الرئيسة \  تقارير  \  المجلس الأطلسي: هل ستنجح القوى الغربية في درء الهجوم الروسي على أوكرانيا؟

المجلس الأطلسي: هل ستنجح القوى الغربية في درء الهجوم الروسي على أوكرانيا؟

24.02.2022
مصر اليوم


مصر اليوم
الاربعاء 23/2/2022
تثبت الأدلة الراهنة وفي مقدمتها حشد القوات الروسية قبالة الحدود الأوكرانية بما لا يدع مجالًا للشك أن روسيا مستعدة لشنّ أكبر عمل عسكري يشهده العالم منذ عام 1945.
 التهديدات الغربية ذات الصلة بفرض عقوبات سياسية أو اقتصادية، والدفع بقوات "الناتو" على الجبهة الشرقية، لن تكون سلاحًا رادعًا لثني "بوتين" عن المضي قدمًا نحو غزو أوكرانيا.
سلط المجلس الأطلسى الضوء على الملفات المُدرجة على جدول أعمال مؤتمر "ميونخ" للأمن، والذي عُقد بمدينة "ميونخ" الألمانية في الفترة بين 18 و20 فبراير الجاري، وفي مقدمتها الأزمة الأوكرانية المحتدمة، وذلك مع تعاظم التوقعات التي تشير إلى أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بصدد شنّ هجوم عسكري على الأراضي الأوكرانية في غضون أيام أو ساعات، بالإضافة إلى مناقشة سُبل تعزيز العلاقات عبر الأطلسي، مشيرًا إلى أن مؤتمر هذا العام يكتسب زخمًا خاصًا؛ نظرًا لأن حلفاء "الناتو" وشركاؤهم لم يتطرَّقوا إلى التعاون في تصميم العقوبات، وتعزيز الخطط العسكرية المشتركة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية منذ نهاية الحرب الباردة.
وأشار إلى أن التصعيد الروسي في أوكرانيا يؤول بصفة رئيسة إلى مساعي الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لاستعادة الإرث السوفيتي، أو ما أسماه "روس القديمة" في مقال نشره حول أوكرانيا العام الماضي، والذي أكّد فيه أن استعادة السيطرة على الجمهوريات السوفيتية السابقة، لا سيَّما أوكرانيا وبيلاروسيا، أمر غير قابل للتفاوض، وذلك بعد حوالي 22 عامًا من توليه زمام السلطة في روسيا، الأمر الذي من شأنه تخليد اسمه وترسيخ مكانته في التاريخ الروسي.
وفيما يخص احتمالات اندلاع حرب في أوكرانيا، يعتقد أن الأدلة الراهنة، وفي مقدمتها حشد القوات الروسية قبالة الحدود الأوكرانية ومحاولات تطويقها، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن روسيا مستعدة لشنّ أكبر عمل عسكري يشهده العالم منذ عام 1945.
وبالنسبة للقوات الروسية الموجودة قبالة الحدود الأوكرانية، أفاد أن المسؤولين الأمريكيين دحضوا مزاعم "بوتين" ذات الصلة بانسحاب القوات الروسية؛ حيث أكَّد السفير الأمريكي الموفد لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا "مايكل كاربنتر"، أن "موسكو" تنشر حاليًّا ما بين 169 ألفًا و190 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية وفي شبة جزيرة القرم، وهو ما يتجاوز عدد القوات التي أشارت إليها تقديرات حلفاء الولايات المتحدة، في 30 يناير 2022، والتي أفادت أن القوات الروسية يبلغ قوامها 100 ألف جندي.
من جانبه، صرَّح الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، في 17 فبراير الجاري، بأن المؤشرات الراهنة كافة تُشير إلى أن روسيا بصدد شنّ هجوم عسكري على أوكرانيا، مرجِّحًا أن هذا الأمر سيحدث خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأفاد أن مستقبل أوروبا مرهون بسُبل الاستجابة الغربية لمساعي "بوتين" في الثأر لهزيمة بلاده في الحرب الباردة، واستعادة الإرث السوفيتي بالقوة عبر التصعيد في أوكرانيا، وفي هذا الشأن، تُشير جملة من التقديرات إلى أن التهديدات الغربية ذات الصلة بفرض عقوبات سياسية أو اقتصادية، والدفع بقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" على الجبهة الشرقية في حال إقدام روسيا على غزو أوكرانيا، لن تكون سلاحًا رادعًا لثني "بوتين" عن المضي قدمًا نحو غزو أوكرانيا والقيام بواجبه التاريخي في استعادة إرث الإمبراطورية السوفيتية مجددًا.
وختامًا، يستبعد سيناريو تراجع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" عن غزو أوكرانيا، ولكن ما يزال بإمكان القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إحباط مساعيه، وتَكْبيده خسائر فادحة في القوات والأموال، ومن ثمّ هزيمته في هذه الحرب.