الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المفاوضات لن تجدي.. وإبعاد الأسد بالقوة هو الحل

المفاوضات لن تجدي.. وإبعاد الأسد بالقوة هو الحل

17.03.2014
الوطن السعودية


الاحد 16/3/2014
لم يأت الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون أمس بجديد حين قال: "إن العملية السياسية بشأن سورية في أزمة"، أما دعوته لموسكو وواشنطن للتدخل لاستئناف المفاوضات بين النظام والمعارضة، فلن تنفع مع تعنت النظام السوري ودعم روسيا غير المحدود له، فمسارات المفاوضات باتت معروفة وهي مراوغات النظام كي يستمر أطول فترة ممكنة، وإصرار المعارضة على الحكومة الانتقالية، والأرجح أن ذلك لن يحدث على المدى المنظور لأسباب متعددة.
فالروس لن يقبلوا، لأن تراجع النظام وقبوله بتسوية سياسية يعني أن روسيا كانت مخطئة في دعمه، وكل تصريحات مسؤوليها من بداية الأحداث تطابق تصريحات المسؤولين السوريين، وليس أولها الحديث المبكر من الأيام الأولى للثورة عن الجماعات الإرهابية، وليس آخرها تغاضي الروس عن مقررات "جنيف1" وتأييدهم للنظام السوري في مفاوضات "جنيف2" بمناقشة ملف الإرهاب قبل غيره.
إلى ذلك، فإن تراجع النظام السوري عن مواقفه يؤكد أنه كان على باطل طيلة السنوات الثلاث التي انقضت من عمر الثورة، مما يعني أن رأس النظام ورموزه معرضون لمواجهة محكمة الجنايات الدولية، أي أن قبولهم بتسوية سياسية يؤدي لتسليمهم أنفسهم للعدالة، وهذا ما لن يحدث أيضاً.
بناء عليه، فإن حديث بشار الأسد عن عزمه على الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة ليس مجرد جس نبض، بل هو ينوي ذلك ولا خيار أمامه سواه، ليثبت أنه كان يدافع عن الشعب وأمن الدولة واستقرارها، وليس هو سبب ما جرى من قتل ودمار. ويستمر بالمراوغة لعله يخمد الثورة، ويومها لكل حادثة حديث.
يؤكد ما سبق التعليق غير المهذب أول من أمس لوزير الإعلام السوري على تصريحات المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي، الذي قال الخميس الماضي، إنه إذا جرت انتخابات، فالمعارضة لن تعود مهتمة على الأرجح بالتفاوض مع الحكومة. ليتضح من التعليق أن أي تصريح لا يخدم النظام السوري يخرج أركانه عن طورهم فيسيئون بالألفاظ مستندين على دعم روسيا، وإلا فما معنى أن يقول وزير الإعلام السوري، "إن الإبراهيمي وربما بسبب تقدم العمر نسي أنه فقط وسيط دولي للمفاوضات".
مختصر الكلام أن الحل الوحيد للأزمة السورية إبعاد الأسد بالقوة عن الحكم، فالمفاوضات غير مجدية ما لم تتوقف روسيا عن دعمه.