الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا - لا دعم " ناتو" حقيقي لتركيا

المانيا - لا دعم " ناتو" حقيقي لتركيا

30.07.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏29‏/07‏/2015
ناقش سفراء الدول العضوة بحلف شمال الاطلسي / الناتو / يوم أمس الثلاثاء 28 تموز / يوليو الاجراءات العسكرية التي تقوم بها تركيا حاليا ضد معاقل ما يُطق عليه بـ / الدولة الاسلامية / وحزب العمال الكردستاني وانتهى اجتماعهم بدون أي قرار حاسم يكمن مشاركة الحلف الاعمال العسكرية مع تركيا ضد التنظيمين المذكورين اللهم الا دعما معنويا . فحلف شمال الاطلسي / الناتو / لا يريد مشاركة الاتراك بقصف معاقل / داعش / في سوريا والعراق بل دعمه يقتصر داخل الاراضي التركية والدفاع عنها من اي هجوم للنظام السوري على تركيا . أما مشاركة انقرة باعمهالها العسكرية ضد معاقل حزب العمال الكردستاني فهو مرفوض تماما .
فقد أكدت وزيرة الدفاع الالمانية اورزولا فون دِرُ لاين على عامش مؤتمر صحافي عقدته أثناء تواجدها في مالي ومابلة مع المحطة الثانية من الرائي / التلفزيون الالماني / يوم أمس الثلاثاء 28 تموز / يوليو ان الاعمال العسكرية ضد الكردستاني سيضر بدفاع أكراد العراق عن دويلتهم ويساهم أيضا بتوسعة العنف بمنطقة الشرق الاوسط ولا سيما بالمناطق الحدودية بين العراق وسوريا وتركيا حيث يوجد بها معاقل الاكراد مطالبة انقرة بوقف اعمالها العسكرية ضد التنظيم المذكور وبذل الجهود وتكريسها بمحاربة / داعش / مشيرة بالوقت نفسه الى بقاء الفرقة العسكرية الالمانية على الحدود التركية السورية ضمن فرق عسكرية للـ / ناتو / تراقب عناصر النظام السوري مستعدة للدفاع عن تركيا اذا ما تعرضت اراضيها لهجوم من قبل النظام السوري مضيفة انها طالبت وزير الدفاع التركي  بانهاء الاجراءات العسكرية ضد العمال الكردستاني والسعي لضبط النفس والتمسك باتفاقية السلام بين انقرة والاكراد .
وحول عدم مشاركة / الناتو / باي عمل عسكري مباشر ضد / داعش / واحجامه عن مهاجمة أكراد حزب العمال الكردستاني عزا مسئول البرلمان الالماني عن ملف الجيش الالماني  رئيس لجان شئون السياسة الدفاعية بالبرلمان هانس بيتر بارتيلس ان / الناتو / لن يتدخل في سوريا لأنه لا يريد التوغل في رمال تلك الدولة المتحركة والحارقة اذ لا يريد الحرب على جبهات متعددة فالوضع في سوريا والعراق يختلف تماما عن مشاركة / الناتو / في افغانستان فتلك الدولة كان بها تنظيمات معروفة ولم تكن تعيش في حرب اهلية مثل سوريا والعراق والمشاركة ضد العمال الكردستاني لا يشمل الدفاع عن تركيا فتلك مسألة داخلية مستبعدا تشجيع الولايات المتحدة الامريكية تركيا بالمضي قدما باعمال العسكرية ضد الحزب المذكور وتأكيد واشنطن دعمها لانقرة بعملها العسكري ضد  عناصر الحزب المذكور فقاعات هوائية لا اكثر لان واشنطن لا تريد عدو جديد لها والخلاف بين انقرة وحزب العمل الكردستاني قابل لانهاءه عبر الحوار السياسي .
وعزا ناطق شئون السياسة الدفاعية لدى كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين راينر ارنولد عدم مشاركة / الناتو / باعمال عسكرية ضد الكردستاني الى شراكة الاكراد بالعراق وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي يقوده صالح مسلم الاستراتيجية بالحرب ضد ضد / داعش / فاذا ما شارك / الناتو / بالاجراءات العسكرية ضد عناصر الحزب المذكور فانه سيفقد تلك الشراكة وسينجم عنها معاداة الاكراد للـ / ناتو / وعلى تركيا التركيز على محاربة / داعش / وبدعم من / الناتو / ولكن داخل الاراضي التركية معتبرا تدخل عسكري بري ضد التنظيم المذكور داخل الاراضي السورية غير محتمل واذا ما تم فتدخل سريع وخروج سريع ايضا اذ ان هناك دول مثل ايران وروسيا تدافع عن نظام سوريا وتدعمه ولا يريد / الناتو / مواجهة روسيا عسكريا حاليا كما لا يريد إغاظة ايران اذ سينجم عن ذلك الغاء اتفاقيات التوصل الى انهاء ملف ايران النووي سلميا على حد أقولهم .
