الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المعارضة السورية وتشكيل حكومة مؤقتة

المعارضة السورية وتشكيل حكومة مؤقتة

10.12.2015
د. مطلق سعود المطيري



الرياض
الاربعاء 9/12/2015
    اجتماع المعارضة السورية الوطنية العسكرية والسياسية في الرياض الهدف منه توحيد رؤى قوى المعارضة تحت عنوان وطني واحد هو إزالة حكم بشار الاسد واتاحة الفرصة امام الشعب السوري لاختيار الحكومة التي تمثله في المرحلة القادمة، هذا الهدف يواجه بتحديات كبيرة جاءت بها قوى خارجية (روسيا وايران) التي اعتبرت بشار الاسد خطا احمر ومسؤولية الدفاع عنه تقع على طهران، فالرد على بيان المعارضة عند صدوره تحت هذا العنوان معروف مسبقا، فالطرف الآخر (نظام بشار وروسيا وايران) ذهبوا بخصومتهم الى ابعد مدى في شكل الخصومة باستخدام القوة المسلحة لحماية النظام، فإما بشار او السلاح..
المعارضة السورية يوجد بداخلها مشكلات في بنائها الهيكلي وسلطة القرار، وهذا امر طبيعي ساقته طبيعة الصراع ومصادر تمويل المعارضة وبعض الطموحات الشخصية، الا ان هذه الخلافات بمجرد ان قبلت اطراف المعارضة الحضور للاجتماع ممكن القول ان اغلبها انتهى، وبقي الجانب المهم في الاجتماع والمتمثل بالصياغة النهائية للبيان الختامي الذي يعد "دستور المعارضة السورية المؤقت" يحدد الواجبات والمسؤوليات ووسائل الضبط القانونية التي تجبر كل اطراف المعارضة على الالتزام بخط سياسي واحد تعرضه على العالم وتعمل بمقتضاه، فالقضية ليست قضية اختيار زعامات او ترتيب مصالح حزبية وشخصية وليست كشف حسابات يعرض كل فصيل ماذا قدم من ارواح وتضحيات، وماذا يستحق من صلاحيات ومواقع، القضية تعبر عن مصير شعب قتل وشرد ودمرت كل منشآت الحياة فيه.
المسؤولية كبيرة وخطيرة، والمطلوب اعداد اتفاق يشبه الدستور يلزم ويحاسب، ولعل الهدف الاساسي من هذا الدستور المؤقت شكل الدولة وطبيعتها، فالغالب ان صيغة الشكل تتطلب ان تكون دولة مدنية تعددية، ترفض الانفراد في السلطة وتعزز الاختلاف، اما الاشكال الأخرى ربما تؤدي دورا معاكسا يستغله الخصم لضرب فرص نجاح الاجتماع.
الامر الآخر انه في ظل هذا المطلب الوطني الذي يطلب دولة مدنية تعددية فمن الطبيعي الا يكون للاسد وجود بها، فانفراد حزب البعث بالسلطة لمدة عقود أجهض التعددية وانهى وجود الدولة المدنية، فخيار استبعاد الاسد قبل أن يكون سياسيا فهو اخلاقي.
المعارضة السورية امام تحديات خطيرة ولكن تجاوزها ليس بالامر المستحيل، هذا الاجتماع يتطلب تشكيل شيء يقترب من شبه الحكومة المؤقتة، وليس تشكيل فريق تفاوضي ينحل مع اول عقبة تفاوضية، فمثلماسبق وان ذكرنا الامر يتعلق بمصير شعب يواجه اعداء اجانب سواء أكانوا جماعات ارهابية ام دولا مثل روسيا وايران، فبعد ان تتوصل المعارضة لصيغة سياسية مقبولة من كل الاطراف، عليها ان تعتني بالخطوة التي تلي الخطوة السياسية سواء فشلت او نجحت، وهي تسمية وزير للدفاع يكون تحت سلطة جميع الفصائل المقاتلة ويتمتع بشرعية اصدار القرارات العسكرية مع التفويض بشراء السلاح من جميع المصادر المتاحة، فالمعارضة مطلوب منها تعبير واضح عن الحكمة السياسية والقوة العسكرية الرادعة معا..
وهذا امر يكفله لها ميثاق الامم المتحدة في حق الشعوب بتقرير مصيرها ومقاومة الاحتلال.