الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المبعوث الأممي إلى سورية.. هل يختلف عن سابقيه؟

المبعوث الأممي إلى سورية.. هل يختلف عن سابقيه؟

11.11.2014
الوطن السعودية



الاثنين 10-11-2014
لأن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا يعرف مثل سابقيه من المبعوثين أن أي مقترح يطرح على النظام السوري لا بد وأن يمر أولا عبر موسكو وطهران؛ فقد زار كلتا العاصمتين لمناقشة خطة لإنهاء الأزمة السورية، ووصل أمس إلى دمشق لطرح ما استجد لديه على النظام السوري.
وفيما يتعلق بالخطة التي قيل إن ميستورا قدمها لمجلس الأمن الدولي، وتتضمن إيقاف القتال في عدة مناطق من أجل إدخال مساعدات إنسانية، ويفترض أن يمهد الإيقاف كذلك لإجراء مفاوضات سلام بين الأطراف المتنازعة؛ فإن المسألة ليست بهذه البساطة، فنتائج المفاوضات التي عقدت في جنيف 1 تملص منها النظام السوري رغم قبوله حينها بتشكيل حكومة انتقالية، ومفاوضات جنيف 2 كانت فضيحة للنظام السوري بكل المقاييس، سواء على مستوى التصريحات أو عدم التجاوب؛ مما أدى إلى عدم وجود نتائج، ليكتشف الجميع أن لعبة المفاوضات ليست إلا وسيلة لكسب الزمن لدى نظام بشار.
كذلك فإن موضوع المساعدات الإنسانية طرح أكثر من مرة في مجلس الأمن، وكان يواجه دائما بممانعة روسية، وعند الموافقة يكون النص خجولا وغير ملزم، مما يتيح للنظام السوري التمادي في ممارساته التي جعلت الوضع يتدهور أكثر ليظهر تنظيم "داعش" وغيره من مجموعات إرهابية لا تهدف إلا لتقوية ذاتها في ظل الفوضى التي تسبب بها النظام.
من الجيد أن يسعى المبعوث الأممي وغيره للعمل لإنهاء الحرب في سورية، غير أن ذلك يجب أن يكون مدروسا بعناية، ومرتكزا على حيثيات الأزمة، ومن ثم تداعياتها والأسباب التي قادت الوضع إلى هذه الدرجة من السوء، وفي مقدمة ذلك تعنت رأس النظام السوري وإصراره على الحل العسكري في بداية المظاهرات رغم جميع النداءات الداخلية والخارجية، لذلك فإن بداية الحل -وقد طرحت الوطن ذلك من قبل- تكمن في نقطة واحدة هي ابتعاد الأسد عن الحكم بأي طريقة كانت، وبعد ذلك يلتف الشعب السوري بفئاته المدنية والعسكرية الموالية والمعارضة حول حكومة تعمل للخلاص من الجماعات الإرهابية وتحرير المدن والأرياف منها.
فإن كان ستيفان دي ميستورا قادرا على طرح تلك الفكرة على النظام السوري الذي طالما رفضها؛ فليفعل، وإلا فإن الأزمة ستستمر بكل ما يصاحبها من قتل ودمار.