الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المجتمع الدولي بين مجازر مصر ومجازر سورية

المجتمع الدولي بين مجازر مصر ومجازر سورية

28.08.2013
خيرة نايلي



القدس العربي
الثلاثاء 27/8/2013
إن خسارة الأمة العربية الإسلامية لكبيرة بفقدانها أكثر من 1300شهيدا في هجمة واحدة باستخدام السلاح الكيماوي بريف دمشق، أودت بحياة أطفال ونساء ورجال من المدنيين. لكن الإنسان الفطن المتابع للأوضاع في الوطن العربي تتبادر إلى ذهنه عدة تساؤلات .
هل النظام السوري لديه هذه القوة العسكرية؟ ولديه صواريخ كيماوية؟ وإذا كانت لديه لماذا لم يستعملها قبلا؟ فالعدو في ساحة المعركة يستعمل كل قوته .
لماذا استخدام هذه القوة المفرطة المحرمة دوليا في وجود لجنة خبراء دوليين؟
لماذا اختيار هذا التوقيت بالذات؟ ومباشرة بعد المجازر التي شهدناها في مصر؟
من هنا يتوصل المتسائل إلى أن هذا الحدث المروع للمجتمع الدولي بأكمله، قد يصرف انتباهه من الأحدث في مصر إلى التركيز على سورية وما يحدث فيها، وبالتالي تشتيت انتباه المجتمع الدولي والدول المعارضة للانقلاب العسكري المصري، وخشية تأثيرها في قرارات مجلس الأمن الدولي في حال استمرار المجازر ضد المتظاهرين .
من خلال هذه المستجدات يستطيع السيسي إضافة المزيد من الضحايا إلى القائمة، والقضاء بأسلوب دهاء شيئا فشيئا على الإسلاميين وهذه من أولويات إسرائيل. فقتل واحد من الجماعات الإسلامية يساوي 100 شخص من غيره في نظرهم، والمدقق في الأمر يلاحظ أن تصريحات وزير خارجية السعودية ودعوته لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن وأخذ قرار حازم في مجزرة ريف دمشق، واستخدام الكيماوي فيها، بالمقابل لم يلق بالا للآلاف الذين أبيدوا على يد السيسي في مصر، ويحاول تهوين الأعداد التي سقطت ويسعى دبلوماسيا في عدة دول لاسترضائها، في محاولة منه لإقناع الفاعلين فيها بالصمت على ما يحدث أو كسبه للتأييد أو على الأقل الحياد.
من مقارنة الموقفين لما يحدث في مصر وما حدث في سورية نصل إلى أن الفاعل واحد، اسرائيل ودائما تجد من يغطي عنها، وتسعى من وراء شنها لهجوم سورية وبهذه الفظاعة إلى تشتيت وتحويل الانتباه الدولي من مصر إلى سورية وتترك مساحة لمخططها بالتنفيذ في مصر، لأنها القلب النابض للأمة العربية والإسلامية. بسبب موقعها الجغرافي المجاور لإسرائيل وامتلاكها لسيناء مطمع ضروري لإسرائيل ومحاذاتها لنهر النيل، وإمكاناتها البشرية الهائلة والتي تخيفها وتجعلها تخشى على إسرائيل منها. ووصول الجماعات الإسلامية للحكم يشكل خطرا عليها، وبالتالي إسقاطهم وإبادتهم من أولويات الاسرائيليين وحلفائهم في المنطقة، وإضعاف مصر يسهل عليها تنفيذ مخططاتها وهي التوسع في المنطقة وإقامة الدولة العبرية المنشودة وعاصمتها القدس ورمزها 17.