الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا - ولنا رأي يمؤتمر باريس - أوروبا وأسد وطهران وراء دعم داعش

المانيا - ولنا رأي يمؤتمر باريس - أوروبا وأسد وطهران وراء دعم داعش

17.09.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏16‏/09‏/14
استطاع تنظيم ما يُطلق عليه / الدولة الاسلامية – داعش /هذا التنظيم الاجرامي بث الرعب في اوروبا وامريكا وبعض الدول الاسلامية العربية كما ساهم أيضا ومنذ اقترافه الجرائم بذبح ضحاياه من الغربيين أن يعيد الشجاعة الى الغرب من جديد لمواجهته من خلال حشد الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وغيرهما تضامنا اسلاميا عربيا لمواجهة هذا التنظيم . فمؤتمر باريس حول العراق الذي شاركت فيه يوم أمس الاثنين 15 أيلول / سبتمبر 26 دولة اضافة الى منظمات دولية مثل الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وغيرها أثبت خوف وقلق الغرب والدول الاسلامية العربية من هذا التنظيم الذي لم يخرج الا من عباءة الولايات المتحدة الامريكية وايران ونظام سوريا وبالتالي خرج من عباءة أخطاء اوروبا التي ارتكبتها تجاه الشعب السوري .
فوزير الخارجية الالماني السابق جويدو فيسترفيليه الذي أعلن إثر الغاء الاتحاد الاوروبي قرار حظر تسليح المعارضة السورية ، رفضه تسليح المعارضة السورية بحجة قلقه من احتراق منطقة الشرق الاوسط بكامله معلنا وقتها بأن هدف الاسلاميين بعد دمشق من قبضة بشار اسد تحرير القدس بينما عمدت النمسا سحب فرقتها العسكرية التي تشارك قوات دولية لحفظ السلام في الجولان احتجاجا على قرار الاوروبيين الذين بالرغم من قرار الغاء تسليح المعارضة السورية لم يرسلوا قطعة واحدة من السلاح الى المعارضة المذكورة حتى الولايات المتحدة الامريكية التي كانت تعد المعارضة بالكرم والدعم خذلت الشعب السوري . هذه الاخطاء تجاه انتفاضة الشعب السور كانت وراء كسب / داعش / قوة معنوية ومادية وعسكرية ، استطاع ذلك التنظيم وذلك جراء انظار اوروبا وامريكا الى اوكرانيا الانقضاض على الموصل ومدن عراقية وسورية اخرى واصبح سيد الموقف بتلك المناطق .
ومن خلال ندوة حول خطر التنظيم دعا اليها معهد فريدريش ايبرت للدراسات والمساعدات الدولية مساء يوم أمس الاثنين 15 ايلول/ سبتمبر بالعاصمة برلين حول تقييم مؤتمر باريس أجمع المشاركون بالندوة مسئولية الغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية على ما آلت اليه الاوضاع الامنية والسياسية والاجتماعية في سوريا والعراق وأكدوا ان بشار أسد ونظامه يعتبران لب المشكلة وانهاء تنظيم / داعش / يكمن بإنهاء نظام اسد في جميع السبل المتاحة .
وبالرغم من إجماع الاشادة لموقف السعودية ودول الخليج الاخرى رفضهم مشاركة ايران وممثل عن نظام الطاغوت الذي يقبع في دمشق بمؤتمر باريس واستياء العراق لعدم دعوة طهران المشاركة بالمؤتمر وبالتالي الاجماع على محاربة / داعش / بلا هوادة ، أعلن رئيس اساقفة الكاثوليك في سوريا اسقف مدينة حلب انطونيو عودو عن رفض الكنيسة الكاثوليكية بتصريح لوكالة الانباء المسيحية الكاثوليكية الالمانية رفض كنيسته تحليق طائرات امريكية وغيرها فوق الاجواء السورية لضرب معاقل /داعش / دون اذن رسمي من سلطات النظام السوري معتبرا تحليق تلك الطائرات اعتداءا على الشرعية السورية وأراضيها مطالبا الغرب بمحاورة بشار أسد لأنه ضد الارهاب مؤكدا دعم نصارى سوريا والعراق لاسد وحكومة العبادي لأن النظامين المذكورين يحميان النصارى والاقليات الدينية والعرقية الاخرى نافيا عنصريتهما معلنا ان حلب اصبحت الان تحت سيطرة النظام السوري من جديد مطالبا المانيا ومعها الولايات المتحدة الامريكية واوروبا توسعة حربهم / داعش / ليشمل المعارضة السورية التي وصفها بالتطرف ووراء مأساة الشعب السوري .
الولايات المتحدة الامريكية بالرغم من اعلانها الحرب ضد / داعش / وراء قيام هذا التنظيم فالدول التي شاركت واشنطن باحتلال العراق تركت ذلك البلد يعاني من جروح من الصعب ضمدها فهي استضعفت طائفة على طائفة من الشعب العراقي ووراء عنصرية حكومة المالكي وزرع الكراهية بين العرب والاكراد ووراء دعم بشار أسد باستباحة دماء الشعب السوري ودعم وملالي طهران بتدخلها في دول الخليج العربي حسب تأكيد لوزير الدولة بالخارجية الالمانية سابقا ورئيس لجان العلاقات الالمانية العربية بالبرلمان الالماني ومسئول الحزب الديموقراطي الاشتراكي عن الشرق الاوسط كريستوف تسوبيل ، الذي عزا اقاويله هذه حول دعم واشنطن لأطماع ايران بالخليج العربي وسوريا الى التقارب الامريكي الغربي مع طهران دون الاخذ بعين الاعتبار آراء دول الخليج العربي .
الحرب ضد / داعش/ قد تستمر لاكثر من عشر سنوات مثل حرب الغرب ضد الطالبان المستمرة منذ اربعة عشرة عاما ويمكن انهاء الحرب ضد / داعش / خلال ايام وسويعات قليلة اذا ما أعلن المجتمع الدولي عزمه الاطاحة بنظام بشار اسد .