الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المذهبية البغيضة تلوح في الأفق اللبناني

المذهبية البغيضة تلوح في الأفق اللبناني

27.11.2013
د. سلطان عبد العزيز العنقري


المدينة
الثلاثاء 26-11-2013
المذهبية البغيضة تلوح في الأفق اللبنانيقلتُ في مقال سابق إن استقالة الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي، وتحويلها إلى حكومة تصريف أعمال أظهرت نوايا حزب الله، وقد حذرت من تلك النوايا في حينه، وما حذرت منه وقع بالفعل. هل شاهدتم في الدنيا حزبًا في بلد ديمقراطي يملك مقاتلين وأسلحة ويُرسل مقاتلين إلى سوريا بدون موافقة برلمان أو حكومة بلاده على الأقل، وكأنه دولة داخل دولة؟! هذا ما حصل بالفعل في لبنان.. حيث إن حزب الله يدعم نظامًا فاشيًّا دمَّر لبنان واحتله، ونهب ثرواته، وصال وجال بمخابراته وفرق اغتيالاته، ومع ذلك يقف بجانبه ضد شعبه؟! هل رأيتم حزبًا من الأحزاب اللبنانية ينفرد بإعلان الحرب والسلام دون الرجوع إلى البرلمان أو الحكومة على الأقل؟! هل يريد حسن نصر الله أن يعلّمنا أنه وحرسه الثوري الإيراني هو الحاكم الفعلي للبنان، ومن يخرج عن حكمه وتبعيته -مسيحيًّا كان، أو درزيًّا، أو سنيًّا، أو غير ذلك- فإن الاغتيالات والويل والثبور له بالمرصاد؟! يقول السيد نصر الله إنه يمقت المذهبية؟! وهذا كذب لأنه يتنافى مع أفعاله في لبنان وسوريا، ويقول أيضًا في يوم عاشوراء إن مقاتليه باقون في لبنان لدعم مقاومة وصمود النظام العلوي في سوريا. ويقول كذلك إنه يحترم الديمقراطية وصندوق الانتخابات وهو يرسل مقاتليه وشبيحته دون أخذ موافقة لا من برلمان، ولا من حكومة؟! ويشهر سلاحه على كل من يريد ممارسة الديمقراطية في لبنان من خلال مجموعة عملاء مرتزقة قتلة ينفذون أجندات إيرانية فارسية في المنطقة. ألم يوحِ بأفعاله وممارساته وعمالته كأنه حوّل لبنان إلى دولة تابعة للفرس في طهران باسم المذهبية البغيضة؟! أليس حسن نصر الله يأخذ أوامره من طهران، ويحاول الزج بلبنان في أتون حرب أهلية تلوح في الأفق -وهذا ما لا نتمناه- فإن أول الخاسرين هو حسن نصر الله وحزبه، وكذلك شيعة لبنان بشكلٍ عام؟! فهو عندما يقول: إن مقاتليه في سوريا باقون لمحاربة الإرهاب، فإنه يعلم أن سقوط نظام البعث العفن في سوريا سوف يُسقطه ويطيح به لا محالة، ولن تقوم له قائمة لا هو ولا أسياده (إمبراطورية الملالي والآيات في إيران العميلة للغرب، والورقة الرابحة له) حتى تنجز المهمة، ثم يتم التخلص منها مثلما حصل مع شاه إيران السابق، وصدام، والقذافي، وغيرهم ممّن دفعوا ثمن لعب أدوار تخدم الغرب ولا تخدم أوطانهم. الغرب ليس له صديق، صديقه الوحيد هي مصالحه التي يريد الحصول عليها بأي ثمن، حتى لو كان على حساب من ضحّوا بحياتهم لخدمته.
مشكلة أكثر العرب أنهم لا يعتبرون ولا يتعظون لأنهم لا يقرأون التاريخ. الغرب يحترمك عندما لا تكون معوّل هدم لوطنك بخيانتك له، ولا يحترمك بل يتخلص منك عندما تحترق ورقتك الرابحة. بالأمس القريب تفجيرات في بيروت أودت بحياة أبرياء لا ذنب لهم، والسبب الرئيس هو حسن نصر الله شخصيًّا الذي يريد أن يشعل المنطقة بغطرسته وارتمائه في حضن أسياده الآيات والملالي في إيران، فهو من قال: إنه يفتخر بأنه ينتمي إلى ما يُسمَّى بولاية الفقيه في إيران وهو لبناني؟! أين الولاء للأوطان يا سيد نصر الله؟! فهو عندما يذكر سيّده المرشد الأعلى في طهران "خامئني" يقول "دام ظله"، ونضيف له ودراهمه، وباللبناني و"مصاريه"، التي جعلت منه يكتنز لحمًا ويطبق شحمًا. تفجيرات بيروت سوف تستمر -وهو ما لا نتمناه- طالما أن حسن نصر الله أشعل بأفعاله المشينة فتنة المذهبية البغيضة في لبنان وسوريا وغيرها من البلدان العربية بدعمه للنظام العلوي في سوريا، والخاسر الجميع، ويجب على عقلاء الشيعة في لبنان أن يردعوا من لديه جنون العظمة، ومن يريد أن يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية في أوطانهم. لبنان لم يكن يعاني من المذهبية على الرغم من وجود شيعة فيه، إلاّ عندما أتت إسرائيل ومكّنت حسن نصر الله، ومن قبله؛ من جنوب لبنان ليقوم بالدور التي تقوم به إسرائيل "فرِّقْ تسدْ".
حسن نصر الله لم نشاهده يقوم بإرسال مقاتليه للجولان لتحريرها، بل وصل به الحد أنه يأخذ تعليمات من إسرائيل، متى يطلق عليها صواريخه حتى تقوم بتدمير لبنان؟!
عندما دمرت إسرائيل لبنان، من قام بإعادة بنائها؟! دول الخليج وخاصة السعودية، وليست إيران التي لم تدفع فلسًا واحدًا! وعندما دمرت إسرائيل لبنان هل قامت إسرائيل بتدمير قواعد حزب الله في جنوب لبنان، وهي التي تملك خرائط وإحداثيات تشاهد حسن نصر الله بدون عمامة وبدون سترة واقية من الرصاص وهو جالس في بيته؟! إنها العمالة بعينها.
على الجامعة العربية أن تضع حزب حسن نصر الله وحزب مقتدى الصدر.. وغيرهما من الميليشيات على قائمة الإرهاب وتجريم من يتعامل معها.. وهذا أضعف الإيمان.
sultama@hotmail.com