الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المتوسط مرأب للبوارج الأميركية والروسية ويتحوّل مسرحاً للصواريخ في أيام

المتوسط مرأب للبوارج الأميركية والروسية ويتحوّل مسرحاً للصواريخ في أيام

07.09.2013
خليل فليحان


النهار
5/9/2013
أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان انه ضد الضربة الاميركية لسوريا، وكذلك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ولم يؤيد أي من الزعماء السياسيين، حتى المعارضين للنظام السوري تلك الضربة. ورأى سفراء غربيون معتمدون لدى لبنان في معرض ردهم على أسئلة طرحتها "النهار" عليهم، أن التلاقي على رفض الضربة يستوجب تحصين لبنان من أي انعكاسات سلبية يمكن أن تنشأ في حال القصف الصاروخي الاميركي لسوريا، لكن ما ينقص ذلك التحصين هو استئناف الحوار بين أركانه. ونُقل عنهم خشيتهم أن تكون خريطة الطريق التي طرحها الرئيس نبيه بري لاستئناف الحوار لا تلقى الصدى.
واعترفوا بأنهم لم يتلقوا بعد معلومات عن موعد مباشرة تلك الضربة، غير أنهم طلبوا منهم اتخاذ احتياطات اضافية بالنسبة الى تنقل الرعايا الموجودين في لبنان أو اللبنانيين الحاملين لهويات الدول التي ينتمون اليها، من أجل حمايتهم من أي اعتداء عليهم بسيارة مفخخة أو بعبوة ناسفة تزرع على قارعة طريق يمرون عليها. الا انهم أكدوا أن روسيا غير مستعدة للرد العسكري على الضربة الأميركية – الفرنسية، ومع ذلك رأوا أن الخطر يبقى جاثماً، ويكمن في حال نفّذت إيران تهديداتها بالرد وحليفيها في المنطقة على إسرائيل، لأنه من الناحية التقنية لا تملك إيران وسوريا وآخرون يدورون في فلكهما أي أسلحة تعطّل الصواريخ، ووقتئذ فالضربة التي حرص الرئيس الأميركي باراك أوباما على أن يصفها بأنها محدودة ستكون أوسع مما تصورها فتدخل الدولة العملاقة ومن يساندها في حرب مع قوى إقليمية، مما يجعل ردها قاسياً وسريعاً وفي مدى زمني قد لا يبقى محدوداً، وفي هذه الحال ستتأذى البلاد في أكثر من منطقة، وهذا ما حدا بالرئيس سليمان على أن ينبّه الى خطورة الانخراط في أي قتال مع بدء الضربة الأميركية، وأن الرئيس بري ليس بعيداً عن موقفه، والمهم من لديه القدرة على التدخل في المواجهة العسكرية، إذا تطورت من ضربة من البحر وعن بُعد الى ضرب أقرب، وهذا ما سيؤدي الى حركة نزوح لا يستسيغها أي لبناني مهما بلغت محبته وتأييده للنظام السوري.
وأوحوا أن تجميع أصوات التأييد حول طلب أوباما من الكونغرس في الطريق الى الاكتمال وتأمين نسبة معينة من القبول، مما يعطي أوباما الزخم للبدء بالضربة. وقللوا من أهمية مواقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي وصفوها بأنها ترمي الى تصحيح العلاقة مع نظيره الاميركي قبيل وصوله الى اجتماع القمة الصناعية في سان بطرسبرج اليوم الخميس وغداً الجمعة، ولا سيما بعدما تبيّن له أن سيد البيت الأبيض لن يعقد معه خلوة على هامش تلك القمة. ووصفوا المواقف الروسية طوال يوم أمس بأنها أكاديمية، كالخلاصة التي توصّل إليها بوتين عندما قال إن أي ضربة أميركية من دون قرار من مجلس الأمن تعتبر عدواناً، على الرغم من أنه قال صباح أمس إنه إذا ثبت أن قوات النظام استعملت الكيميائي فهو سيصوّت ضدها. ولاحظوا أن الخارجية الروسية أصدرت أكثر من بيان ركّزت فيه على أن السلاح الذي استعمل في الغوطة تنتج مثله المعارضة، أو أن الهجوم على سوريا سيؤدي الى آثار "إشعاعية كارثية"، إضافة الى الاعلان عن إبحار غواصة روسية لاستعمالها في الأعمال الحربية.
ولفتوا الى أن الجديد أمس هو تهديد أطلقه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى كل من الأردن وتركيا بالرد على أي إطلاق نار يصدر عنهما. وشبهوا المتوسط بأنه تحوّل الى مرأب للبوارج الأميركية والروسية والفرنسية، وخلال الاسبوع المقبل سيكون مسرحاً لإطلاق الصواريخ على سوريا، فهل ستطلق الأخيرة صواريخها في اتجاه إسرائيل أيضاً؟