بعض المؤرخين يجزمون بداية العصور الحديثة بفتح القسطنطينية ( استانبول ) وبعضهم باكتشاف امريكا وكلاهما تم بالقرن الخامس العشر / وحتى آخر أيام الخليفة السلطان عبد الحميد الثاني عام 1909 شوكة في عيون الاوروبيين وحلوقهم ، فادانة الدولة العثمانية بمذابح الارمن إدانة لجميع مسلمي العالم  علما ان المسلمين بارمينيا تعرضوا لمذابح فظيعة لا يريد التاريخ الحديث او اي من المورخين الحديث عنها .
ويؤكد استاذ مادة التاريخ الحديث كلاوس فيتمان انه اذا خسر الاوروبيون تركيا بشكل تام فان اضطرابات ستعاني منها اوروبا التي يوجد ببعض بلدانها اكثرية مسلمة مثل البوسنة والبانيا وغيرها وعلى الاوروبيين السعي لمصالحة انقرة قبل ان يفقدوا وجوههم .