الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا - آراء حول ارهاب بروكسل

المانيا - آراء حول ارهاب بروكسل

24.03.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 23‏/03‏/2016
اجمعت أكثر الاراء حول العملية الاجرامية التي وقعت استهدفت مطار بروكسل الدولي ومحطة قطارات النفق / الميترو – قطار المدينة / التي وقعت يوم أمس الثلاثاء 22 آذار /مارس وراح ضحيتها اكثر من اربع وثلاثون شخصا واصابة اكثر من مائة شخص بجروح بانها حرب معلنة ضد المجتمعات الحرة ورسالة واضحة الى الرأي العام ضرورة التضامن لمواجهة التطرف اي تطرف سواءً اسلامي او عنصري . واعلنت الحكومة الالمانية تنكيس الاعلام الالمانية وحزن يستمر لمدة ثلاثة ايام على ضحايا الاعتداء الخسيس والجبان كما أعلنت رئاسة الشرطة الالمانية تشديد اجراءاتها الامنية بالمطارات ومحطات القطارات والنفق  للحماية الامنية وسط تأكيد من رئيس جهاز المخابرات الالمانية الداخلية التي تحمل اسم الدائرة الاتحادية لحماية الدستور والامن العام جورج ماسن احباط الشرطة الالمانية خلال عام 2015 والاسابيع الاولى من عام 2016 الحالي حوالي سبعة عشر محاولة لزعزعة الامن في المانيا الموضوعة في مراقبة الارهابيين الذين يتربصون الفرص لتنفيذ اعمال ارهابية .
لقد ساهمت حوادث بروكسل الاخيرة مساعدة الاحزاب القومية في المانيا ولا سيما الحزب البديل لالمانيا الذي اصبح قوة لا يستهان بها في هذا البلد باستغلالها الحادثة الاخيرة بنشر دعايات مناهضة للاسلام بشكل اكثر من ذي قبل . فقد دعت عضوة البرلمان الاوروبي عن هذا الحزب بيئاتيه فون شتورش الى دعم مرشح الرئاسة الاميركية عن الجمهورين دونالد ترومب الذي أعلن مرات عديدة عداءه للمسلمين ومنعهم من دخول امريكا ، مشيرة ان اوروبا يجب ان تخلو من المسلمين .
والمسلمون هم ضحايا الارهاب ، فالاعتداء على مركز التجارة الدولي في نيويورك والهجوم على وزارة الدفاع الامريكية / البنتاجون / المعروفة بحوادث 11 أيلول / سبتمبر 2001  اسفرت عن احتلال العراق وافغانستان ومقتل اكثر من مليون مسلم  ، كما نجم عن الاعتداءات الارهابية التي وقعت في لندن ومدريد وباريس اتهام الاسلام بالارهاب باكثر من ذي قبل وحرمان الكثير من المسلمين من الحصول على عمل ويكفي ان يكون المقدم للعمل يحمل اسما اسلاميا . الارهاب لا يعرف دينا ويخلو من الانسانية  بتأكيد من مسئولي الدول الاسلامية في مقدمتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ، فالعمليات الارهابية التي شهدتها المملكة العربية السعودية الى جانب منطقة كلس واستانبول وانقرة  بتركيا دليل واضح ان الارهابيين لا يأبهون للقيم الانسانية كما ان الاعمال الارهابية هذه رسالة واضحة الى الرأي العام الدولي ضرورة بذل الجهود لمكافحة الارهاب ليس بالعمل العسكري فحسب بل بالسياسة والتوجيه وما شابه ذلك.
واكدت بعض الصحف الالمانية بتعاليقها هذا اليوم الاربعاء 23 آذار/مارس ان الارهاب يجب محاربته بلا هوادة قبل ان ينتصر على الاستقرار الامني .
فصحيفة / فرانكفورتر الجماينه تسايتونغ – فرانكفورت العامة / رأت بالارهاب استهداف بنى الديموقراطية والحرية التحتية واداة فعالة لاشعال حرب بين الثقافات فتنظيم ما يُطلق عليه بـ/ الدولة الاسلامية / اساء لجميع المعتقدات والاديان وعلى المجتمع الدولي وضع حد لجرائم الارهاب .
وتساءلت صحيفة الـ / الهاندلسبلات – التجارة/ التص تصدر بمدينة دوسلدورف ما اذا كانت اوروبا ستخرج سالمة من الاعمال الارهابية التي وقعت ببروكسل  وتستهدف الامن في كل مكان ، في باريس ومدريد ولندن وغيرها في اوروبا ، واوروبا لا يمكنها القضاء على الارهاب الا بتضامن دولها مع بعضها البعض ولا يمكن دولها القضاء على الارهاب بمفردهم فالضرورة ملحة للتعاون مع المسلمين للقضاء على الارهاب .
ورأت صحيفة /زود دويتشيه تسايتونغ – صحيفة جنوب المانيا / التي تصدر في ميونيخ ، ضرورة ان تتعلم اوروبا من تاريخ الارهاب الذي عصف بالمانيا وايطاليا في السبعينات حتى اواسط التسعينات من قبل الجيش الاحمر الالماني والالوية الحمراء الايطالية فاوروبا استطاعت القضاء على الارهاب من خلال سياسة انفتاح على المجتمع وبإمكانها القضاء على ارهاب / تنظيم الدولة الاسلامية / بمد يدها الى المسلمين من خلال عدم اتهامهم بالوقوف وراء الارهاب وبذلك فانتصار المجتمع الحر  على الارهاب يعتبر سهلا .
واكدت صحيفة  / تاجيسشبيغل – مرآة اليوم / التي تصدر بالعاصمة برلين قوة استراتيجية الارهاب ويده الطويلة الذي يريد زعزعة الثقة بالمسلمين وبعد الهوة وتعميق الفجوة بين المسلمين وغير المسلمين في اوروبا والعالم الاسلامي ولذلك فالحيلولة ضد وقوع حرب بين الثقافات تتطلب الجهود الجبارة بدحض الشبهات حول الاسلام كدين يدعو الى الارهاب والتأكيد على انه دين سلام وحرية واذا لم تساهم السياسة والمجتمع بدحض هذه الشبهات فان شعور المسلمين  بالاضطهاد سيزاد باضطراد على حد رأي هذه الصحف .