الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المسافة الفاصلة عن مؤتمر جنيف - 2 تصعيد لا يُعفي لبنان من انعكاساته

المسافة الفاصلة عن مؤتمر جنيف - 2 تصعيد لا يُعفي لبنان من انعكاساته

27.06.2013
روزانا بومنصف

النهار
الخميس 27/6/2013
ردت الخارجية الاميركية على اعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي أطل في مؤتمر صحافي بعد انقطاع طويل، قبيل انعقاد اجتماع اميركي روسي في جنيف تحضيرا لمؤتمر جنيف 2، وقوله " اننا ذاهبون الى جنيف لوقف العنف وليس لنقل السلطة بأن واشنطن كانت "واضحة مع الروس انه باحضار النظام السوري الى طاولة المفاوضات يعني ان الحل هو في نقل السلطات التنفيذية الى حكومة انتقالية". ابقى المعلم على الشق الذي تعهدت به موسكو علنا اي ان النظام سيشارك ومن اجل ابقاء كرة احتمال تعطيل انعقاد المؤتمر نتيجة لرفض المعارضة وشروطها المستحيلة بتنحي الرئيس السوري، لكن مع لغم ضمني من النظام حول الشق المتعلق بالغاية او الهدف من المؤتمر. كان ساد قبل بعض الوقت وبموجب تدويل الازمة السورية وتحولها الى مفاوضات شاقة على المستويين الاقليمي والدولي ان النظام السوري اضحى بموجب التفاهمات الاميركية الروسية من مسؤولية روسيا كما ان المعارضة والاتيان بها الى طاولة المفاوضات من مسؤولية الغرب وخصوصا الاميركيين على ما فهم، لكن النظام عاد الى القول انه ليس ملزما هذا التفاهم تماما كما حصل العام الماضي. اذ سبق له ان وافق كلاميا على ارسال مراقبين عرب وقبل بمؤتمر جنيف - 1 قبل ان يعود ليدبج هجاء قويا في المرحلة الانتقالية. فحتى الآن فاخرت موسكو بأنها اقنعت النظام بالمشاركة في المؤتمر وحمّلت الغرب مسؤولية عدم اقناع المعارضة بذلك، لكن سيتعين على موسكو ان توضح موقفها مما اعلنه المعلم، علما ان معلومات كانت تحدثت ان لا اوهام لدى المعنيين بالمؤتمر بأن النظام سيذهب الى مؤتمر جنيف من اجل ان يسلم طوعا الحكم الى حكومة تضم داعمين له ومن المعارضة. وتاليا فان الاسئلة التي تثار في هذا الاطار هل تملك روسيا القدرة على اقناع النظام بالتزام ما يمكن ان يتفق عليه مع الاميركيين وهل موقف النظام هو برسم الاميركيين ام برسم الروس في ظل عودة الاجتماعات بين الطرفين الاميركي والروسي من اجل تفعيل ما تم التفاهم عليه في مؤتمر جنيف الاول، علما ان الاجتماعات السابقة المماثلة قد فشلت للاختلاف حول مصير الرئيس بشار الاسد. وهذا الاخير ربح في التفاهم المحدث بين الجانبين الاميركي والروسي في الكلام على مصيره لجهة تنحيه او عدمه فرفع سقف شروطه عشية اجتماع الطرفين. لذلك بدا ان الامور عادت الى الدائرة المقفلة نفسها. ويقول حلفاء للنظام في بيروت ان هذا الاخير لا يزال يملك اوراقا وهي لا تكمن بالتأكيد في الترف او المكابرة في ما اعلنه المعلم من "اننا لن نقبل باي حل يفرض علينا من الخارج او اي افكار تأتينا من الخارج" فهذا زمن ولى باعتراف داعمي النظام ومناصريه ولن يعود، فيما الوضع السوري بات يتقرر مصيره بين الدول.
 
لكن امام جنيف 2 في حال تقرر انعقاده، ولا يعتقد انه سيكون قبل الخريف المقبل، مسافة طويلة من محاولات النظام لاستعادة السيطرة على مناطق اخرى كانت سيطرت عليها المعارضة كما فعل في القصير. اذ كما حفز الاستعداد لمؤتمر جنيف- 2 الاستعانة بايران و "حزب الله" لتعزيز النظام موقعه، فهذه الورقة لا تزال قائمة في الفترة المفتوحة الفاصلة عن موعد المؤتمر وفي ظل تبريرات يراها النظام مشروعة هي تلك المتصلة بقرار مجموعة اصدقاء سوريا دعم تسليح المعارضة. ولذلك يخشى كثر من حرب تستعر بالقوة السابقة نفسها ومحاولة استغلال النظام واقع الدخول في شهر رمضان من اجل توجيه ضربات في وقت غير منتظر او غير متوقع من خلال محاولته بمساعدة ايران و"حزب الله" استباق سعي المعارضة الى اعادة التوازن على الارض بحرب مضادة. وليس خافيا ان النظام فتح الباب واسعا امام استخدام لبنان عبر تصدير ازمته وحربه اليه من اجل الضغط لتحسين اوراقه وحظوظه واخافة الغرب من تفجير الوضع اللبناني واطاحة الاستقرار فيه على ما حصل مرارا في الاشهر الاخيرة. ولا يعتقد ان هذا الباب سيقفل مع حوادث صيدا وقبلها عرسال او طرابلس بل سيبقي لبنان بؤرة مفتوحة، ضاغطا عبر الحروب الصغيرة المفتعلة او عبر دفع المزيد من اللاجئين السوريين اليه بغض النظر عن الاهتمام الدولي القلق الذي اثارته التطورات المأسوية في صيدا الاسبوع الماضي، لكنه يبقى اهتماما غير فعال في ظل سباق محموم على تعزيز الاوراق والمواقع قبل مؤتمر جنيف 2. وذلك في الوقت الذي يشتد الكباش حول مشاركة ايران المحتملة في المؤتمر او عدم مشاركتها بين الدول الغربية نفسها وبينها وبين الدول العربية ايضا لجهة ان بعض الدول ترمي الى اعطاء فرصة لوصول حسن روحاني الى الرئاسة الايرانية وتشجيعه على مرونة اكبر في الملف النووي في الدرجة الاولى على ما فعلت فرنسا التي تحدثت بايجابية عن احتمال مشاركة ايران بعد رفض سابق في الوقت الذي ترى المملكة السعودية دورا غير بناء لايران، وفق ما اعتبر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل "احتلال" ايران و "حزب الله" لسوريا. ولا يعتقد ان الموقف السعودي متساهل ازاء مشاركة ايران في المؤتمر في ضوء تدخلها مع الحزب الموالي لها في سوريا.