الرئيسة \  تقارير  \  المانيا - ما وراء قصف الصهاينة لسوريا؟

المانيا - ما وراء قصف الصهاينة لسوريا؟

06.05.2013
هيثم عياش


برلين /‏05‏/05‏/13
قام طيران جيش الكيان الصهيوني مرتين وخلال ثلاثة ايام بضرب مواقع عسكرية في سوريا لم تحدد الاماكن المستهدفة بشكل دقيق بعد ، فالنظام السوري التزم الصمت حول ذلك القصف الذي كشفته الادارة الامريكية واقر الكيان الصهيوني على فعلته زاعما على لسان ناطق وزارة دفاع  الكيان المذكور بان طائرات الصهاينة قصفت مكانا كان حزب الله اللبناني قد نقل فيه اسلحة الى النظام السوري .
لقد اثبتت تطورات الوضع في سوريا بأن كلا من الكيان الصهيوني وايران ومعها عملاؤها من حزب الله اللبناني يقفون الى جانب رئيس نظام سوريا بشار اسد ، فالكيان الصهيوني يخشى من وقوع سوريا بقبضة الاسلاميين  مثل خشية الغرب وايران وقع ذلك البلد الذي يجاهد شعبه منذ عام 2011 لنيل حريته وكرامته من جديد بعد أن أغلق اسد جميع ابواب الحوار السياسي والاستجابة لمطالب الشعب الذي كان يريد من رئيسهم الاصلاح السياسي فقط اضافة الى اطلاق جميع السجناء السياسيين وارساء الحريات العامة ، فالرئيس السوري كان قد أكد قبيل بدء انتفاضة شعبه وأثناء انتفاضة الشعب الليبي ضد الطاغوت / الديكتاتور/ معمر القذافي وبعيد انتهاء نظامي تونس ومصر السابقين انه على غير عجلة بانتهاج اصلاحات ببلاده . ومنذ بدء انتفاضة الشعب السوري وممارسة قواته البطش والقتل وارتكاب المجازر ضد الشعب اضافة الى سياسة الارض المحروقة وتفريغ قرى آهلة بمسلمي اهل السنة والجماعة اكد ولا يزال يؤكد على سياسة القتل مستمدا قوته من ايران وحزب الله ودعم روسيا والصين ودول اخرى بالعالم لسياسته .
ويؤكد معهد العلوم والسياسة  البرليني ان اسد نقل النزاع ببلده الى العراق ولبنان كما نقل العراقيون واللبنانيون نزاعاتهم الى سوريا أي ان حربا بالوكالة بين اهل السنة والشيعة تقع على ارض ذلك البلد وبالتالي حرب بين المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج ضد ايران فالسعودية تحمل لواء الدفاع عن المسلمين بينما تتطلع ايران الى قيادة الشيعة بالعالم وتشييع شعوبا مسلم محسوبة على اهل السنة والجماعة ، بينما ينفي وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه ومعه خبراء منطقة الشرق الاوسط اي رب بالوكالة في ذلك البلد  وانتفاضة الشعب السوري انتفاضة شعب يريد استرجاع كرامته .
ويعزو خبير شئون الشرق الاوسط في معهد هيسين للدراسات الاستراتيجية وبحوث النزاعات هارالد مولر قيام الصهاينة بقصف مواقع في سوريا الى خشية الصهاينة من اسلامية سوريا مثل ما حصل في مصر وتونس وليبيا  باستلام الاسلاميون  حكم بلادهم فدماء جديدة تسري حاليا في شرايين الامة الاسلامية الامر الذي يعني ان تهديدا حقيقيا يحيق بوجود هذا الكيان فسياسيو ذلك الكيان يؤكدون ان الخطر الحقيقي لوجود كيانهم من الاسلاميين وليس من الانظمة الاشتراكية والعلمانية وتلك الاحزاب التي تنادي بالقومية العربية وغيرها فتلك الانظمة تعتبر احد نواة حماية الكيان الصهيوني على ارض فلسطين والاسلاميون هم الخطر الحقيقي اذ يتطلعون الى تحرير الاقصى وفلسطين من البحر حتى النهر واذا ما استطاعوا تنظيم امور بلادهم فهناك محور اسلامي سيمتد من سوريا الى شمال افريقيا . ويرى مولر ان انهاء النزاع في سوريا والحيلولة دون احتراق منطقة الشرق الاوسط  باتفاق دولي بين الغرب والدول الاسلامية يكمن ارسال الدول الاسلامية في مقدمتها السعودية وقطر وتركيا فرقا عسكرية لوقف المذابح التي يتعرض لها الشعب السوري واي تدخل عسكري من قبل امريكا واوروبا سيؤدي الى الاحتكاك المباشر مع روسيا التي تدافع عن مصالحها في سوريا.
أثبت تدخل حزب الله وايران في سوريا الى جانب اسد الحقد الدفين الموجود في صدور الشيعة ضد اهل السنة فقد بذلت ايران جهودها لتشييع سوريا فلما استطاعت ان تلمس ذلك بشكل يقيني قام عملاؤها باغاظة اهل السنة فهدموا ضريح شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية وحاولوا طمس قبر صلاح الدين الايوبي الذي يقع الى جانب المسجد الاموي ولسان حالهم يقول مثل ما قال الجنرال غورو الفرنسي عندما دخل دمشق عام 1918 وقام برفس قبر صلاح الدين بقدمه قائلا / ها قد عدنا صلاح الدين / وهدمهم ضريح ابن تيمية لموقفه من الشيعة وذلك على حسب راي استاذ علوم الاستشراق في جامعة هومبولدت البرلينية  فولفجانغ شفانيتس وافعالهم هذه التي اقترفوها بدمشق إغاظة للسعودية ومسلمي سوريا والعالم فنهاية اسد يعني بداية النهاية  لحكومة الملالي الايرانية .
ويعرب خبير منطقة الشرق الاوسط اودو شتيابنباخ عن أسفه لما يحدث في سوريا امام صمت الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية التي تعتقد بنفسها اصدقاء للشعب السوري من خلال المؤتمرات التي تعقد بين الحين والاخر فلو انهم كانوا بحق اصدقاء لذلك الشعب لمدوا يديهم يمساعدته منذ بدء انتفاضته مؤكدا انهم اعداءا وليسوا باصدقاء .
وحول خطاب رئيس حزب الله اللبناني الاخير حسن نصر الله الذي أعلن بان لسوريا اصدقاء حقيقيون لن يدعوا الشعب السوري عرضة للمهالك فهو صادق اذ ان السعودية وقطر وتركيا وغيرها من الدول الاسلامية ساهمت بمد يد العون للشعب السوري منذ اليوم الاول لانتفاضته وهو اي حسن نصر الله وايران وروسيا والصين وغيرها الاعداء الحقيقيون لذلك الشعب واعلانه بان من يحارب النظام السوري  هم التكفيريون فقد صدق ايضا فاهل السنة والجماعة  يكفرون باللات والعزى ومناة الثالثة الاولى ولا يؤمنون بعبدة النار من الزرادشتية ولا يؤمنون بالمزدكية التي تدعو الى الاباحة المطلقة والمانوية التي تعتقد بالحلول وكلها من عقائد الشيعة على حسب رأي استاذة مادة الاستشراق في جامعة برلين الحرة زابينه شميدكيه .