الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا - الحرب ضد نظام سوريا ضرورة ملحة

المانيا - الحرب ضد نظام سوريا ضرورة ملحة

23.11.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 22‏/11‏/2015
ساهمت تطورات الازمات التي تشهدها اوروبا حاليا من تدفق اللاجئين والاعتداءات الارهابية التي شهدتها باريس وبروز قوة ما يطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / اضافة الى استعادة الطالبان منطقة قندوس وما تبع ذلك من اعمال عسكرية للجيش الافغاني لاستعادة قندوس بمساعدة الجيش الامريكي مرة أخرى الى جانب هجوم لعناصر اسلامية على فندق بعاصمة مالي باماكو ومقتل عدد لا يعرف من المحتجزين وغير ذلك من تطورات الواقع الامني في اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا تغييرات على سياسة الحكومة الالمانية الدفاعية والاستراتيجية .
فوزيرة الدفاع الالمانية اورزولا فون دِر لاين تريد التخفيف عن الفرنسيين في مالي وذلك باضفاء عناصر على الفرقة الالمانية التي تشارك بانزال عسكري في مالي ضمن فرق الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة العسكرية ومشاركة فعالة للفرقة العسكرية الالمانية بمحاربة الميليشيات الاسلامية التي تريد  السيطرة على مالي من جديد حتى تتفرغ القوات العسكرية الفرنسية لمحاربة / داعش / فالفرقة العسكرية الالمانية التي يصل عدد قوامها حاليا الى حوالي 320 جنديا تقتصر مهامهم الاشراف على وقف اطلاق النار ووصول المساعدات الانسانية الى اللاجئين وغيرهم اضفاء حوالي 280 جنديا للمشاركة بشكل فعال بالحرب ضد الميليشيات الاسلامية .
اقتراح الوزيرة هذه يلقى دعما من وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير من المقرر أن يناقشه البرلمان الالماني  خلال الايام القليلة المقبلة ، كما يريد البرلمان الالماني مناقشة آراء وزيرة الدفاع فون در لاين توسعة مهام الفرقة العسكرية الالمانية التي تقوم على تدريب أكراد العراق / البيشمركه / على السلاح بمشاركة فعلية لالمانيا بالحرب ضد / داعش / وهو ما أكدته اثناء اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الاوروبي يوم الثلاثاء من 17 تشرين ثان / نوفمبر وهو ما يرفضه وزير الخارجية شتاينماير الذي يؤكد بان العمل العسكري وحده ضد تنظيم / الدولة / لن يساهم بانهاء هذا التنظيم وسيؤدي الى إفشال الجهود السياسية التي تبذل لانهاء الحرب في سوريا بينما يؤيد سياسيون آخرون متعاطفون مع الاكراد ومعتنقي الديانة اليزيدية مشاركة عسكرية فعالة لالمانيا ضد / داعش/ بزحف بري وغير ذلك.
ويناقش البرلمان الالماني أيضا خلال الايام القليلة المقبلة قرار الحكومة الالمانية التمديد لفرقتها العسكرية في افغانستان لمدة عام آخر تنتهي نهاية عام 2016 المقبل فالفرقة العسكرية   التي يصل عدد قوام عناصرها الى حوالي 850 جنديا  تقتصر مهامها على تدريب عناصر بالجيش الافغاني وحماية موظفي هيئات الاغاثة والتنمية الذين يشرفون على بناء بنى افغانستان التحتية ، الا ان كسب الطالبان قوة ودماء جديدة جعل من الحكومة الالمانية وخبراء السياسة الاستراتيجية الدفاعية  يرون ابقاء الفرقة العسكرية  بافغانستان الى اجل غير مسمى ومشاركة الفرقة بشكل فعال بالحرب ضد الطالبان مع زيادة عدد عناصر الفرقة الالمانية بل ويرى القائد السابق للجيش الالماني هارالد كويات ضرورة عودة الفرق العسكرية الدولية الى افغانستان من جديد لوضع حد لنشاط الطالبان .
وعلى صعيد وضع حد لتدفق اللاجئين ، واعادة لاجئين أفغان الى بلادهم ووقف تدفق اللاجئين السوريين ، فمن المقرر أن يتم تنفيذ خطة عسكرية تكمن بانشاء معسكر للاجئين الافغان في افغانستان تحت اشراف فرق عسكرية تابعة لمنظمة الامم المتحدة واعادة اللاجئين الافغان الى بلادهم ووضعهم في ذلك المعسكر ، كما ان مقترحات ومطالب الحكومة التركية بوضع مناطق عازلة تقع بين تركيا وسوريا لحماية اللاجئين واعادة لاجئين سوريين الى تلك المناطق يلقى ترحيبا كبيرا لدى السياسة والدفاع في المانيا والاتحاد الاوروبي  كما اتفقت المستشارة انجيلا ميركيل والمستشار النمساوي فيرنر فايمان أثناء اجتماعهما الاخير ببرلين يوم الخميس من 19 الشهر الجاري بانشاء معسكر كبير بتركيا للاجئين السوريين باتفاق مع انقرة يشرف عليه الامم المتحدة وحلف شمال الاطلسي / الناتو / لحماتيتهم من اي اعتداء من قبل النظام السوري .
ويرى وزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشر ومعه سياسيون آخرون من اوروبا بان تطورات الحرب في سوريا الناجم عن التدخل الروسي بشكل رسمي لحماية نظام بشار اسد وقيام الطائرات العسكرية الروسية بفتك الشعب السوري   بدعم كبير من ايران يتطلب سياسة عسكرية جديدة تكمن بتدخل عسكري اسلامي دولي ضد النظام السوري فالوضع شبيه تماما بالحرب التي وقعت بين صربيا والكوسوفو  فروسيا ساعدت ودعمت الصرب ضد الكوسوفو ، وعندما رفضت صربيا الوساطات الاوروبية والدولية كان لا بد من الحرب عليها وعلى المجتمع الدولي اعلان الحرب ضد نظام سوريا ، وروسيا وايران لن تستطيعا محاربة العالم أجمع .