وعلى الصعيد نفسه فقدعزت عضوة لجان شئون السياسة الخارجية لدى كتلة التحالف اليساري / الشيوعي / بالبرلمان الالماني سفيم داجدلين من أصل تركي تنتمي الى الطائفة النصيرية واحدى اعضاء البرلمان الالماني من كتلة اليساريين المتعاطفين مع النظام السوري / الاجراءات العسكرية التي ينفذها الجيش التركي ضد تنظيم حزب العمال الكردستاني  الى جهود تبذلها الحكومة التركية إرغام حلف شمال الاطلسي المشاركة بالحرب ضد النظام السوري معربة عن اقتناعها استجابة / الناتو / للطب التركي ودعم الرئيس التركي رجب الطيب اردوجان  انهاء النظام السوري بالقوة العسكرية ودعم اردوجان ببسط نفوذ تركيا على العالم الاسلامي .
وأشارت داجدلين بندوة صحافية دعت اليها بالعاصمة برلين هذا اليوم الاربعاء 29 تموز / يوليو وجود مخاوف وحالة عصبية شديدة  لدى الشعب التركي باحتمال وقوع حرب اهلية جديدة ببلادهم  جراء العمل العسكري ضد حزب العمال الكردستاني وتدفق اللاجئين السوريين الى تركيا مشيرة أن اسباب استمرار العنف في سوريا يعود الى دعم الحكومة التركية للسوريين الذين يعارضون نظام بلادهم الذي يعتبر وجوده هام لاستقرار منطقة الشرق الاوسط واذا ما تم انهيار ذلك النظام فان المنطقة المذكورة برمتها  ستعيش في حالة عنف دائمة لن تنتهي على مدى جيل او جيلين مطالبة الراي العام في هذا البلد بذل جهود لارغام الحكومة التركية وقف الاعمال العسكرية ضد الاكراد الذين يحاربون مع البشمركه / جيش اكراد العراق / تنظيما بربريا يتخذ من الاسلام مظلة له وها هي الحكومة التركية وربما يشاركها / الناتو / بضرب العمال والبيشمركيه ايضا  مضيفة ان اكثر السياسيين في المانيا وفي مقدمتهم رئيس كتلة المسيحيين الديموقراطيين فولكر كاودر يعارضون الاجراءات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني ويطالبون بتسليحه لمساعدته محاربة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / الذي يعتبر الخطر الاكبر على الامن والسلام بمنطقة الشرق الاوسط برمته واوروبا أيضا مطالبة بالوقت نفسه الحكومة الالمانية السعي لدى الاوروبيين بحذف حزب العمال الكردستاني من لائحة تنظيمات الارهاب الدولية . 
ورأت داجدلين ضرورة مشاركة نظام بشار اسد  وايران التحالف الدولي ضد / داعش / لمحاربة اذ سيساهم مشاركتهما بتحقيق انتصارات على الارض ضد ذلك التنظيم وعودة الشعرية لنظام اسد ضرورة ملحة لاعادة الهدوء الى سوريا والعراق والشرق الاوسط برمته على حد قولها .
ويعود الرفض الى رفض الدول الاوروبية الى جانب الادارة الامريكية  لدعمهم ومساندتهم دويلة الاكراد في العراق  فقد كانت هذه الدويلة منذ القضاء على نظام صدام حسين عام 2003 والى ما قبيل ظهور قوة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / ردءا للاوروبيين والامريكيين بمراقبتهم تطورات منطقة الشرق الاوسط ودعم للاكراد بالمناطق التي تفصل سوريا وتركيا عن العراق وبالمناطق التي تفصل العراق عن إيران والاهلة  بهم لتحقيق طموحاتهم بقيام دولة كبرى للاكراد وِفق سياسة تقسيم منطقة الشرق الاوسط الى دويلات جديدة .