الرئيسة \  برق الشرق  \  المطلوب سياسة خارجية قوية لالمانيا

المطلوب سياسة خارجية قوية لالمانيا

09.10.2013
هيثم عياش


برلين /‏08‏/10‏/13
أثار مطالبة الرئيس الالماني يوئاخيم جاوك بكلمة القاها يوم الجمعة الفائت 4 تشرين أول/اكتوبر أمام بعض الصحافيين الحكومة الالمانية الجديدة  ببذل جهودها القيام بدور رائد على صعيد السياسة الدولية للمساهمة بإنهاء النزاعات في العالم تأييد من مسئولي شئون السياسة الخارجية بالمانيا .
فقد أكد رئيس الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية باول فون مالتسان / الذي كان يشغل سفير المانيا بسوريا / بمحاضرة القاها صباح هذا اليوم الثلاثاء 8 تشرين أول/اكتوبر بالعاصمة برلين ان الحكومة الالمانية الحالية ساهمت الى حد كبير بانزواء المانيا  في زاوية السياسة الدولية بالرغم من وجودها على الساحة الدولية الا ان وجودها غير مكترث به على حد كبير ، فالمستشارة انجيلا  ميركيل  ووزير خاريتها جويدو فيسترفيليه أهملا سياسة المانيا الخارجية التي كان يقودها المستشار السابق جيرهارد شرود ووزير خارجيته يوشكا فيشر اللذين ساهما بفرض هيبة برلين على صعيدي السياسة الاوروبية والخارجية واعطوا الفرصة لفرنسا وبريطانيا المعروفتين بقوة سياستهما الخارجية التي كانت قوية فيما مضى من جديد اذ ان لندن وباريس ساهمتا الى حد كبير بانهاء حكم معمر القذافي بتدخلهما عسكريا في ليبيا والصولات الدبلوماسية والسياسية من اجل انهاء عنف نظام سوريا معروفة وملموسة بينما يبقى صوت المانيا ضعيفا جراء انزواء برلين .
نائب رئيس لجان شئون الاتحاد الاوروبي جونتر فيرهويغين طالب الذي سيتولى سياسة المانيا الخارجية انهاء سياسة ميركيل فيسترفيليه حتى وان بقيت ميركيل مستشارة لالمانيا في حكومة ائتلافية جديدة والشروع بسياسة خارجية قوية لالماني بدون استشارة ميريكل التي ورثت سياسة الخنوع من المستشار السابق هلموت كول الذي لم يتحرك للمشاركة بأزمة البلقان وحرب صربيا ضد البوسنة الا من خلال وكزه بالعصا والكلمات الجارحة وان زمن قوة باريس ولندن قد انتهى وتطورات ما يجري بمنطقة الشرق الاوسط وخاصة سوريا وضرورة انهاء معاناة الشعب السوري يتوجب على المانيا دورا بارزا في  السياسة الدولية فانه لا يكفي وجود فرق عسكرية في افغانستان وسفن حربية بالقرن الافريقي ومياه لبنان الاقليمية والدولية لاثبات وجود المانيا على المسرح الدولي فتلك الفرق موجودة بتلك الدول وكأنهم في إجازة لم يبادروا بعمل عسكري ضد ما يُطلق عليه بالأرهاب الدولي بل مكتفين بمراقبة ما يجري فقط واستعانة فرقة عسكرية صغيرة بمنطقة قندوس للحيلولة دون خطف جماعة الطالبان لشاحنتين وقود بفرق امريكا والناتو بافغانستان عام 2010 ووقوف اكثر من مائة وخمسين قتيلا بتلك الغارة الجوية دليل حي على ضعف المانيا بالساحة الدولية للسياسة .
وأشار استطلاع قام به معهد الانزالات السلمية والعسكرية التابع لوزارة الدفاع الالمانية انه جراء ممانعة الحكومة الالمانية عدم المشاركة بأي عمل عسكري ضد نظام سوريا عدوى الخوف من المستقبل الى الالمان فقد اشارت نسبة وصلت الى 64 بالمائة تأييدها  الحكومة الالمانية بينما وصلت نسبة التأييد الى 54 بالمائة بارتفاع نسبة تصل لى 20 بالمائة عن ما قبل شهر أي اثناء تهديد واشنطن وباريس ولندن اسدا بتأديبه فقد وصلت تلك النسبة بمناظرة عبر المحطة الثانية من  الرائي الالماني الى 34 بالمائة .
وتشير دراسة سياسية مصدرها جامعة هومبولدت البرلينية  ان الحكومة الالمانية الحالية لا تنتهج اي سياسة قوية في العالم بالرغم من ان النظريات السياسية التي تدرَّس بالجامعات الالمانية وخاصة نظرية الفيلسوف الالماني ايمانوئيل كانت / 1727 – 1804/ التي تقول ضرورة مساهمة اوروبا  بأخذ درس من الاسلام السياسي الذي يؤكد ازاحة كل طاغية / ديكتاتور/ من منصبه بالقوة اذ ان الديكتاتورية لا تفهم الا مبدأ القوة ولذلك يجب على هذه القوة ان تواجه بمثلها فمن يريد ارساء حقوق الانسان وصيانة كرامته يجب عليه انتهاج القوة في سبيل تحقيق ذل والنظام السوري يعتبر اعتى انظمة العالم يجب ان يواجه بقوة عاتية .