الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المعركة التي ستحسم حكم الاسد

المعركة التي ستحسم حكم الاسد

21.11.2013
أساف جبور


صحف عبرية
معاريف 19/11/2013
القدس العربي
الاربعاء 20-11-2013
‘الشروط المسبقة للمؤتمر الذي يفترض أن يؤدي الى اختراق في الازمة السورية لم يقبلها بعد الرئيس السوري بشار الاسد ولا المعارضة ايضا. وبينما تجري على المستويات العليا محادثات على حل الازمة، تستعد القوى في الميدان للمعركة الكبرى.
تأتي الجهود لانهاء الحرب في سوريا وجمع الاطراف في مؤتمر مشترك وصولا الى تسوية سياسية بينما تنقسم سوريا عمليا الى ثلاث دول مختلفة. الحدود العراقية يسيطر عليها مقاتلو جبهة النصرة وداعش المتماثلون مع منظمة القاعدة. ومن هذه المنطقة يأتي مقاتلون وذخيرة دون أي تدخل من الجيش السوري. وفي الشمال الغربي من سوريا يسيطر الاكراد أساسا.’ وتشكل منطقة الحدود مع تركيا والعراق في الشمال الشرقي من سوريا منطقة كردية بكل معنى الكلمة منذ أكثر من سنة، ومؤخرا أعلن الاكراد بان في نيتهم الاعلان عن المنطقة كدولة عمليا.
على الحدود الاردنية تعمل منظمات الثوار تحت قيادة الجيش السوري الحر وفي منطقة هضبة الجولان لا تزال قوات الثوار تقاتل ضد قوات الاسد وحزب الله، وتلقى الاخيرون مؤخرا تعزيزا من مقاتلين دروز من لبنان.
بشار الاسد تشرين الثاني 2013 هو رئيس دولة ضيقة الحجوم، تمتد من دمشق عبر الطريق الصاعد الى حمص وادلب، وحتى اللاذقية في الشمال مركز الطائفة العلوية. معارك السيطرة بين الجيش السوري المعزز بقوات حزب الله وقوات الثوار المختلفين تجري على حدود دولة الاسد الجديدة من جنوب دمشق، في شرق حمص، في شرق ادلب وفي شمال اللاذقية. ويحرص الاسد على الاحتفاظ بمدن الميناء، التي هي عمليا الحدود الوحيدة التي يسيطر عليها الرئيس السوري.
منذ البداية رأى الرئيس السوري في لبنان الساحة الخلفية لسوريا. اتفاقات سايكس بيكو التي مزقت لبنان عن ‘سوريا الكبرى’ لم تكن جزءا من قاموس الاسد. ولشدة المفارقة، فان لبنان اليوم، الذي يسيطر عليه بمفاهيم عديدة حزب الله هو الذي ينقذ الاسد من الهزيمة.’
في حزيران الماضي تجند مقاتلو حزب الله بجموعهم للحرب في القُصير، بل وفقدوا هناك مقاتلين كثيرين في المعركة. ودارت المعركة على محور دمشق بيروت. الطريق المركزي لبشار الاسد الى لبنان.
في الاشهر الاخيرة بدأت معركة استراتيجية اخرى على جبال قلمون. سلسلة الجبال هذه هي عمليا استمرار لسلسلة جبل الشيخ وقد شكلت دوما مسارات للتهريب. وفي الجبال توجد المعابر السرية التي كان يستخدمها مهربو الافيون من لبنان الى سوريا وتستخدم اليوم معابر لمقاتلي حزب الله الذين يصلون الى سوريا للانضمام الى حماية حليفهم السوري. كما أنها طريق هروب لمن هو معني بممر آمن من سوريا الى المطار في بيروت فيقطع الطريق الملتوي والجبلي.
يستخدم هذه المعابر اساسا مهربو السلاح الذين يقطعون الطريق المعاكس من سوريا الى لبنان. وحسب تقارير اجنبية، تنقل في هذا المسار صواريخ بعيدة المدى من طراز فاتح 110 التي يزعم ان اسرائيل قصفتها في ايار الماضي. هذا السلاح، الذي يصل في معظمه من ايران، ينقل مباشرة الى المخزن الكبير لحزب الله في بعلبك في البقاع.
قرار الاسد الاستراتيجي للالتصاق بلبنان لضمان معبر آمن الى خارج سوريا يجلب نحو 20 الف مقاتل لحزب الله الى المعركة على المنطقة. وبالمقابل، ليس أقل من أربع منظمات ثوار مختلفة، ومنها جبهة النصرة تسعى الى السيطرة على معابر الحدود على أمل شل قوات الرئيس.
وفي الافلام التي ينشرونها على الشبكة يمكن للمرء أن يرى مقاتلين يتحركون’ بسيارات تجارية ارفقت بها مدافع ثقيلة. كما تظهر في الافلام ايضا دبابات سقطت في ايدي الثوار.
‘تدخل حزب الله
‘يحاول الثوار الان السيطرة على الطريق المؤدية من دمشق الى قلمون بهدف التشويش على انتشار الجيش السوري. ومع بدء المعارك اعلن المسؤولون في سوريا عن اغلاق الجامعة والمؤسسات الحكومية في مدينة قلمون واخلاء المستشفيات والمدارس بشكل فوري. وسارع السكان الى ترك بيوتهم قبل المعركة وفهمت العائلات في الجانب اللبناني من السلسلة الجبلية التي تعرضت لصواريخ الثوار السوريين الرسالة فأخلوا هم ايضا منازلهم. واذا كان حسن نصرالله الامين العام لحزب الله وصف في بداية المعركة في سوريا نشاط منظمته في سوريا بانه ‘دفاع عن النفس يقوم به اللبنانيون الشيعة الذين يعيشون في سوريا’، ففي اثناء الاحتفال في يوم عاشوراء الاسبوع الماضي أوضح نصرالله بان في نية حزب الله البقاء في سوريا بقدر ما يلزم في ضوء الهجوم الدولي على سوريا.
”هدف وجودنا في سوريا هو مشاركة مقاتلين في الحرب على الارض السورية واضح. نحن ندافع عن أمن لبنان، عن فلسطين وعن الانتفاضة الفلسطينية’، قال نصرالله واضاف: ‘سوريا حرصت دوما على دعم الثورة ضد اسرائيل رغم كل الخطوط الدولية والاقليمية التي تعرضت لها’. ونقل عن مسؤول في المنظمة اللبنانية الشيعية في وسائل الاعلام الاجنبية قوله انه ‘لو لم يتدخل حزب الله في سوريا لكان نظام الاسد سقط في غضون ساعتين’. واضاف المسؤول بان منظمة حزب الله اتخذت القرار بالعمل داخل سوريا انطلاقا من التفكير بان سقوط نظام الرئيس السوري هو أمر غير مقبول ومحظور أن يحصل. وقال المسؤول ان ‘سقوط سوريا في يد الثوار سيؤدي الى وضع يكون فيه حزب الله محاصر بالاعداء من كل جانب. حزب الله يساعد النظام السوري في القتال في عدة جبهات، والجيش السوري يعمل حسب الخطة التي وضعناها’.