الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المطرانان وراهبات معلولا: أين المسلمون؟

المطرانان وراهبات معلولا: أين المسلمون؟

10.12.2013
نايلة تويني


النهار
الاثنين 9/2/2013
قبل مدة وافقنا بعض رجال الدين المسلمين في لبنان في اعتراضهم على التنديد غير الكافي للمرجعيات المسيحية اللبنانية، وتحديداً بكركي، بتفجير مسجدي طرابلس. كما أيدنا اعتراض مراجع فلسطينية على اسقاط ذكر فلسطين في البيانات الشهرية للمطارنة الموارنة. وفي اعتقادنا ان الاعتراضين دليل على أهمية الموقف المسيحي في تضامنه مع مواطنيه المسلمين، وعلى مدى اهتمام الآخر بالرأي والموقف المسيحيين. والتضامن، لا منة فيه بين أهل البيت الواحد والوطن الواحد، لانه اذا تألم عضو في الجسد تألمت معه سائر الاعضاء الأخرى، او هكذا ينبغي ان يكون اذا كنا لا نزال طبيعيين، نشعر بعضنا مع البعض، بل نتضامن في كل ما يحزننا ويؤلمنا، ونتشاطر معا كل ما يفرحنا.
والحديث عن التضامن يقودنا الى سوريا. ولكن بداية لا بد من الاشارة الى انه لا يمكن ان تمر الحرب على السوريين فتستثني المسيحيين منهم من الخسائر، ذلك انهم مواطنون يصيبهم ما يصيب اخوانهم، وعليهم واجب الدفاع عن وطنهم، والمشاركة في التغيير لبناء وطن حر ديموقراطي يليق بهم وبمستقبلهم، مع مواطنيهم جميعا، بعيداً من النظام الديكتاتوري القائم، وكذلك من التنظيمات الاصولية التكفيرية التي لا تعترف بأي تنوع ولا يمكنها ان تبني دولة ومؤسسات.
لكن السؤال المطروح اليوم، الملح والمقلق في آن واحد، هو عن موقف المسلمين، إن في لبنان أم في العالم العربي، من قضايا خطف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم، وراهبات دير القديسة تقلا في معلولا، الى ثلاثة كهنة ورهبان، فضلاً عن العشرات من مسيحيي سوريا.
الاستنكار في أوجهه البسيطة لا يغير في المعادلات، والدليل ما واجه قضية مخطوفي اعزاز اللبنانيين الذين اطلقوا تحت وابل من أعمال العنف المقابلة، وكل انواع الضغط السياسي أيضاً، وهي امكانات غير متاحة حالياً للمسيحيين لأسباب عدة، اولها ان المعتدى عليهم سوريون ولا شأن مباشر للبنان بهم، وان كنيستي لبنان وسوريا لا تملكان الوسائل الميليشيوية للخطف ولمحاصرة سفارات ومكاتب شركات طيران وغيرها، أو لنقل انهما لا ترغبان في تحريك أبنائهما في هذا الاتجاه.
التحرك المطلوب اليوم هو من المسلمين أنفسهم، افراداً ومؤسسات ودولاً، لرفض هذه الاعمال الارهابية، والا اعتبروا مؤيدين أو متساهلين أو لا مبالين، لان السكوت يعتبر موافقة ضمنية، أما الرفض فيقتضي مواقف حقيقية وخطوات عملية، لان ما يجري من تمدد للمنطق الالغائي لن يطيح المسيحيين وحدهم، بل أيضاً المسلمين كافة الذين لا يؤيدون هذا النهج الانتحاري.
فهل ينقذ المسلمون الحقيقيون من ابناء الدين السمح أنفسهم، وينقذون معهم اخوانهم، وما تبقى من حضارة العرب؟