الرئيسة \  تقارير  \  المانيا - تناقضات بالربيع العربي

المانيا - تناقضات بالربيع العربي

01.05.2013
هيثم عياش


برلين /‏30‏/04‏/13
تعتبر مسألة التغييرات السياسية التي طرأت على بلدان الشمال الافريقي ومعهم اليمن وحاليا كفاح الشعب السوري لنيل حريته حديث الساعة في اوروبا وخاصة في المانيا . فبالرغم من ان الحكومة الالمانية ساهمت الى حد كبير بمساعدة الفلسطينيين ببناء القواعد التحتية لدولة فلسطينية مستقلة منشودة من المزمع قيامها الى جانب الكيان الصهيوني على ارض فلسطين الا انها رفضت حصول فلسطين على عضوية منظمة الامم المتحدة ورفضت الادلاء بصوتها حصول فلسطين على مقعد مراقب بالمنظمة الدولية كما بصراحة انضمام الدولة المنشودة المذكورة  الى منظمة الثقافة والعلوم / اليونيسكو / التابعة للامم المتحدة بحجج واهية اذ ان الانضمام لن يفيد قضية السلام ، كما ساهمت برلين بدعم مطالب شعوب مصر وليبيا  الا انها امتنعت اثناء عضويتها بمجلس الامن الدولي بين عامي 2010 و 2012 الادلاء بصوتها عندما قرر مجلس الامن الدولي فرض حظر طيران فوق ليبيا الا انها ساهمت بمنع تقسيم اليمن بمؤتمر دعت اليه اطراف النزاع اليمني ببرلين وراء ابواب مؤصدة الا ان وزرة الخارجية سمحت للـ / محرر / المشاركة وذلك في عام 2011 . وبالرغم من تقديم مساعداتها الانسانية  للاجئين السوريين واعلنت سحب اعترافها من نظام سوريا الا ان حكومة المستشارة انجيلا ميركيل لا تزال ترفض تسليح المعارضة السورية بحجة قلقها على احتراق منطقة الشرق الاوسط . وتختلف سياسة المسيحيين الليبراليين الاحرار / الفيدراليين / عن سياسة الاشتراكيين الخضر ، فالحكومة الحالية تعتبر نفسها حكومة سلام اما حكومة الاشتراكيين الخضر التي قادها المستشار السابق جيرهارد شرودر ترى انه لا يفل الحديد الا الحديد وآخر الدواء الكي .
وبالرغم من قوة المانيا الاقتصادية  من بين دول الاتحاد الاوروبي  وتأثيرها سياسيا على الاتحاد الا ان هناك تفاوت بالاراء حول ما يطلق عليه بـ / الربيع العربي / وذلك من خلال مؤتمر دعت اليه الجمعية الالمانية للصداقة مع الشرق الاوسط هذه الجمعية التي  تضم متعاطفين مع الكيان الصهيوني  من سياسيين المان ومفكرين عرب يعتبرون بنظر هذه الجمعية منفتحين على السياسة الدولية ويؤكدون حماية الكيان الصهيوني  من السياسيين الجدد في كل من مصر وتونس وليبيا واستلام  سياسيين جدد حكم سوريا بعد القضاء على رئيس نظام سوريا  بشار اسد .
نتج عن ما يحدث في مصر وتونس وليبيا حاليا من قلاقل سياسية وأمنية ظهور تكهنات بفشل / الربيع العربي / الا ان هناك من يقوم بدحض تلك الاراء .
فالمصري حامد عبد الصمد الذي أعلن بكتاب وضعه منذ عامين وداعه من الاسلام ان التغيير السياسي بمصر  لم يؤدي الى ارساء الحريات العامة فالاخوان المسلمين ومعهم السلفيين واصحاب الاتجاهات الاسلامية الاخرى لا يريدون هذه الحرية والديموقراطية / سلطة الشعب / بتلك الدولة لم تر النور في ظل حكم الاسلاميين مطالبا اوروبا بمد مساعداتها للشعب المصري حتى يحقق آماله بالحرية .
