الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المعارضة السورية قبل جنيف 2

المعارضة السورية قبل جنيف 2

18.01.2014
صحيفة كومرسانت الروسية


البيان
الجمعة 17/1/2014
    حرب جديدة في سوريا تجري بين المجموعات المعارضة لبشار الأسد تطغى على الاشتباكات ضد القوات الحكومية في حدتها وخسائرها، فبعد أن كان جيش النظام السوري طرفا مشتركا في جميع بؤر القتال على الساحة السورية، ظهرت ظاهرة جديدة على الساحة، وهي صراع وقتال بين صنوف من تيارات المعارضة المسلحة، وفي معظم الصراعات تظهر التنظيمات الجهادية الإسلامية المتطرفة..
والتي لم يكن لها على الساحة السورية أي وجود، لا قبل انطلاق ثورة الشعب السوري ولا في بداياته، بل معظمها ظهر على الساحة في العام الثاني من الثورة، وباتت هذه الجماعات والتنظيمات طرف رئيسي في القتال، وهو طرف قوي ومدرب وممول بالسلاح والأفراد من جهات خارجية كبيرة، وهذا الطرف ليس له في الأساس أية صلة بالمجتمع السوري ومشاكله، ما قبل الثورة وما بعدها، بل ان أهدافه تختلف تماما عن طموحات وأهداف الشعب السوري، فهذا التيار الإسلامي المتطرف يزعم أنه يسعى لبناء دولة الخلافة الإسلامية، بينما هو ينافس بعضه البعض الآن على حجز مقعد للحوار مع نظام بشار الأسد في مؤتمر جنيف 2.
نرى في ذلك الصراع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المسمى "داعش"، والمرتبط مع القاعدة يتصدر العمليات القتالية على الساحة، ويتصارع مع تنظيمات أخرى من المعارضة المسلحة. ويعزو الخبراء والمحللون تنشيط الأعمال القتالية إلى اقتراب موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2، حيث ينوي المعارضون للنظام أن يعرضوا على الغرب وعلى رعاتهم من بلدان عربية وإقليمية قدرتهم على إجراء عملية بيانية نموذجية في مكافحة الإرهاب القادم من بعيد.
تسرع مجموعات المعارضة المعتدلة في إكمال عملية تمشيط الجهاديين من المناطق الشمالية للبلد قبل 22 يناير الجاري، حينما يفتتح مؤتمر جنيف 2 في مدينة مونترو السويسرية. من الممكن تقدير مزاحمة الإسلاميين من المدن والمحافظات التي تسيطر عليها المعارضة بمثابة "تجميل للبضاعة قبل بيعها" حيث تحاول الحركات المعارضة للحكومة توصيف نفسها كقوة مسؤولة يمكن التعامل معها وهي قادرة على تنقية صفوفها من أكثر الراديكاليين خطورة.
يقدر تعداد حركة الدولة الإسلامية للعراق والشام "داعش" بـ10 آلاف مقاتل نشيط تقريبا و70 % منهم أجانب من جنسيات عديدة، منهم أوروبيون وروس وأفغان وغيرهم، و تحصل على التمويل من بلدان عربية وأجنبية.
برأي الخبراء يتلخص أحد أسباب هذه الحرب الداخلية في سوريا، في الصراع على أموال الرعاة بالذات وفي محاولة إعادة توزيع تيارات التمويل، فالجماعات المسلحة المقاتلة على الساحة السورية معظمها من المرتزقة التابعة لشركات الأمن الدولية