الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المطلوب من "أصدقاء سوريا"

المطلوب من "أصدقاء سوريا"

22.05.2013
صالح القلاب

صالح القلاب
الراي الاردنية
الاربعاء 22/5/2013
اللقاء الذي سيعقده ما يسمون «أصدقاء سوريا» ،الذي تقرر أنْ يضم وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وتركيا وبالطبع الأردن والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية ومصر، هو ليس الإجتماع الأول الذي سيعقده هؤلاء وغيرهم فهناك سلسلة إجتماعات ومؤتمرات عُقد أولها في تونس وتنقلت اللاحقة بين دول عديدة لكن وبصراحة فإن النتائج كانت «صفراً مربعاً»وذلك إلى حدِّ أنَّ بعض قادة المعارضة وبعض مؤازريهم باتوا يرددون :»اللهم إحمني من أصدقائي أما أعدائي فإني كفيل بهم»!!.
هذا الإجتماع أو اللقاء أو المؤتمر الذي إقتصر فقط على المجموعة الصغيرة من هؤلاء «الأصدقاء» جاء بطلب من وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري وأغلب الظن أنه أراده ليتخلص من الحرج الذي وضعه فيه الروس حيث إتفقوا معه على ضرورة عقد مؤتمر دولي بإسم «جنيف 2» لحل الأزمة السورية «سلمياً وسياسياً» لكن وزير خارجيتهم سيرغي لافروف بادر إلى الإدلاء بتصريحات تفجيرية تجعل إنعقاد هذا المؤتمر مسألة متعذرة وفي غاية الصعوبة هذا إنْ لم يكن المطلوب هو أن يرفع المعارضون السوريون أيديهم ويستسلموا لنظام بشار الأسد ويتم القفز من فوق أجساد وقبور عشرات الألوف من الذين قتلوا والعودة إلى ما قبل مارس (آذار) عام 2011 وكأنَّ شيئاً لم يحصل و»كأنك يا أبا زيد ما غزيت»!!.
ما قاله لافروف ، بعد عودة كيري غير الميمونة من منتجع كبار أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي الراحل غير المأسوف لا على شبابه ولا على شيخوخته في «سوتشي» على البحر الأسود، يدل على أن الموقف الروسي تجاه هذه الأزمة الطاحنة لم يتزحزح عمَّا كان عليه ولو بمقدار قيد أُنملة ويدل على أنَّ الروس ماضون في رعاية هذه الحرب التدميرية القذرة التي يشنها هذا النظام الدموي على شعب ثبت أنه ليس شعبه وبدوافع طائفية يُؤكدها دخول إيران وحزب الله الإيراني على خط القتال في منطقة «حمص» الحيوية والإستراتيجية.
وهكذا فإن السؤال الذي من المفترض أنْ يطرحه «أصدقاء سوريا» على أنفسهم اليوم بمجرد إنعقاد إجتماعهم هو :هل من الممكن أنْ ينعقد المؤتمر الدولي (جنيف2) الذي يجري الحديث عنه بينما يصرُّ لافروف ،الذي أثبت أنه جنرال هذه الحرب التي يشنها نظام الأسد ومعه إيران وحزب الله الإيراني على الشعب السوري، على ضرورة أن تأتي المعارضة السورية إلى هذا المؤتمر بدون شروط مسبقة وأن تكون المشاركة الرسمية لهذا النظام من خلال كبار جنرالات الجيش النظامي ومن الطاقم الحكومي الذي أدار المعركة السياسية وأيضاً أن تكون وزارتا الداخلية والدفاع خارج صلاحيات الحكومة الإنتقالية المطروحة وكذلك ألاَّ يكون تنحي بشار الأسد مطروحاً قبل عام 2014.
إذنْ وما دام أن هذه هي شروط الروس لإنعقاد المؤتمر الدولي (جنيف2) فإن المفترض أن يبحث «أصدقاء سوريا» الذين سيلتقون في عمان اليوم إمكانية حضور هذا المؤتمر ما دام أنَّ هذا الأفق الروسي هو أفقه وما دام أن «أصدقاء بشار الأسد» بادروا إلى كل هذا التصعيد العسكري حيث واصلت روسيا إرسال الذخائر والأسلحة والصواريخ وحيث دخل الإيرانيون الحرب بكل ثقلهم مباشرة ومن خلال حزب الله.
عندما يلجأ «أصدقاء النظام السوري» إلى كل هذا التصعيد عشية إنعقاد المؤتمر الدولي الذي إتفق الأميركيون والروس على عقده ، بدون التشاور مع حلفائهم وأصدقائهم، فإن المفترض أن يكون جدول أعمال لقاء «أصدقاء سوريا» الذي سينعقد اليوم في عمان من بند واحد فقط هو :»تقديم الدعم اللازم العاجل للجيش السوري الحر» لتمكينه من الدفاع عن شعبه والرد على هذه المذابح البربرية التي يرتكبها نظام بشار الأسد بالأسلحة الروسية وبمشاركة مباشرة معلنة من قبل إيران ومن قبل حزب الله.