وزير خارجية اللوكسبمورج جان اسيلبورن نفى فشل الربيع العربي معتبرا ما حققه شعوب تلك الدول خطوات ايجابية الى الامام وعلى اوروبا قبول الامر الواقع نجاح الاسلاميين بحكم بلادهم وتقديم المساعدات المعنوية  وغيرها لشعوب تلك الدول من أجل بناء بلادهم تحت القيادات الجديدة مؤكدا تأييده لآراء مدير معهد الصحافة في جامعة القاهرة سليمان صالح الذي أكد ان حرية اختيار الشعوب من  اتفاقيات حقوق الانسان وشعوب شمال افريقيا التي انتخبت الاسلاميين لحكم بلادهم بعد مرحلة من الكبت والقضاء على الفكر الاسلامي يجب على الغرب اذا ما أراد الابقاء على علاقاتهم مع تلك الدول قبول آراء تلك الشعوب واللجوء الى الحوار المباشر مع الاسلاميين بدل الحوار ضدهم فالعلاقات الاوروبية الاسلامية العربية لا تعتبر حديثة بل هي قديمة للغاية على حد رأي وزير خارجية اللوكسبورج الذي أعرب عن إعجابه بالجهود التي يبذلها الرئيس المصري لتنظيم امور بلاده بالرغم من الصعوبات . وأكد اسيلبورن ان الشعب السوري سينتصر  على طاغيته بشار اسد في نهاية الامر بالرغم من خيبة امل كبيرة لذلك الشعب من الغرب الا انه أعلن بأن الغرب سيذعن بتدخل عسري مباشر وغير مباشر الى جانب الشعب السوري اذ ان التقارير التي تشير الى استخادم بشار اسد اسلحة كيمياوية ضد شعبه لها نتائجها الوخيمة على ذلك النظام .
خبيرة شئون الشرق الاوسط بمعهد السياسة والعلوم البرليني مورييل أسيبورج  رأت عدم استقرار مصر وتونس وليبيا سياسيا الى عملاء للغرب من شعوب تلك الدول اذ انهم يثيرون الفتن بين الحين والاخر حول قدرة حكوماتهم بتنظيم امور الدولة وارساء الحريات العامة فيها  مشيرة ان الانظمة السابقة حكمت بلادها بيد من حديد اما الآن فنشطاء المجتمع المدني وحقوق الانسان يساهمون بشكل فعال ارساء الحريات العامة رغم انف دعاة الاستغراب متطرقة الى الوضع في سوريا معتبرة عدم ايجابيات الغرب مع الشعب السوري يعود الى خوف الغرب من الاسلام علما ان الاسلام يضمن الحريات العامة والمعتقدات ولم يرغم المسلمون احدا على اعتناق دينهم بالقوة كما ان المسلمين يعتبرون اكثر انفتاحا على الثقافات الاخرى وعلى الغرب اعطاء الحظ للدماء الجديدة بتدبير شئون بلادهم.
الراهب الفلسطيني ميتري رحاب يؤكد على تعايش سليم واندماج قوي بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين وبلاد الشام الاخرى وتهديدات بشار اسد بانه اذا ما رحل عن السلطة فان سوريا ستنقسم وستتعرض الى الانهيار انما هو تهديد وابراز عضلات فقد اعلن معمر القذافي قبله بان القاعدة وراء انتفاضة شعبه ثم اعلن للغرب انه سيتعاون مع القاعدة كتهديد للغرب من ذلك البعبع المختفي الذي لا يعرف عنه احد سوى تكهنات بوجود هذا التنظيم الذي لم يعد له وجود منذ التدخل الامريكي بافغانستان وعلى الغرب مساعدة السوريين وعدم المبلاة بتهديد أسد .
واعتبر مندوب الاوروبيين عن  الشرق الاوسط  اندرياس راينيكيه  ان شعوب مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن استعادت كرامتها  من جديد بانتفاضاتها على حكوماتها مؤكدا ان تطورات ما تشهده المنطقة أثبتت استقرار السعودية سياسيا وامنيا جراء حكمة قادتها بادارة البلاد ومراعاة شعوبها مؤكدا ان الطريق لارساء الحريات العامة والنهوض بالاقتصاد بتلك الدول اصبح قصيرا للغاية وعلى الغرب الحوار وعدم الاستماع الى الاشاعات على حد أقوالهم .