الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المجتمع الدولي وكارثة اللاجئين

المجتمع الدولي وكارثة اللاجئين

04.02.2015
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية



البيان
الثلاثاء 3-2-2015   
زيارة المخيمات والمستوطنات غير الرسمية، تظهر لنا المكان الذي يستميت اللاجئون العراقيون والسوريون المشردون للحصول فيه على ملاذ آمن من القتال، الذي أحدث أضراراً كبيرة بمناطقهم. وعلى امتداد ما يقرب من أربع سنوات من الحرب، شرد نصف سكان سوريا تقريباً البالغ عددهم 23 مليون نسمة.
وداخل العراق نفسه، فر أكثر من مليوني شخص من الصراع والإرهاب الذي شنته الجماعات المتطرفة. وقد شهد أولئك اللاجئون والنازحون وحشية لا توصف، إذ ترك أطفالهم المدارس، وهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، ومحاصرون بالعنف من كل جانب. ومن بإمكانه إلقاء اللوم عليهم لتفكيرهم بأن واشنطن قد تخلت عنهم؟
ولا يجري سوى تقديم جزء بسيط فقط من المساعدات الإنسانية التي يحتاجون إليها. ولم يكن هناك أي تقدم بشأن إنهاء الحرب في سوريا منذ انهيار مؤتمر جنيف قبل 12 شهراً. سوريا مازالت تشتعل، وقد عصف القتال بمناطق في العراق، وأغلق العديد من الدول المجاورة أبوابها في وجوه هؤلاء اللاجئين، لذا لا مكان يتجهون إليه.
 لقد استوعبت تلك الدول أقصى حدودها، فاللاجئون السوريون، حالياً، يشكلون نحو 10% من سكان الأردن، وفي لبنان يشكلون ربع عدد السكان، وفي سورياً نفسها يحتاج اللاجئون للطعام والمأوى والملبس والتعليم والرعاية الصحية والعمل، وهذا يعني توفر عدد أقل من الموارد للسكان المحليين.
الحقيقة الواضحة تتمثل في أنه لا يمكن لواشنطن أن تغض الطرف عن هذه الأزمة، فعندما تم إنشاء وكالة الأمم المتحدة للاجئين بعد الحرب العالمية الثانية، كان يقصد بها مساعدة الناس على العودة لمنازلهم بعد الصراع. ولم يتم إنشاؤها لتوفير الغذاء، عاماً بعد عام، للذين يحتمل عدم عودتهم لبلدانهم، الذين سيولد أطفالهم من دون جنسية، والذين قد لا ترى بلدانهم السلام.
ينبغي تقديم معونات أكثر بكثير، لمساعدة الدول المجاورة لسوريا على تحمل العبء الصعب جداً الذي يشكله وجود ملايين اللاجئين. وعلى البلدان خارج المنطقة توفير ملاذ للاجئين الأكثر ضعفاً، ممن هم بحاجة لإعادة التوطين. والأهم من ذلك، أن على المجتمع الدولي ككل إيجاد طريقة للتوصل إلى تسوية سلمية، إذ إن الدفاع عن القيم في المنازل، وفي الصحف والمؤسسات الأميركية غير كافٍ