الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المعارضة السورية خطوة في غاية الأهمية

المعارضة السورية خطوة في غاية الأهمية

09.07.2013
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الثلاثاء 9/7/2013
المثير للإستغراب بالنسبة لآخر تطورات المعارضة السورية أنَّ رئيس الإئتلاف الجديد أحمد عاصي الجربا يحسب على الإتجاه اليساري في هذا الإئتلاف الذي يعتبر الكاتب والشيوعي السابق ميشيل كيلو من أبرز رموزه وسبب هذا الإستغراب أن عائلة الجربا التي أمضى إبنها هذا نحو عامين في سجون بشار الأسد بعد إندلاع الإنتفاضة السورية هي «مشيخة» قبائل شمر البدوية العريقة الموزعة ما بين العراق وسوريا وبعض دول الخليج العربي والتي بقي لها تواجد دائم هنا في المملكة الأردنية الهاشمية في مواقع عسكرية قيادية في «الجيش العربي» الذي ضم منذ تأسيسه إنسجاماً مع رسالة الثورة العربية الكبرى العديد من الضباط من الأقطار العربية المجاورة.
فالإنطباع السائد سابقاً ولاحقاً وحتى الآن أن هناك تباعداً دائماً بين أبناء القبائل وبخاصة القبائل التي لم تستقر إلاَّ حديثاً وبين «اليسارية» الشيوعية وحتى «اليسارية» القومية وحقيقة أن هذا غير صحيح على الإطلاق وبالتالي فإنه يجب عدم إستغراب أن أحمد عاصي الجربا الرئيس الجديد للإئتلاف السوري المعارض محسوب على الإتجاه إنْ ليس اليساري فـ»الليبرالي» و»العلماني» و»الديموقراطي» في هذا الإئتلاف وأنَّ ما يحسب له هو تحالفه مع ميشيل كيلو وصلته بالعديد من المثقفين المسيحيين الذين يعتبر وجودهم البارز في قيادات المعارضة السورية رداً على الذين وصلت إليهم «كذبة» نظام بشار الأسد بأنه حامي حمى الأقليات الدينية والعرقية ومن بين هذه الأقليات بالطبع الأقلية المسيحية.
لقد جاء إختيار أحمد الجربا إلى هذا الموقع خطوة موفقة لازمة وضرورية إذْ أنَّ وجود بعض رموز الإخوان المسلمين وبعض المحسوبين سياسياً على الإخوان المسلمين في واجهة المعارضة السورية بقي يستخدم مبرراً من قبل كل المصابين باللوثة الطائفية ومن قبل الولايات المتحدة والدول الغربية كلها لإلصاق تهمة «القاعدة» و»النصرة» بهذه المعارضة وكل هذا مع أنَّ المعروف أنَّ «إخوان» سوريا هم أكثر فروع حركات الإسلام السياسي إعتدالاً وبالتالي فإنَّ من حقهم تبؤو المواقع القيادية التي يستحقونها في هيكلية ثورة شعبهم.
لكن ومع ضرورة تقدير الدور الذي بقي يلعبه «إخوان» سوريا في مسيرة شعبهم رغم تخلي «إخوانهم»، حتى هنا في الأردن، ذات يومٍ عنهم ورغم تعرضهم لمذابح متلاحقة أبشعها وأكثرها دموية مذابح «حماه» الشهيرة في فبراير (شباط) عام 1982 فإنه كان يجب أن يكون هناك هذا التغيير الذي تم في إجتماعات أسطنبول الأخيرة والذي بموجبه جرى وضع أحمد عاصي الجربا المناضل الديموقراطي المحسوب على تيار يساري هو تيار ميشيل كيلو وإبن القبيلة العربية الأصيلة المعروفة قبيلة شمَّر لقطع دابر إلصاق تهمة «القاعدة» و»النصرة» بالمعارضة السورية ولتعرية كذبة إنَّ نظام بشار الأسد هو ضمانة الأقليات الدينية والعرقية وفي مقدمتها الطائفة المسيحية هذه الكذبة التي التقطها بعض الطائفيين المستترين ليصبوا جام غضبهم على «الربيع العربي» وعلى المعارضين السوريين وليدافعوا عن نظام قاتل قال رئيسه بعظمة لسانه أن عدد القتلى من أبناء الشعب السوري لم يتجاوز السبعين ألفاً وكأن السبعين ألفاً عدد قليل لا يجوز، حسب رأيه، أن يثير كل هذه الضجة التي تثار!!.
والآن وقد إتخذت المعارضة السورية هذه الخطوة الهامة فإنه عليها أن تستكمل وحدتها المستهدفة من قبل الأعداء ومن قبل بعض من يُعْتَبرون «أصدقاءً» وإنه عليها ان تبتعد عن آفة الإستئثار التي كانت ولا تزال ملازمة ليس لـ»الإخوان المسلمين» فقط وإنما للأحزاب العربية كلها القومية واليسارية و»الوطنية» كما وإنه عليها أن تؤجل كل تعارضاتها وتناقضاتها وأن تغلِّب العام على الخاص وأن توحد الجهود كلها للتخلص من هذا النظام الظالم القاتل.. وبعدها فإنَّ المفترض أن يكون الإحتكام لصناديق الإقتراع وليس غير صناديق الإقتراع.
إن أهم ما يجب أن تقوم به المعارضة السورية وعلى الفور وبدون أي تأخير هو توحيد فصائل الجيش الحر وهو تحويله إلى تشكيلات عسكرية متخصصة تخضع كلها لرئاسة أركان واحدة موحدة.. فهذا النظام ماضٍ في الذبح والقتل والتدمير ولهذا فإن المسؤولية التاريخية تفرض على الجميع الإرتقاء فوق كل الخلافات، السياسية والشخصية، وتفرض أيضاً على العسكريين خصوصاً أنْ يضعوا حداً لحالة الإرتباك السابقة وأن يبادروا على الفور إلى إعادة صياغة مجموعاتهم المقاتلة على أسس وطنية وتحت إمرة  قيادة واحدة وإنهاء حالة التشرذم وحتى إذا لزم الأمر بالقوة!!.