الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- هل أخطأت تركيا بحربها ضد الكردستاني ؟

المانيا- هل أخطأت تركيا بحربها ضد الكردستاني ؟

15.08.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 13‏/08‏/2015
بالرغم من وعود الرئيس الامريكي باراك اوبما وادارته دعم الرئيس التركي رجب الطيب اردوجان وحكومته بالاجراءات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني وتنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / وتأكيد اوروبا دعمها انقرة ، الا أن الدعم الامريكي للعمل العسكري بقي رمزا فقط واوروبا تنظر الى ما يجري بالشرق التركي ضد / داعش / و / الكردستاني / بدون حراك .
ويعتقد رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين بندوة عن تطورات الوضع العسكري في تركيا هذا اليوم الخميس 13 آب /اوجسطس ان الحكومة التركية أخطأت بتصديق الادارة الامريكية دعمها المطلق بمحاربة / داعش / واجراءاتها العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني الامر الذي أوصل تركيا الى حافة خطر حرب اهلية يتحدث الكثير عن احتمال وقوعها اذا لم يبادر الرئيس التركي اردوجان ارسال رسالة ايجابية الى الاكراد تكمن بان اتفاقيات السلام بين حكومته والاكراد باقية وبالتالي تقديم توضيحات حول الاسباب المباشرة التي جعلت الجيش التركي يقوم باجراء عسكري ضد الحزب المذكور . واسيتعد روتجين الاجراء العسكري لخسارة  حزب العدالة والتنمية  الاغلبية المطلقة بالانتخابات البرلمانية التي جرت ببلاده في وقت سابق من هذا العام نتجت عن فوز حزب الشعوب الكردي بمقاعد ببرلمان تركيا وان الاجراء العسكري انتقاما ، مؤكدا ان تركيا تتمع  بحكم برلماني ديموقراطي واردوجان ومخعه رئيس وزراءه رئيس الحزب احمد داود اوغلو لن يرتكبا مغامرة فاشلة .
الا أن خبير منطقة الشرق الاوسط والارهاب في الأكاديمية  الاوروبية للدراسات الاستراتيجية  هانس اوتو تسيمرمان يرى ان السبب الرئيسي للاجراء العسكري التركي ضد الاكراد هو دعم الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي يقوده صالح مسلم لحزب العمال الكردستاني فهذا الحزب استطاع احراز انتصار كبير على / داعش / باخراجهم من الحسكة وجل ما يملكه العمل الكردستاني من أسلحة معدات عسكرية مصدرها الاتحاد الديموقراطي الكردي وايضا من قبل عناصر كردية بدويلة اكراد العراق الامر الذي كان وراء ارتفاع خطر عناصر حزب العمال على الامن بتركيا فاتفاقيات السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال كانت هشة اذ كان ولا يزال قادة حزب العمال ينتظرون مبادرة الحكومة التركية اطلاق سراح زعيمهم عبد الله اوجلان الذي يقبع بالسجن منذ اكثر من سبعة عشر عاما فهو لم يبث ببنت شفة ضد الاجرائات لعسكرية واعتداءات الاكراد على عناصر شرطة وجيش تركي علما انه كان الى زمن قريب قبيل بداء الاجراءات العسكرية يحث المتعاطفين معه على السلام مع الاتراك .
وعزا تسيمرمان دعم الادارة الامريكية للحكومة التركية  باجراءتها العسكرية هو من اجل سماح انقرة لواشنطن استخدام الاجواء التركية ضد / داعش / من اجل الابقاء على مصالح الولايات المتحدة الامريكية بمنطقة الشرق الاوسط .
ماذا جرى باقتراح تركيا اقامة مناطق آمنة تقع بين سوريا وتركيا حيث اللاجئين السوريين ؟ فبالرغم من دعم الادارة الامريكية للمقترح التركي الا انه لن يكون نافذا فتركيا ومعها السعودية وقطر وغيرهما من الدول التي تقف الى جانب الشعب السوري ضد نظام بشار أسد تطالب بدعم مطالب المعارضة السورية بحظر جوى فوق الاراضي المحررة من قبضة نظام دمشق هذا المطلب الذي لم تخذه الادارة الامريكية بجديدة وترفضه بحجة رفض موسكو التي هددت بالويل والثبور اذا ما تم قيام حظر جوي على غرار ما جرى في ليبيا . وواشنطن تعرف بان التهديد الروسي فقاعات هوائية وعرض عضلات الا انها بعدم موافقتها واداعاءاتها بان موسكو ستغضب هو تمويه فقط من اجل عدم تنفيذ اي مقترح لحماية الشعب السوري ودعم تركيا بحربها ضد / داعش / وحزب العمال الكردستاني على حد رأي خبير السياسة العسكرية بمعهد هيسين للدراسات السياسية هارالد مولر  ، الذي أكد ان أنقرة والسعودية تخطئان بمصداقية الولايات المتحدة الامريكية .