الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- نزاع حول تسليح الاكراد واليزيديين

المانيا- نزاع حول تسليح الاكراد واليزيديين

16.08.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏14‏/08‏/14
يسود جو برلين السياسي  حاليا جراء ازدياد قوة ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية – داعش / في العراق الذين استولوا على بعض المدن العراقية بمقدمتها الموصل وأجزاء  في سوريا نزاع حول ارسال المانيا معدات عسكرية الى الاكراد من اجل حماية دويلتهم المعروفة باسم / كردستان العراق /  فالدستور الالماني يمنع ارسال معدات عسكرية المانية الى تلك الدول التي تعيش بحالة نزاع مع تنظيمات  مسلحة اخرى . وتحظى كردستان العراق ، باعتراف دولي لأنها تتمتع بحكم إداري ذاتي  الا انها تتبع العراق فلذلك لا يوجد لهذه الدويلة تمثيل مستقل لها بدول العالم ، أما وجود قنصليات فيها لبعض دول العالم  مثل المانيا هي من اجل تسهيل المعاملات الدبلوماسية وغيرها .
فوزيرة الدفاع الالمانية اورزولا فون در لاين ومعها اعضاء من كتلة المسيحيين يؤيدون مشاركة عسكرية لالمانيا باي عمل عسكري تقوم به الولايات المتحدة الامريكية ضد / داعش / لحماية النصارى والاقليات الدينية والعرقية بمناطق شمال العراق وخاصة الاكراد ، اذ ان كردستان العراق تعتبر حائلا دون تنامي قوة الاسلاميين وقد استطاعت حكومتها لجم قوتهم  ، ويرفض اعضاء من كتل الديموقراطيين الاشتراكيين والخضر والتحالف اليساري مشاركة عسكرية لألمانيا الى جانب الامريكيين ، فعضو شئون لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان عن كتلة الخضر وزير البيئة السابق يورجين تريتين الذي شغل هذه الحقيبة في حكومة سابقة للمستشار السابق جيرهارد شرودر أعلن ان سبب عدم مشاركة المانيا الولايات المتحدة الامريكية  الحرب ضد صدام حسين عام 2003 يعود الى أخذ برلين بعين الاعتبار فشل الحملة العسكرية لنها ستؤدي الى تصدع العراق وقد كان ، والمشاركة حاليا للتصدي لتنظيم / داعش / وحماية الاكراد وغيرهم سيؤدي ايضا الى تفتيت العراق بشكل اكثر من ذي قبل وسيلحق أضرار بمجاهدة الشعب السوري لنظام بلاده وانه من الافضل بذل جميع الجهود السياسية لدعم كردستان العراق والحكومة العراقية الجديدة فاذا ما استطاعت حكومة العراق الجديدة مشاركة جميع الاطباف السياسية في الحكومة فان تنظيم / داعش / سيضمحل .
الا أن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ، رأى بمقابلة مع المحطة الثانية من الرائي / التلفزيون / الالماني مساء يوم أمس الاربعاء 13 آب/اوجسطس ان مشاركة عسكرية لالمانيا الى جانب الامريكيين مرتبط باجتماع استثنائي لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي يعقدونه هذا الاسبوع بعد أن كان مقررا الاسبوع المقبل مشيرا انه اتفق على هذا الرأي مع نظيره الفرنسي لورنس فابيوس التي تريد بلاده المشاركة عسكريا ، وتقديم المانيا مساعدات عسكرية الى الاكراد من اجل حماية دويلتهم  وحماية الاقليات الدينية والعرقية مرتبط ايضا بما يقره البرلمان والهيئة الأمنية القومية الالمانية التي تبدي آراءها حول ارسال اسلحة الى دولة ما .
واعتبر نائب رئيس لجان شئون السياسة الخارجية ومسئول العلاقات الخارجية لدى كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين رولف موتسينيش ارسال اسلحة الى الاكراد وغيرهم تزكية  للحرب الاهلية في العراق موضحا لمحطة مذياع  / اينفو / الاخبارية البرليني انه بدل من ارسال اسلحة مشاركة عسكرية لتأمين وصول المساعدات الانسانية الى مناطق الشمال العراقي وبذل جميع الجهود السياسية المتاحة لاستقرار العراق فعدم ارسال الحكومة الالمانية اسلحة الى المقاومة السورية مثل الجيش الحر وارسالها الى العراق سيؤدي الى توسعة هوة الكراهية بين العرب والاكراد فالشعب السوري يرى برفض المانيا والنمسا تسليح المعارضة بالرغم من موافقة فرنسا وبعد الدول الاوروبية عندما الغى الاوروبيون قرار ارسال اسلحة الى سوريا في شهر ايار/مايو من عام 2013 ساهم الى ازدياد قوة رئيس نظام سوريا بشار اسد عسكريا كما ساهم الى حد بعيد ارتفاع الكراهية بين فئات الشعب السوري وانه من الافضل تريث الحكومة الالمانية بشأن ارسال معدات عسكرية الى الشمال العراقي .