الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المطلوب قبل الانفتاح على إيران "الشقيقة"

المطلوب قبل الانفتاح على إيران "الشقيقة"

01.09.2015
صالح القلاب



الرأي الاردنية
الاثنين 31/8/2015
"نعيب زماننا والعيب فينا".. والحقيقة أننا أمضينا نحو قرن بأكمله ونحن نهرب من أخطائنا وخطايانا إما بطأطأة رؤوسنا أو بتعليقها على حبال الآخرين والظاهر أننا سنستمر بهذا الخيار البائس خلال هذا القرن, القرن الحادي والعشرين, الذي مضى منه عقدٌ ونصف من الأعوام ونحن لا نزال نراوح في المكان ذاته: فالله جلَّ شأنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما في نفوسهم !!
عادة لتبرير قصورنا وتقصيرنا نقول أننا أمة مستهدفة والحقيقة أننا نحن من نستهدف أنفسنا ومن نستهدف بعضنا بعضاً وإلَّا ما معنى أننا قد تفرقنا أيام صراع المعسكرات "أيدي سبأ" وعلى غرار يوم كنا غساسنة ومناذرة بعضنا منحازٌ إلى الفرس وبعضنا منحاز إلى الروم.. والآن ونحن نشكو من أن ظروفنا عصيبة فإنه لا يزال بيننا من "يعْدي مع الذئب ومن يجْفلُ مع الغنم في الوقت ذاته" مع أنَّ الدائرة ستدور على هؤلاء لا محالة وأنَّ من يفطر بشقيقك سيتعشى بك لا محالة.
لماذا هذا الكلام الآن وهل هو من قبيل جلد الذات؟! أبداً... إنه التمهيد لقول الحقيقة والحقيقة أننا وبينما تفرض علينا إيران, التي من المفترض أنها دولة "شقيقة" أعداؤها أعداؤنا وأصدقاؤنا أصدقاؤها,هذا التحدي وهذه المواجهة في الوقت الذي نواجه تحديات كثيرة وأعداءً كثر نجد أنَّ هناك من بيننا "مُتسرِّبين" أقدامهم معنا ورؤوسهم وقلوبهم ليس عند الذين يحكمون هذه الدولة المجاورة بالحديد والنار وبأعواد المشانق وإنما عند أقدامهم وللأسف والمقصود هنا هو ليس الأفراد وليس الأحزاب والتنظيمات وإنما بعض الدول التي اعتادت الوقوف في المساحات الرمادية.
وهكذا فما أن تم توقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الـ "5زائد1" بقيادة الولايات المتحدة حتى سارع "المؤلفة قلوبهم" إلى "الاندلاق" على إيران مثلهم مثل العديد من الدول الغربية التي ساقتها مصالحها الاقتصادية إلى القفز من فوق خلافاتها المزمنة مع دولة الولي الفقيه والمسارعة إلـى حجيج كيْفي إلى طهران وقراءة آيات التوبة أمام مرشد الثورة وإلى حد أن أحد هؤلاء لم يخجل من أن يقول بالصوت المرتفع والصورة الواضحة أنه يتفهم معاناة الإيرانيين خلال حرب الثمانية أعوام التي فُرضت عليهم وكل هذا مع أن بلاده كانت أحد المزودين الرئيسيين للنظام العراقي خلال تلك الحرب بالأسلحة والذخائر وبكل شيء.
ربما أن مع هؤلاء الحق كله فالمصالح هي التي تحدد توجهات الدول ومواقفها لكن في الحقيقة أن هذا لا ينطبق على بعض الأشقاء العرب الذين كان عليهم ألَّا "يستعجلوا" الأمور وأن يطالبوا إيران قبل "الاندلاق" عليها كل هذا الاندلاق بوقف تمددها في هذه المنطقة وبإنهاء تدخلها السافر والمكشوف في الشؤون الداخلية العربية على غرار ما هو جارٍ في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين.. إن هذا الاندلاق الذي بادر إليه "بعضنا بلا قيدٍ ولا شرط وكأنه ليست هناك حرب طاحنة تدور رحاها في اليمن هي في الحقيقة ضد دولة الولي الفقيه التي لولا "عاصفة الحزم" لكانت الآن على وشك استكمال "طوْقها" لدول مجلس التعاون الخليجي !!
إنه غير جائز أن يكون هناك مثل هذا "الاندلاق" وإيران "الشقيقة" بلسان مرشد ثورتها علي خامنئي تؤكد أنه لا تغيير إطلاقاً في سياساتها ومواقفها بالطبع في هذه المنطقة, بعد توقيع اتفاقية النووي وأنها ستواصل مساندتها لـ "المستضعفين" في العراق وسورية واليمن ولبنان والبحرين.. ثم وأنه غير جائز أن يكون هناك مثل هذا "الاندلاق" على إيران بينما يبادر الأشقاء العراقيون, وفي مقدمتهم الشيعة بتوجيهات مرجعية النجف الأشرف العربية والسيدين الكبيرتين علي السيستاني ومقتدى الصدر, إلى هذه الانتفاضة القومية ويهتفون بأعلى أصواتهم إيران برَّا برَّا !!