الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المعركة تنتقل للضاحية!

المعركة تنتقل للضاحية!

18.07.2013
يوسف الكويليت

الرياض
الخميس 18/7/2013
    دمرّت إسرائيل صواريخ روسية في الداخل السوري، وكشفت عنها أمريكا، لتصمت روسيا وسورية معاً، ثم جرت تفجيرات في الضاحية الجنوبية اختلط فيها الاتهام لعدة جهات، لكن الصورة بدأت تأخذ مساراً جديداً باغتيال المحلل السياسي السوري الموالي للنظام محمد جمو في الجنوب اللبناني أيضاً الذي تحرسه القوات اللبنانية وحزب الله معاً، وأحياناً لا يعلن عن اكتشاف مواد متفجرة وتفخيخ، وضرب قوافل من الحزب متجهة لسورية، وهي رغم رمزيتها، واعتبارها جزءاً من حالة الحرب القائمة، إلاّ أن نقل المعركة داخل أحزمة الضاحية فسّر الفزع الذي يعيشه السكان بأنه الخطر القادم، لأن سلاح اضرب، واهرب، واستخدام وسائل التستر والمفاجأة، هما اللذان ضربا العراق وجعلاه غير مستقر ينزف كل يوم، لأن ذلك نفس الصورة الثنائية مع حزب الله في جعل سلطة بغداد تنفي شعبها داخل مدنه وقراه ومواطن عشائره بأوامر تصدر من طهران..
حزب الله جزء من موجة تجتاح الوطن العربي بتحالفات الطوائف والأحزاب الدينية تحركها قوى إقليمية، ودولية، غير أن قدرته في التأثير على السلطة اللبنانية ودوره في لعبة الضاغط على الحكومة والجيش، رفعا مستوى كبريائه، لأن يدخل الحرب السورية مع النظام، وهنا تبدلت الصور، أي أن اعتقاده بكسب المعركة، أو تأسيس الدولة العلوية المحاذية للبنان سوف يكسبه موقع قدم في مستقبل سورية، فيما لم يدرك أن لبنان، بطبيعته، وتكوينه، موزع الولاءات، وأن سنته دخلوا على الخط لمناصرة المعارضة السورية، وانعكاس هذا التطور جعل حزب الله مع الجيش اللبناني هو من لاحق بعض العناصر السنية والهجوم عليها، ما أفرز ما يشبه التحالف غير المعلن مع قوى المعارضة السورية بإعلان الحرب من داخل الضاحية الجنوبية لخلق حرب نفسية واجتماعية وضغوط مباشرة على سكانها؛ وبأن موت أي سوري من قبل الحزب يواجَه بموت لبناني شيعي من أنصار نصر الله، وانعكاسات هذه التطورات على لبنان سوف تكون كارثية، لاسيما أن محركات أزماته توجد في الخارج كما الداخل..
قد يكون حزب الله محمية غير مكشوفة لأي طرف معادٍ بما في ذلك إسرائيل وفق تصورات أن أذرعته طويلة وقادرة على الرد، لكن أن تتسرب عناصر خفية لعمق مجاله الأمني وتدبير العديد من العمليات الصاعقة فذلك بداية لتصاعد معارك قد تكون أكثر عنفاً، خاصة وأن الجيش الحر والفصائل الأخرى السورية لديها الوسائل للوصول إلى المحميات الخاصة عند حزب الله، وهذا التطور سوف يلقي بظلاله على مواجهات قد تضع حزب الله في موقع الدفاع بدلاً من الهجوم، خاصة وأن كسبه عداء النسبة العليا من السوريين قد لا تبدو مظاهره في رؤية العين الراهنة، وإنما سيمتد لسنوات طويلة سيكون فيها الزمن عامل الحسم، وهو بالتأكيد ما سيكون مقلقاً لكل شيعة لبنان..
هناك أمر بدأ يقلق اللبنانيين المتواجدين في دول الخليج العربي عندما اكتشفت تلك الدول عناصر أصبحت طابوراً خامساً في مساعدة حزب الله والتستر على شخصيات تدير أموالاً، واستثمارات متعددة تحت أسماء لبنانية غير شيعية ما أدى إلى ملاحقة تلك العناصر وتجفيف منابع ثرواتها، وهذا ألقى على الحكومة اللبنانية وطوائفها مشكلة ضغط جديد آخر على اعتبار أن العاملين بتلك الدول يشكلون رافداً أساسياً في الدخول الوطنية، وعملية تورط عناصر لبنانية أخرى قد يجعل العديد منهم تحت المراقبة والإبعاد، إن اقتضى الأمر، وهو سلوك طبيعي لدول الخليج في حماية أمنها لأن عمالة الحزب لإيران تفرض أي تصرف أمني، وهو ما سيضاعف المسؤولية على الحكومة اللبنانية في تعديل مسار سياساتها وعلاقاتها الخارجية أو مواجهة المستقبل المجهول..