الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المرجو من جنيف-2

المرجو من جنيف-2

23.01.2014
رأي البيان


البيان
الاربعاء 22/1/2014
تتجه الأنظار اليوم إلى مدينة مونترو السويسرية، حيث يعقد مؤتمر جنيف-2 الخاص بمعالجة الأزمة السورية التي استفحلت واستعصت على الحل، العسكري أو السياسي، في ضوء تشتت بوصلة المجتمع الدولي.
الإرادة تبدو هذه المرّة متوافرة، والدليل حسم أمر التجاذبات حول دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإيران لحضور المؤتمر في اللحظة الأخيرة، والتي كادت تهدد انعقاد جنيف-2.
الإرادة الدولية هي المفتاح لأي توافق على صيغة حل، فالنظام والأطراف الدولية التي لا تتناغم مصالحها مع الصيغ التي قد يفرزها المؤتمر ذو الـ40 دولة مشاركة بخلاف طرفي الصراع، قد يحاولون إخراج أي رؤية تقريبية لحلٍ ما عن إطارها تمييعاً للوقت وكسباً له. والمطلوب في هذه الحالة أن يتخذ المجتمعون، وتحديداً "الكبار" منهم، موقفاً واضحاً بلا أي ظلال أو التباس، يقضي بمعاقبة الممتنع عن تنفيذ ما يتفق عليه.
المعطيات التي بدت خلال الـ72 الماضية، تبيّن أن النظام ورئيسه بشار الأسد يحاول فرض رؤيته، عبر التركيز على "بعبع" الإرهاب الذي له مفعول الفوبيا في الغرب.. كما أن الوقائع تفيد بأنّ المعارضة تفتقد الرؤية المشتركة، ما قد يؤثر على موقفها التفاوضي، ويعطي الطرف الآخر ذريعة، وربّما ثغرة، للنفاذ من استحقاقات الالتزام.
وسيعمل رأس النظام على منع حصول إجماع دولي يطالبه بالرحيل عن السلطة، وهذه هي اللعبة التي يتشبّث بها وعكستها تصريحاته الصحافية المكثفة خلال يومي الأحد والإثنين الماضيين.
والخشية كل الخشية من تعمّق التباينات الحاصلة بين حلفاء المعارضة، أو توسّع الشرخ الحاصل بين قوى المعارضة السورية، التي يجعلها الاختلاف لقمة سائغة في وجه الطرف الآخر الذي يلقى الدعم اللامتناهي من حلفائه.
كل الأمل في أن يخرج مؤتمر جنيف-2 برؤية دولية توافقية ملزمة، لا تغبن الشعب السوري حقّه في الأمن والاستقرار واختيار حكومة قادرة على بناء مستقبل واعد.. بعيداً عن الحسابات الدولية التي أضاعت ما يزيد على تسعة ملايين من أبناء هذا الشعب، وشتّته في كل الأصقاع وأعادته عقوداً إلى الخلف والتخلف.